أرشيف المقالات

مقتل سيد بلال هو الأسوأ - ملفات متنوعة

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .

نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الحكومية، يوم أمس، عن المحامي العام لنيابات استئناف الإسكندرية، المستشار ياسر الرفاعي، قوله :" إن واقعة وفاة الشاب سيد بلال مازالت قيد التحقيق، وأن النتائج الأولية للتحقيقات كشفت أن واقعه الوفاة ليس لها علاقة بحادث كنيسة القديسين بالإسكندرية.
وناشد وسائل الإعلام بتحري الدقة عند تناول تحقيقات النيابة العامة لعدم التأثير بالسلب على سير التحقيقات" انتهى.


والسؤال هنا: إذا كانت الواقعة لا زالت "قيد التحقيق" ..
وإذا كانت نيابة استئناف الاسكندرية تناشد وسائل الإعلام بـ"تحري الدقة" حتى لا تؤثر بالسلب على سير التحقيقات..
فكيف ثبت لدى النيابة ـ وكما نُقل عن المحامي العام ـ أن "واقعة الوفاة ليس لها علاقة بحادث كنيسة القديسين بالإسكندرية"؟!
سيد بلال ..
شاب يافع في بداية الثلاثينات من عمره..
دخل مقر أمن الدولة سليما معافا، ثم خرج منها جثة هامدة!..


وفي ظروف وملابسات وأجواء تحريض رخيص على سلفيي الإسكندرية عقب حادث "القديسين"..
بالتأكيد لم يكن بلال في ضيافة ضابط أمن الدولة، لكي يلعب معه دور "كوتشينة" أو "عشرة طاولة"..
لم يكن هناك لكي يرفل في إقامة فندقية فاخرة..
أو ليؤنس وحشته أو ليشاطرة الأحزان وتقديم واجب العزاء في ضحايا الحادث..
سيد بلال كان هناك ليُستباح جسده من زبانية التعذيب لانتزاع اعترافات سريعة لزوم تقفيل المحضر، وتقديم جثته قربانا على عتبات القيادة السياسية ..
وليس مهما تحديد الجاني..
ولكن المهم اسكات ألسنة تلهح بتوبيخ الأجهزة المسئولة..
حتى لو كانت تقارير ملفقة ومخضبة بدماء فقراء وضعفاء المصريين ممن لا بطن لهم ولا ظهر.


مقتل سيد بلال ليس عملا وحشيا وبربريا وحسب، وإنما تهور غير مسؤول، وجريمة في حق البلد كلها..
لأن مقتله وعلى هذا النحو ، وفي هذه الأجواء الملتهبة، وفي بيئة غاضبة وقابلة للاستفزاز والانفجار في أية لحظة، بسبب الإحساس بالاضطهاد والتمييز والانحياز لطائفة دينية على حساب أخرى..
من شأنه أن يعيد البلد مجددا إلى أجواء سنوات العنف الدامي في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي "العشرين".


إن التستر على المتهم بمقتل سيد بلال، هو تواطؤ ضد الأمن القومي وخيانة للدولة وللوطن، لأنه يشبه التستر على انتحاريين قرروا نسف نصف البلد وإحالت نصفها الآخر إلى حروب طائفية لا تُبقي ولا تذر.


مقتل سيد بلال..
أسؤأ وأكثر بشاعة من حادث "القديسين" ..
فإذا كان الأخير قد ارتكبه إرهابيون ـ ولا نتوقع عادة من الإرهابين إلا القتل الجماعي بلا تمييزـ فإن الأولى جريمة ارتكبتها الدولة..
والقتل خارج القانون، من شيم المجرمين والعصابات المسلحة، ما يعني أن المصريين مختطفون من قبل "عصابة" تحترف القتل والترويع وليست "دولة" وتقدس واجبها في حفظ الأرواح والاعراض والممتلكات.


[email protected]


11-01-2011 م
 

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢