يَنْقَضِي العَيْشُ بَيْنَ شَوْقٍ وَيَأْسِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يَنْقَضِي العَيْشُ بَيْنَ شَوْقٍ وَيَأْسِ | والمُنَى بَيْنَ لَوْعة ٍ وَتَأَسِّ |
هذه سُنَّة ُ الحياة ، ونفسي | لا تَوَدُّ الرَّحيقَ فِي كَأْسِ رِجْسِ |
مُلِىء الدهر بالخداعِ، فكم قد | ضلَّلَ الناسَ من إمام وقَسِّ |
كلَّما أَسْأَلُ الحياة َ عَنِ الحقِّ | تكُفُّ الحياة ُ عن كل هَمْسِ |
لمْ أجِدْ في الحياة ِ لحناً بديعاً | يَسْتَبِيني سِوى سَكِينَة ِ نَفْسي |
فَسَئِمْتُ الحياة َ، إلا غِرَاراً | تتلاشى بِهِ أَناشِيدُ يَأْسِي |
ناولتني الحياة ُ كأساً دِهاقاً | بالأماني، فما تناولْتُ كأسِي |
وسقتْني من التعاسَة أكواباً | تجرعْتُها، فيأشدّ تُعْسي |
إنّ في روضة ِ الحياة ِ لأشواكاً | بها مُزِّقتْ زَنابِقُ نفسي |
ضَاعَ أمسي! وأينَ مِنِّي أَمْسِي؟ | وقضى الدهرُ أن أعيش بيأسي |
وقضى الحبُّ في سكون مريعٍ | سَاعَة َ الموتِ بين سُخْط وَبُؤْسِ |
لم تُخَلِّفْ ليَ الحياة من الأمس | سِوَى لَوْعَة ٍ، تَهُبُّ وَتُرسي |
تتهادى ما بين غصّات قلبي | بِسُكونٍ وبين أوجاعِ نَفْسي |
كخيال من عالم الموْت، ينْساب | بِصَمْتٍ ما بينَ رَمْسٍ وَرَمْسِ |
تلك أوجاعُ مهجة ٍ، عذَّبتْها | في جحيم الحياة أطيافُ نحسِ |