مرادُهُمُ حيثُ السّلاحُ خمائلُ؛
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
مرادُهُمُ حيثُ السّلاحُ خمائلُ؛ | وَمَوْرِدُهُمْ حيثُ الدّماءُ مَناهِلُ |
وَدُونَ المُنى فِيهمْ جِيادٌ صَوَافِنٌ، | ومأثورَة ٌ بيضٌ وسمرٌ عواملُ |
لِكلِّ نَجِيدٍ في النّجَادِ، كَأنّمَا | تناطُ، بمتنِ الرّمحِ، منهُ، الحمائلُ |
طَوِيلٌ عَلَينا لَيْلُهُ، مِنْ حَفِيظَة ٍ، | كأنّ صباباتِ النّفوسِ طوائلُ |
كناسٌ دنَا منهُ الشَّرَى ، في محلّة ٍ | بهَا للّيثُ يَعدو، وَالغَزالُ يُغَازِلُ |
لعَمرُ القِبابِ الحُمْرِ، وَسطَ عَرِينهمْ | لقَدْ قُصِرَتْ فيها السُّرُوبُ العَقائلُ |
أمحجوبة ٌ ليلى ، ولم تخضبِ القنَا؛ | وَلا حجبتْ شمسَ الضَّحا القَساطلُ |
أنَاة ٌ، عَليها من سنَا البَدرِ مِيسَمٌ، | وَفيها منَ الغُصْنِ النُّضيرِ شَمائِلُ |
يجولُ وشاحَاهَا على خيزُرَانَة ٍ؛ | وتشرقُ تحتَ البردتَينِ الخلاخِلُ |
وَلَيلَة َ وَافَتْنَا الكَثِيبَ لمَوْعِدٍ؛ | كمَا رِيعَ وَسْنَانُ العَشِيّاتِ خاذِلُ |
تَهادَى انْسِيابِ الأيمِ، يَعفو إثارَها، | من الوَشْي، مَرْقومُ العِطعافَينِ ذائلُ |
قَعيدَكِ أنَّى زُرْتِ، ضَوْءُكِ ساطعٌ، | وَطِيبُكِ نِفّاحٌ، وَحَلْيُكِ هادِلُ |
هبيكِ اغتررْتِ الحيّ واشيكِ هاجعٌ، | وفرعُكِ غربيبٌ، وليلُكِ لائلُ |
فأنّى اعتسفْتِ الهولَ خطوُكِ مدمجٌ | وَرِدْفُكِ رَجْرَاجٌ وَعطفُكِ مائِلُ |
خليليّ ! ما لي كلّمَا رمتُ سلوَة ً، | تَعَرّضَ شَوْقٌ، دونَ ذلك حائِلُ؟ |
أرَاحُ إذا راحَ النّسِيمُ شَآمِياً؛ | كأنّ شمولاً ما تديرُ الشّمائلُ |
ضَلالاً، تمادى الحُبُّ في المَعشرِ العِدا؛ | ولَجَّ الهوى في حيثُ تُخشى الغَوائلُ |
كأنْ ليسَ، في نُعمى الهُمَامِ مَحمّدٍ، | مسلٍّ، وفي مثنى أياديهِ شاغلُ |
أغرُّ، إذا شمْنا سحائبَ جودِهِ، | تهلّلَ وجهٌ، واستهلّتْ أنامِلُ |
يبشِّرُنَا بالنّائلِ الغمرِ وجهُهُ؛ | وَقَبْلَ الحَيّا ما تَستَطيرُ المَخايلُ |
لديْهِ رياضٌ، للسّجايَا، أنيقة ٌ، | تغلْغلُ فيها، للعطايَا، جداولُ |
أتيٌّ، فما تِلكَ السّماحَة ُ نُهْزَة ٌ؛ | وفيٌّن فما تلكَ الحبالُ حبائلُ |
زعيمُ الدّهاء أنْ تصيبَ، من العِدا، | مكايدُهُ ما لا تصيبُ الجحافلُ |
فما سيفُ ذاكَ العزمِ فيهمْ بمعضدٍ؛ | وَلا سَهْمُ ذاكَ الرّأيِ أفْوَقُ ناصِلُ |
بَنى جَهْوَرٍ عِشْتُمْ بأوْفَرِ غِبْطَة ٍ؛ | فلولاكمُ ما كانَ في العيشِ طائلُ |
تفاضلَ في السَّرْوِ المُلوكُ، فخِلتُهم | أنابيبَ رمحٍ، أنتمُ فيهِ عاملُ |
لئنْ قلّ في أهلِ الزّمانِ عديدُكمْ | فإنّ دَرارِيّ، النّجُومِ قَلائِلُ |
فداؤكُمُ منْ، إنْ تعدْهُ ظنونُهُ | لحاقَكُمُ في المجدِ، فالدّهرُ ماطِلُ |
مَناكيدُ، فِعْلُ الخيرِ منهم تكَلُّفٌ، | إذِ الشّرُّ طبعٌ، ما لهم عنهُ ناقلُ |
فإنْ سُتِرَتْ أخلاقُهُمْ بِتَخَلُّقٍ، | فكلُّ خضيبٍ لا محالة َ ناصلُ |
لكَ الخيرُ، إنّي قائلٌ غيرُ مقصرٍ؛ | فَمَنْ ليَ باسْتيفاءِ ما أنتَ فاعِلُ |
لعمرُ سراة ِ الثّغرِ، وافاكَ وفدُهم، | لمَا ذمّ منهُمْ ذلكَ النُّزلَ نازلُ |
لأعذرْتَ، لمّا لمْ يملَّكَ مكثهمْ، | إذا عذرَ المستثقِلَ المتثاقِلُ |
نَضَدْتَ رَيَاحِينَ الطّلاقَة ِ غِضّة ً؛ | ورَقْرَقْتَ ماءَ البِرّ، وَهوَ سلاسِلُ |
فمَا مِنْهُمُ إلاّ شديدٌ نِزاعُهُ، | إليكَ، مقيمُ القلبِ والجسمُ راحلُ |
ضَمانٌ عَليهِمْ أنّ سَيُؤثَرُ عَنهُمُ | عَلَيكَ ثَناءٌ، في المَحافِلِ، حافِلُ |
مساعٍ، هيَ العقدُ انتظامَ محاسنٍ، | تحلّى بهَا جِيدٌ مِنَ الدّهرِ عاطِلُ |
تنيرُ بها الآمالُ، والّليلُ واقبٌ؛ | وتخصبُ منها الأرضُ والأفقُ ماحلُ |
هنيئاً لك العيدُ، الذي بكَ أصبَحتْ | تَرُوقُ الضّحى منه، وتَنَدى الأصائِلُ |
تَلَقّاكَ بالبُشْرَى ، وَحَيّاكَ بالمُنَى ؛ | فبُشرَاكَ ألْفٌ، بعدَ عامِكَ، قابِلُ |
لئنْ ينصرِمْ شهرُ الصّيام لبعدَهُ، | نَثَا صَالحِ الأعْمالِ ما أنتَ عاملُ |
رأيتَ أداءَ الفرضِ ضربة َ لازمٍ، | فلم تَرْضَ حتى شَيّعَتْهُ النّوَافِلُ |
سدنتَ، ببيتِ اللهِ، حبَّ جوارِهِ، | لكَ اللهُ بالأجرِ المضاعفِ كافلُ |
هَجَرْتَ لَهُ الدّارَ، التي أنتَ آلِفٌ | ليَعتادَهُ مَحضُ الهَوى منكَ وَاصِلُ |
فإنْ تَتَناقَلْكَ الدّيَارُ فَطَالَمَا | تناقلَتِ البدرَ المنيرَ المنازلُ |
ألا كُلُّ رَجْوَى ، في سِوَاكَ، عُلالة ٌ، | وكلُّ مديحٍ، لم يكنْ فيكَ، باطلُ |
فما لعمادِ الدّينِ، حاشاكَ، رافعٌ؛ | ولا للواء الملكِ، غيرَكَ، حاملُ |
لأمّنتني الخطبَ الذي أنا خائفٌ؛ | وَبَلّغْتَنِي الحَظّ الّذِي أنَا آمِلُ |
أرى خاطري كالصّارِمِ العَضْبِ لم يَزَلْ | له شاحذٌ، من حُسن رأيك، صَاقِلُ |
وَمَا الشِّعْرُ مِمّا أدّعيهِ فَضِيلَة ً | تزينُ، ولكنْ أنطقَتني الفواضلُ |
بقِيتَ كما تبقَى معالِيكَ، إنّهَا | خَوَالِدُ، حِينَ العَيشُ كالظلّ زَائلُ |
فمَا نَسْتَزِيدُ اللَّهَ، بَعْدَ نِهَايَة ٍ، | لنفسِكَ غيرَ الخلدِ، إذْ أنتَ كاملُ |