ما للمدامِ تديرُهَا عيناكِ،
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ما للمدامِ تديرُهَا عيناكِ، | فيميلُ في سكرِ الصِّبَا عطفاكِ؟ |
هَلاّ مَزَجْتِ لَعاشِقِيكِ سُلافَها | ببرودِ ظلمِكِ أو بعذْبِ لماكِ؟ |
بلْ ما عليكِ، وقد محضْتُ لكِ الهوى ، | في أنْ أفوزَ بحظوة ِ المسواكِ؟ |
ناهِيكِ ظُلْماً أنْ أضَرْ بيَ الصّدَى | بَرْحاً، وَنَالَ البُرْءَ عُودُ أرَاكِ |
واهاً لعطفِكِ، والزّمانُ كأنّما | صبغَتْ غضارَتُهُ ببردِ صباكِ |
وَاللّيلُ، مَهْمَا طالَ، قَصّرَ طُولَهُ | هاتي، وَقَدْ غَفَلَ الرّقيبُ، وَهاكِ |
وَلَطَالَمَا اعْتُلّ النّسِيمُ، فَخِلتُهُ | شكْوَايَ رَقَتْ فَاقْتَضَتْ شَكْوَاكِ |
إنْ تَألَفي سِنَة َ النّؤومِ خَلِيّة ً، | فلطالمَا نافَرْتِ فيّ كراكِ |
أوْ تَحْتَبي بالهَجْرِ في نادي القِلى ، | فَلَكمْ حَلَلْتُ إلى الوِصَالِ حُبَاكِ |
أمّا مُنى نَفْسِي، فَأنْتِ جَمِيَعُهَا؛ | يا لَيْتَني أصْبحْتُ بَعْضَ مُنَاكِ |
يدنُو بوصلِكِ، حينَ شطّ مزارُهُ، | وهمٌ، أكادُ بهِ أقبّلُ فاكِ |
وَلَئِنْ تَجَنّبْتِ الرّشَادَ بِغَدْرة ٍ | لمْ يهوِ بي، في الغيّ، غيرُ هواكِ |
للجَهْوَرِيّ، أبي الوَليدِ، خَلائِقٌ | كالرّوْضِ، أضْحَكَهُ الغَمَامُ الباكي |
ملكٌ يسوسُ الدّهرَ منهُ مهذَّبٌ، | تَدْبِيُرهُ للمُلْكِ خَيْرٌ مِلاكِ |
جَارَى أبَاهُ، بَعدَ ما فَاتَ المَدَى ، | فَتَلاهُ بَينَ الفَوْتِ وَالإدْرَاكِ |
شمسُ النّهارِ وبدرُهُ ونجومُهُ | أبناؤهُ، منْ فرقدٍ وسماكِ |
يَسْتَوضحُ السّارُونَ زُهْرَ كَواكِبٍ | مِنْهُمْ تُنِيرُ غَيَاهِبَ الأحْلاكِ |
بشراكِ يا دنْيَا، وبشرانَا معاً، | هَذا الوَزِيرُ أبُو الوَلِيدِ فَتَاكِ |
تْلْفَى السّيادة ُ ثَمّ إنْ أضْلَلْتِها، | وَمَتى فَقَدْتِ السّرْوَ، فهوَ هُنَاكِ |
وَإذا سَمِعْتِ بِوَاحِدٍ جُمِعَتْ لَهُ | فِرَقُ المَحَاسِنِ في الأنَامِ، فَذَاكِ |
صَمْصَامُ بادِرَة ٍ، وَطَوْدِ سكينَة ٍ، | وَجَوَادُ غَايَاتٍ، وَجِذْلِ حِكاكِ |
طَلْقٌ يُفَنَّدُ في السّماحِ، وَجاهِلٌ | منْ يستشفّ النّارَ بالمحراكِ |
صنعُ الضّميرِ، إذا أجالَ بمهرَقٍ | يمناهُ، في مهلٍ، وفي إيشاكِ |
نظمَ البلاغة َ، في خلال سطورِهِ، | نَظْمَ الّلآلي التُّومِ في الأسْلاكِ |
نَادَى مَساعِيَهُ الزّمَانُ مُنَافِساً؛ | أحْرَزْتِ كُلّ فَضِيلَة ٍ، فَكَفَاكِ |
ما الوردُ، في مجناهُ، سامرَهُ الندى | مِتَحَلّياً، إلاّ بِبَعْضِ حُلاكِ |
كلاّ ولا المسكُ، النَّمومُ أريجُهُ، | متعطّراً، إلاّ بوسمِ ثناكِ |
اللّهوُ ذكرُكِ، لا غناءُ مرجِّعٍ، | يفتنّ في الإطلاقِ والإمساكِ |
طارتْ إليكِ بأوْليائِكِ هزّة ٌ، | تهفو لها أسفاً قلوبُ عداكِ |
يا أيّهَا القَمَرُ، الّذِي لِسَنَائِهِ | وَسَنَاهُ تَعْنُو السَّبْعُ في الأفْلاكِ |
فرحُ الرّياسة ِ، إذْ ملكتَ عنانها، | فرحُ العروسِ بصحّة ِ الإملاكِ |
من قالَ إنّكَ لستَ أوحدَ في النُّهَى | والصّالحاتِ، فدانَ بالإشراكِ |
قلِّدْنيَ الرّأيَ الجميلَ، فإنّهُ | حسبي ليومَيْ زينة ٍ وعراكِ |
وغذا تحدّثَتِ الحوادثُ بالرَّنَا | شَزْراً إليّ، فَقُلْ لَها: إيّاكِ |
هوَ في ضَمانِ العَزْمِ، يَعبِسُ وَجهُهُ | للخطْبِ، والخلقِ النّدي الضّحَاكِ |
وَأحَمَّ دارِيٍّ، تَضَاعَفَ عِزُّهُ، | لمّا أهينَ بمسحَقٍ ومداكِ |
والدَّجنُ، للشّمسِ المنيرة ِ، حاجبٌ، | والجفنُ مثوَى الصّارمِ الفتّاكِ |
هَنَأتْكَ صِحّتُكَ، التي، لَوْ أنّها | شَخْصٌ أُحَاوِرُهُ، لَقُلْتُ هَنَاكِ |
دامَتْ حَيَاتُكَ ما استُدمتَ فلم تزَلْ | تَحْيَا بكَ الأخْطارُ بَعدَ هَلاكِ |