يَهدِمُ دارَ الحياة ِ بانيها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
يَهدِمُ دارَ الحياة ِ بانيها | فأيّ حيّ مُخَلَّدٌ فيها |
وإن تردّتْ من قبلنا أممٌ | فهي نفوسٌ رُدّتْ عواريها |
أما تَراها كأنَّها أجَمٌ | أسْوَدُها بيننا دواهيها |
إنْ سالَمَتْ وهي لا تسالمنا | أيّامُنَا، حارَبَتْ لياليها |
وَاوَحْشَتَا من فِراقِ مُؤنِسَة ٍ | يميتني ذكْرُها ويحييها |
أذكرها والدموع تسبقني | كأنَّني للأسى أجاريها |
يا بحرُ أرخصتَ غير مكترثٍ | مَنْ كنتُ لا للبياع أغليها |
جوهرة ٌ كان خاطري صَدَفاً | لها أقيها به وأحميها |
أبَتّها في حشاك مُغْرَقَة ً | وبتُّ في ساحليك أبكيها |
ونفحة ُ الطيبِ في ذوائبها | وصبغة ُ الكحل في مآقيها |
عانقها الموجُ ثمّ فارقها | عن ضَمة ٍ فاضَ روحها فيها |
ويلي من الماءِ والتراب ومن | أحكام ضِدين حُكّمَا فيها |
أماتها ذا وذاكَ غيرها | كَيْفَ من العُنْصُرَيْن أفديها |