وفدتْ عليكَ سعادة ُ الأعوامِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وفدتْ عليكَ سعادة ُ الأعوامِ | لِعُلى يديكَ ونُصرَة ِ الإسلامِ |
وبطول عمرٍ يعمرُ الرّتب التي | يختطها الخطّيّ وهي سوام |
عامٌ أتاك مُبَشرا برياسة ٍ | أبديّة ِ الإجلال والإعظام |
لك في ابتداء العمر عزمُ مؤيّدٍ | وأناة ُ مقتدرٍ، وعدلُ إمام |
صدقُ المخايلِ في حداثة ِ سنّهِ | والشبلُ فيه طبيعة ُ الضرغام |
كم قائلٍ لنموّ قدرك في العلى | هذا الهلالُ ينير بَدْرَ نمام |
تُردي عُداة َ الله منك إشارة ٌ | والسّقْطُ يحرقُ كثرَة َ الآجام |
وكأنما الإيمان في حرب العدا | بيمينه منك انتضاءُ حسام |
حَسُنَتْ بسعدك للخلائقِ كلهمْ | لمَّا وليتَ خلائقُ الأيام |
فانصبّتِ الأرزاقُ بعد جُمودها | وأضاءَتِ الآفاقُ بعدَ ظلام |
وتنفّستْ من رَوْض خلقك نفحَة ٌ | صحّتْ بها الآمال بعد سقام |
كم قال من حيٍّ لميتٍ قُمْ ترَى | فرحَ الورى بالأمنِ والإنعام |
هذا هو الحسنُ الذي حسناته | قعدت لدى الكرماءِ بعد قيامِ |
أنظرْ إلى القمر الذي في دسْتِهِ | فيمينهُ تندى بصوبِ غمام |
متختّمٌ لعُفاتهِ وعُداتهِ | بالجود أو بقبيعة الصمصام |
خلع اللواءُ عليك عزّ مُمَلَّكٍ | تَخْشَى سُطاهُ أجِنَّة ُ الأرحام |
تخذ الجنودَ من الأسود فوارساً | مِنْ ضاربٍ أو طاعنٍ أو رام |
في كلّ خضراءِ الحبائكِ فاضة ٍ | فاضتْ على قدمٍ من الأقدام |
وكأن أحداقَ الجرادِ تبرّقت | منها لِعَيْنيكَ في سَراب موامي |