لي سمعٌ عن قول اللواح
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لي سمعٌ عن قول اللواح | وفؤادٌ هامَ بالغيدِ الملاحْ |
أحْدَقَ الوَجْدُ بهِ مِنْ حَدَقٍ | كَحَلَتْ بالحسنِ مرضاها الصّحاح |
ويحَ قلبٍ ضاقَ من أسهمها | عن جراحٍ وقعها فوق جراح |
ما أرى دمعي إلاّ دمها | ربَّما أحمرَّ على خديَّ وساح |
كم أسيرٍ من أسارى قيده | في وثاقِ الحبّ لا يرجو سراح |
وعليلٌ لا يداوى قرحهُ | من جنيّ الرشف بالعذب الفراح |
والغواني لا غنى ً عن وصلها | أبِغَيرِ الماء يَرْوَى ذو التياح |
صَفِرَتْ كَفَّايَ من صِفْرِ الوشاح | وهفَا حلمي بهيفاء رداح |
طفلة ٌ تسرح، في أعطافها | للأظانين وللدل مراح |
لَوْ هَفَا من أُذْنِها القُرْطُ على | حبلها من بُعدِ مهواه لطاح |
تُوردُ المسواك عذباً خصراً | كمجاجِ النحل قد شيبَ براح |
وَإذا ما لاثِمٌ قَبّلَها | شقّ باللّثمِ شقيقاً عن أقاح |
طارَ قلبي نحوها، لما مشى | حسنها نحوي للقلب، جناح |
ما رأتْ عَينٌ قطاة ً قبلها | تتهادى في قلوبٍ لا بطاح |
لا و لا شمساً بَدَتْ في غُصْنٍ | وهو في حقف يُنَدّى ويَراح |
وكأن الحسن متنها قائلٌ: | ما على من عَبَدَ الحُسْنَ جُنَاح |
في اقتراب الدار أشكو بُعدها | واقترابُ الدّار بالهجر انتزاح |
وكأني لِعبة ٌ في يَدها | ما لها تُتلف جدي بالمزاح |
أوَهذا كلّه من لِمَّة ٍ | أبْصَرَتْ فيها بياضَ الشيبِ لاح |
ما تريدُ الخود من شيخ غدا | في مدى السَّبْعِينَ بالعُمْرِ وراح |
كان مِسْكُ الليل في مفرقه | فانجلى عنه بكافور الصّباح |
يا بني الأمجاد هذا زمنٌ | رَفَعَ الآدابَ من بعدِ اطراح |
فسحابُ الجودِ وكّافُ الحيا | ومراد العيش مخضرّ النواح |
ويمين ابن تميم علّمتْ | صنعة َ المعروف أيمانَ الشحاح |
ملكٌ في البهو منه أسدٌ | يضعُ التّاجَ على البدر اللّياح |
حالفَ النصر من الله فإن | لقيَ الأعداء لاقاه النجاح |
كلَّما هَمّ بأمْرٍ جَلَلٍ | أتعب الأيّام فيه، واسترح |
يهب الآلاف، هذي هِمَّة ٌ | ضاقَ عنها دهرهُ وهي فياح |
لستُ أدري نشوَة ً في عطفه | للقاءِ الوفد أم هزّ ارتياح |
لو غدت جَدْوَى يديه قهوة ً | ما مشى من سكرها في الأرض صاح |
من ملوكٍ شُنّفَتْ آذانهم | بأغاريد من المدح فِصَاح |
تكحلُ الأبصارُ منهم بسنا | كَثرَ الخُلْفُ ومن دان به |
قرّ طبعُ الجود في شيمته | ما لطبع المرءِ عنه من براح |
بعضُ ما يسديه من إحسانه | جلّ عن كل تمنٍّ واقتراح |
محربٌ يخرج من إغماده | خُلجاً توقد نيران الكفاح |
يتحفُ الحربَ جناحيْ جَحْفَلٍ | يقذفُ الأعداءَ بالموتِ الذّباح |
كُسيتْ قمصَ الأفاعي أسُدٌ | تُوِّجَتْ فيه ببيضات الأدَاح |
تحسبُ الورد نثيراً حَولَهُ | وهو محْمَرّ مجاجاتِ الرماح |
بَطَلٌ تَشْهَقُ مِنْ لهذمه | في جباهِ الروع أفواه الجراح |
جاعلٌ للقِرْنِ إنْ عانقه | سيفه طوقاً وكفيه وشاح |
يا وهوبَ العيدِ في بعض الندى | والغنى والجودِ والكُومِ اللّقاح |
إن بحريك على عظمهما | حَسَدا كفَّيْك في فيض السّماح |
فإذا موّجَ هذا، وطما | برياحٍ، جاش هذا برياحِ |
حكيا جُودَكَ جَهْلاً فهما | لا يزِيدانِ به إلاَّ افتضاح |
وعلى فضلكَ للناس اصطلاح | |
وإذا الفخرُ تسمّى أهلُهُ | كنتَ منهم في فمِ الفخر افتتاحِ |