هل أقصر الدهرُ عن تعنيت ذي أدبِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
هل أقصر الدهرُ عن تعنيت ذي أدبِ | أو قال حَسْبِي من إخمالِ ذي حسبِ |
لا يلحظ الحرَّ إلاَّ مثلما وقعت | على أخي سيِّئاتٍ عينُ ذي غَضَبِ |
وكيفَ يصفو لنا دَهْرٌ مَشَارِبُهُ | يخوضُهَا كُلَّ حينٍ جَحْفَلُ النُّوَبِ |
إنَّ الزمان، بما قاسيتُ، شيبني | ولم أُشَيِّبْهُ، هذا والزَّمانُ أبي |
ولو خلا الدَّهرُ ذو الأبناءِ من عَجَبٍ | أكثَرتُ منه ومن أبنائِهِ عَجَبِي |
قَرَأتُ وَحْدِي على دهري غرائِبَهُ | فما أعاشرُ قَوْماً غَيْرَ مغترب |
أحَلْتُ عَزْمِي على هَمِّي فقَطّعَهُ | كأنّ عزميَ من صَمصَامَتِي الذّربِ |
ما قرّ السير في سهل ولاجبل | إلاّ كما قرّ جاري الماء في صبب |
ولم أضِقْ في السَرَى ذَرْعاً بمعضلة ٍ | قد زاحمتني حتى ضاق مضطربي |
ويرْتقي حَرُّ أنْفاسي فَأبْعَثُهُ | برداً وإنْ كان مستبقى من اللهب |
وأحرِ بالحّرِ أنْ تلقاه ذا جلدٍ | وإنْ تَبَطّنَ داءً قاتلَ الوَصَبِ |