جمعتُ همي عليا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
جمعتُ همي عليا | فما برحتُ لديّا |
إليّ يا منْ تعالى | عنِ الكيانِ إليا |
فلم أجد غير ذاتي | لمَّا بسطتُ يديا |
فأسفلُ الكونِ يعلو | وقتاً بربي عليا |
انظرْ حديثَ هبوطٍ | تجدْه فيه جليّا |
ما جئتُ شيئاً بقولي | عن الإله فريًّا |
هذا حديثُ رسولٍ | قد اصطفاه نبيّا |
ولم أكن عند قولي | إني بربي نسيا |
لما سريتُ إليه | خِرتُ المكانَ العليّا |
ناديتُ مولى الموالي | ربي نداءً خفيّا |
إني ضعفتُ إلهي | وصِرتُ شيخا عتيّا |
فلم أكن بدعائي | إياكَ ربِّ شقيا |
أنت الوليّ الذي قد | صيرت قلبي وليّا |
فاجعلنْ ربي إماماً | واجعلن ربي رضيا |
فقدْ ضعفتُ لما بي | وذبتُ شيئاً فشيئا |
سألتُ ربي أنْ لا | يجعل لذاتي سميّا |
قدْ كنتُ عبداً مطيعاً | إذ كنتُ ملكاً سريا |
أجرى ليَ اللهُ جوداً | من تحتِ عرشي سريّا |
وأسقط الجذعُ قوتا | عليَّ رطباً جنيا |
فكانَ منهُ غذائي | وعشتُ عيشاً هَنيًّا |
وكانَ بي لطفُ ربي | لذاكَ برّاً حفيًّا |
فهل رأيتم إلها | يقومُ شخصاً سويّا |
هذا محالٌ ولكنْ | شاهدتُ أمراً نديّا |
رأيتهُ عينَ نفسي | منْ حيثُ كنتُ صبيا |
ولم أقل بحلولٍ | بل كنتُ منه بريّا |
بلْ لمْ أجدْ منه بداً | لمّا هجرتُ مليا |
وخرّ جمعي إليه | عندَ الشهودِ بكيا |
فكنتُ أولى بنارٍ | للشوقِ فيها صليّا |
إني خلصتُ إليهِ | لما اقتربتُ نجيّا |