مَنْ كانَ مِنّي جاهلاً أوْ مغمّراً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مَنْ كانَ مِنّي جاهلاً أوْ مغمّراً | فَما كانَ بدعاً منْ بلائيَ عامرُ |
ألِفْتُكَ حتّى أخْمَرَ القوْمُ ظِنَّة ً | عليَّ بنُو أُمِّ البنينَ الأكابِرُ |
ودافعتُ عنكَ الصّيدَ مِن آلِ دارمٍ | ومِنهُمْ قَبيلٌ في السُّرادِقِ فاخِرُ |
فقيمٌ وعبدُ اللهِ في عزِّ نهشلٍ | بِثَيْتَلَ، كُلٌّ حاضِرٌ مُتَناصِرُ |
فذدتُ معدّأً والعبادَ وطيئاً | وكَلباً كَمَا ذِيدَ الخِماسُ البَوَاكِرُ |
على حينَ مَنْ تَلْبَثْ عَلَيهِ ذَنُوبُهُ | يجدْ فقدَها، وفي الذنابِ تداثرُ |
وسُقْتُ رَبِيعاً بالفنَاءِ كأنّهُ | قريعُ هجانٍ يبتغي منْ يخاطرُ |
فأفحمتهُ حتّى استكانَ كأنّهُ | قريحُ سلالٍ يكتفُ المشيَ فاترُ |
ويومَ ظعنتمْ فاصْمعدّتْ وفودكُمْ | بأجمادِ فاثورٍ كريمٌ مصابرُ |
ويَوْمَ مَنَعْتُ الحَيَّ أنْ يَتَفَرَّقُوا | ينجرانَ، فقري ذلك اليومَ فاقِرُ |
ويوماً بصحراءِ الغبيطِ وشاهِدي الـ | ـمُلُوكُ وأرْدافُ المُلوكِ العَراعِرُ |
وفي كلِّ يومٍ ذي حفاظٍ بلوتَني | فقمتُ مقاماً لم تقمهُ العَواوِرُ |
ليَ النصرُ منهمْ والولاءُ عليكمُ | وما كنتُ فَقْعاً أنْبَتَتْهُ القَرَاقِرُ |
وأنتَ فَقيرٌ لمْ تُبَدَّلْ خَلِيفَة ً | سِوايَ، وَلمْ يَلْحَقْ بَنُوكَ الأصاغرُ |
فقلتُ ازدجرْ أحناءَ طيرِكَ واعلمنْ | بأنّكَ إنْ قَدَّمْتَ رِجْلَكَ عاثِرُ |
وإنَّ هوانَ الجَارِ للجَارِ مُؤلِمٌ | وفاقرة ٌ تأوي إليْها الفواقِرُ |
فأصْبَحْتَ أنَّى تأتِها تَبْتَئِسْ بِها | كلا مرْكبيْها تحتَ رِجليك شاجرُ |
فإنْ تَتَقَدَّمْ تَغْشَ منها مُقَدَّماً | عظيماً وإنْ أخرتَ فالكفلِ فاجِرُ |
وما يكُ منْ شيءٍ فقدْ رُعتَ روعة ً | أبا مالِكٍ تَبيَضُّ مِنها الغَدائِرُ |
فلوْ كانَ مولايَ أمرأً ذا حفيظة ٍ | إذاً زفَّ راعي البهمِ والبهمُ نافِرُ |
فَلا تبغيني إنْ أخذتَ وسيقة ً | منَ الأرْضِ إلاَّ حيثُ تُبغى الجعافرُ |
أُولئِكَ أدْنَى لي وَلاءً ونَصْرُهُمْ | قَريبٌ، إذا ما صَدَّ عَنّي المَعَاشِرُ |
متى تَعْدُ أفْراسي وَرَاءَ وَسِيقَتي | يَصِرْ مَعْقِلَ الحَقِّ الذي هوَ صَائِرُ |
فجمَّعتُها بعدَ الشتاتِ فأصبحتْ | لدَى ابنِ أسيدٍ مؤنقاتٌ خناجرُ |