أما كنت مع الحيِّ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أما كنت مع الحيِّ | صَبَاحاً، حِينَ وَلّيْنَا |
وَقَدْ صَاحَ بِنَا المَجْدُ: | إلى أينَ، إلى أيْنَا |
إلى أن أُدرك العرق | فَثبْنَا، ثُمّ لاقَيْنَا |
حُمِينَا بالحَفِيظَاتِ | فقارعنا وحامينا |
فَلا تَسْألْ عَنِ الكَا | سِ التي فِيهَا تَسَاقَيْنَا |
تناكينا فلما غلب | الأمر تباكينا |
عن الحلمِ تحاجزنا | وَبِالضِّغْنِ تَلاقَيْنَا |
وَلَوْلا أطّة الأرْحَا | م أعذرنا وأبلينا |
إذا نَاشَدَتِ القُرْبَى | تَبَاقَيْنَا، وَأبْقَيْنَا |
بَني أعْمَامِنَا! مَهْلاً | سَيَنْأى بَينُ دارَيْنَا |
وَيَغْدُو رَهَجُ الرّوْعِ | لِحَاماً بَينَ غَارَيْنَا |
إذا ما ضرب النقع | عَلى الحَرْبِ رِوَاقَيْنَا |
عسى الأرحام تثنينا | إذا نحن تباغينا |
تَبَالَوْا لِتُلاقُونَا | فَإنّا قَدْ تَبَالَيْنَا |
فلم يلق لنا العا | جم رعديداً ولا هينا |
لنا كل غلام همـ | ـمُّهُ أنْ يَرِدَ الحَيْنَا |
يخال موفياً نذراً | بِهِ، أوْ قَاضِياً دَيْنَا |
حَدِيدُ السّمعِ في حَيْثُ | تَكُونُ الأُذُنُ العَيْنَا |
غرار النوم يجلو عن | لِحَاظِ الضّرِمِ الرَّيْنَا |
إذا السير حذا أيدي | ـرّكَابِ الدّمَ وَالأيْنَا |
اذاتَ الطّوْقِ! تَجْلُو فيـ | برَّاق الطُلى لينا |
قفي أخبرك عن صبري | إذا أوعدتني البينا |
سَلي عَنْ هَيْئَة ِ السّيْفِ | شُجَاعَ القَوْمِ لا القَيْنَا |
لَنَا السّبْقُ بِأقْدامٍ | إلى المجد تساعينا |
تَرَيْ زَمْجَرَة َ الآسَا | د همساً بين غابينا |
إذا سَاوَمَنَا الضّيْمُ | عَلى الأعْرَاضِ غَالَيْنَا |
وإن نازعنا الحق | عنان المال ألقينا |
إذا مَا رَوّحَ الرُّعْيَا | نُ، أعطَيْنَا وَأمطَيْنَا |
يظنّ المجتدى أنّا | عَلى الجُودِ تَوَاطَيْنَا |
مَلَكْنَا مَقْطَعَ الرّزْقِ | فَأفقَرنَا، وَأغْنَيْنَا |
وحزنا طاعة الدهر | فأغضبنا وأرضينا |
مَتَى لمْ يُطِعِ الجُودُ | سَخَوْنا، أوْ تَسَاخَينَا |
سراعاً فتفاقدنا | جميعاً وتناعينا |
إذا ما ثوّب الداعي | إلى الموت تداعينا |
وَمَا يَنْفَعُنَا يَوْماً | إذا نحن تفادينا |
وَمَا أعْلَمَنَا أنّا | إلى الغَايَة ِ أجْرَيْنَا |