أشْكُو إلَيكَ مَدامِعاً تَكِفُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أشْكُو إلَيكَ مَدامِعاً تَكِفُ | بَعدَ النّوَى ، وَجَوَانحاً تَجِفُ |
وَحَشاً، إذا ذُكِرَ الفِرَاقُ هَفَا | في جانبيه الشوق والأسف |
فُجِعَتْ بِعِلْقِ مَضَنّة ٍ يَدُهُ | فأقَامَ لا عِوَضٌ، وَلا خَلَفُ |
كالنّاشِطِ امتَنَعَتْ مَوَارِدُهُ | وَنَأتْ عَلَيْهِ الرّوْضَة ُ الأُنُفُ |
أُنْسٌ تَنَاقَصَ مَعْ تَكَامُلِهِ | لا بَدْعَ إنّ البَدْرَ يَنكَسِفُ |
لا يُبْعِدِ اللَّهُ الّذينَ نَأوْا | وقفوا الغرام بنا وما وقفوا |
أيَّ القُوَى قَطَعُوا، وَأيَّ دَمٍ | سَفَكوا، وَأيَّ جِرَاحَة ٍ قَرَفُوا |
لم أنس موقفنا ووقفتهم | بَعدَ النّوَى ، وَدُمُوعُنا تَكِفُ |
مُتَساكِتِينَ مِنَ الوُجُومِ، وَقد | نَطَقَتْ عَلَينا الأدمُعُ الذُّرُفُ |
يا رَاكِبَ الكَوْمَاءِ، غَارِبُها | كالطود أوفى فوقه الشعف |
يطأُ الظلام على مفارقه | والليل في أجفانه وطف |
ذرع الدجا وطوى خميصته | ولها على قمم الربى كفف |
حَتّى نَضَا الإظْلامُ صَيغَتَهُ | وَطَوَاهُ جَوْنُ اللّيلِ مُنكَشِفُ |
ماض إذا أهوى به كنف | من جنح ليل ضمه كنف |
أبْلِغْ فَتَى حَمْدٍ مُذَكَّرَة ً | تنقدّ منها البيض والزغف |
نفثات مكروب ألظّ به | حرّ الجوى وعلا به الكلف |
مَا كَانَ أسرَعَ مَا نَبَا زَمَنٌ | وَتَكَدّرَتْ مِنْ وُدّنَا نُطَفُ |
حبل غدا بأكفّنا طرف | مِنهُ، وَفي أيدِي النّوَى طَرَفُ |
هل حسن ذاك الدهر مرتجع | أم طيب ذاك العيش مؤتنف |
أمْ هَلْ يُبَاحُ الوِرْدُ ثَانِيَة ً | ويلذ برد الماء مرتشف |
لهفي على ذاك الزمان وهل | يثني زماناً ماضياً لهف |
انْبَتّ بَعدَكَ حَبلُنا، وَحَدَتْ | كُلاًّ لِطِيّتِهِ نَوًى قُذُفُ |
وَانْفَكّ سِلْكُ نِظَامِنا، بَدَداً | ولقد عنينا وهو مؤتلف |
وتجنب البتيّ جانبنا | ونبا فلا ودّ ولا شعف |
وقلى مجالسنا ومال به | عِطْفٌ إلى البَغضَاءِ مُنعَطِفُ |
وأزيح ذاك الأنس أجمعه | وأميط ذاك البر واللطف |
جعل الوصية تحت أخمصه | وأتى الإساءة وهو معترف |
إنّا نَذُمُّ إلَيْكَ خُلّتَهُ | فَهوَ المَلُولُ الغَادِرُ الطَّرِفُ |
فَلَعَلّنَا، وَلَعَلّ مُطْمِعَة ً | يَوْماً بقُرْبِكَ مِنهُ نَنْتَصِفُ |
فسقى ليالينا التي سلفت | فرط من الأنواء أو سلف |
يحدى بسوط الريح تحفزه | هَفّافَة ٌ في سَوْقِهَا عَنَفُ |
نتج الصباح عشاره سبلا | جواداً وألقح شوله السدف |
نَدعُوكَ حينَ الشّملُ مُنشَعِبٌ | فَتَلافَنَا، وَالرّأيُ مُختَلِفُ |
إن لم تقم تلك الغصون غدا | منهن منآد ومنقصف |
لا تَحْسَبَنْ قَوْلي مُمَاذَقَة ً | وَجدِي ببُعدِكَ فَوْقَ ما أصِفُ |