ابكيك لو نقع الغليل بكائي
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
ابكيك لو نقع الغليل بكائي | وَأقُولُ لَوْ ذَهَبَ المَقالُ بِدائي |
وَأعُوذُ بالصّبْرِ الجَميلِ تَعَزّياً | لَوْ كَانَ بالصّبْرِ الجَميلِ عَزائي |
طوراً تكاثرني الدموع وتارة | آوي الى اكرومتي وحيائي |
كم عبرة موهتها باناملي | وسترتها متجملاً بردائي |
ابدي التجلد للعدو ولو درى | بتَمَلْمُلي لَقَدِ اشتَفَى أعدائي |
ما كنت اذخر في فداك رغيبة | لو كان يرجع ميت بفداءِ |
لو كان يدفع ذا الحمام بقوة | لتكدست عصب وراءَ لوائي |
بِمُدَرَّبِينَ عَلى القِرَاعِ تَفَيَّأُوا | ظِلَّ الرّمَاحِ لكُلّ يَوْمِ لِقَاءِ |
قَوْمٌ إذا مَرِهُوا بِأغبابِ السُّرَى | كَحَلُوا العُيُونَ بإثمِدِ الظّلْمَاءِ |
يَمشُونَ في حَلَقِ الدّرُوعِ كأنّهُمْ | صم الجلامد في غدير الماءِ |
ببروق ادراع ورعد صوارم | وغمام قسطلة ووبل دماءِ |
فَارَقْتُ فِيكِ تَماسُكي وَتَجَمّلي | ونسيت فيك تعززي وابائي |
وَصَنَعْتُ مَا ثَلَمَ الوَقَارَ صَنيعُهُ | مما عراني من جوى البرحاءِ |
كم زفرة ضعفت فصارت انة | تَمّمْتُهَا بِتَنَفّسِ الصُّعَداءِ |
لَهفَانَ أنْزُو في حَبَائِلِ كُرْبَة ٍ | مَلَكَتْ عَليّ جَلادَتي وَغَنَائي |
وجرى الزمان على عوائد كيده | في قلب آمالي وعكس رجائي |
قَدْ كُنتُ آمُلُ أنْ أكونَ لكِ الفِدا | مِمّا ألَمّ، فكُنتِ أنْتِ فِدائي |
وَتَفَرُّقُ البُعَداءِ بَعْدَ مَوَدَّة ٍ | صعب فكيف تفرق القرباءِ |
وَخَلائِقُ الدّنْيَا خَلائِقُ مُومِسٍ | للمنع آونة وللاعطاءِ |
طوراً تبادلك الصفاء وتارة | تَلْقَاكَ تُنكِرُهَا مِنَ البَغضَاءِ |
وَتَداوُلُ الأيّامِ يُبْلِينَا كَمَا | يُبلي الرّشَاءَ تَطاوُحُ الأرْجَاءِ |
وَكَأنّ طُولَ العُمْرِ روحَة ُ رَاكِبٍ | قضى اللغوب وجد في الاسراءِ |
أنْضَيتِ عَيشَكِ عِفّة ً وَزَهَادَة ً | وَطُرِحْتِ مُثْقَلَة ً مِنَ الأعْبَاءِ |
بصِيَامِ يَوْمِ القَيظِ تَلْهَبُ شَمْسُهُ | وقيام طول الليلة الليلاءِ |
ما كان يوما بالغبين من اشترى | رغد الجنان بعيشة خشناءِ |
لَوْ كَانَ مِثلَكِ كُلُّ أُمٍّ بَرّة ٍ | غني البنون بها عن الآباءِ |
كيف السلو وكل موقع لحظة | اثر لفضلك خالد بازائي |
فَعَلاتُ مَعرُوفٍ تُقِرّ نَوَاظِرِي | فَتَكُونُ أجْلَبَ جالِبٍ لبُكائي |
مَا مَاتَ مَنْ نَزَعَ البَقَاءَ، وَذِكْرُهُ | بالصّالحاتِ يُعَدّ في الأحْيَاءِ |
فبأي كف استجن واتقي | صَرْفَ النّوَائِبِ أمْ بِأيّ دُعَاءِ |
ومن الممول لي اذا ضاقت يدي | ومن المعلل لي من الادواءِ |
ومن الذي ان ساورتني نكبة | كَانَ المُوَقّي لي مِنَ الأسْوَاءِ |
أمْ مَنْ يَلِطّ عَليّ سِتْرَ دُعَائِهِ | حَرَماً مِنَ البَأسَاءِ وَالضّرّاءِ |
رُزءانِ يَزْدادانِ طُولَ تَجَدّدٍ | أبَدَ الزّمَانِ: فَناؤها وَبَقائي |
شهد الخلائق انها لنجيبة | بدَليلِ مَنْ وَلَدَتْ مِنَ النُّجَبَاءِ |
في كل مظلم ازمة أو ضيقة | يَبْدُو لهَا أثَرُ اليَدِ البَيْضَاءِ |
ذَخَرَتْ لَنا الذّكرَ الجَميلَ إذا انقضَى | ما يذخر الآباء للابناءِ |
قَدْ كُنْتُ آمُلُ أنْ يَكُونَ أمامَها | يومي وتشفق ان تكون ورائي |
آوي الى برد الظلال كأنني | لِتَحَرّقي آوِي إلى الرّمضَاءِ |
واهب من طيب المنام تفزعاً | فزع اللديغ نبا عن الاغفاءٍِ |
آبَاؤكِ الغُرّ الّذِينَ تَفَجّرَتْ | بِهِمُ يَنَابيعٌ مِنَ النّعْمَاءِ |
مِنْ نَاصِرٍ للحَقّ أوْ داعٍ إلى | سبل الهدى أو كاشف الغماءِ |
نزلوا بعرعرة السنام من العلى | وَعَلَوا عَلى الأثْبَاجِ وَالأمْطَاءِ |
من كل مستبق اليدين الى الندى | وَمُسَدِّدِ الأقْوَالِ وَالآرَاءِ |
يُرْجَى عَلى النّظَرِ الحَدِيدِ تَكَرّماً | ويخاف في الاطراق والاغضاءِ |
دَرَجُوا عَلى أثَرِ القُرُونِ وَخَلّفُوا | طُرُقاً مُعَبَّدَة ً مِنَ العَلْيَاءِ |
يا قبر امنحه الهوى واود لو | نزفت عليه دموع كل سماءِ |
لا زَالَ مُرْتَجِزُ الرّعُودِ مُجَلْجِلٌ | هَزِجُ البَوَارِقِ مُجلِبُ الضّوْضَاءِ |
يرغو رغاء العود جعجعه السرى | وَيَنُوءُ نَوْءَ المُقرِبِ العُشَرَاءِ |
يقتاد مثقلة الغمام كانما | ينهضن بالعقدات والانقاءِ |
يهفو بها جنح الدجى ويسوقها | سوقَ البِطَاءِ بِعاصِفٍ هَوْجَاءِ |
يرميك بارقها بافلاذ الحيا | وَيَفُضّ فِيكَ لَطائِمَ الأنْداءِ |
متحلياً عذراء كل سحابة | تَغْذُو الجَمِيمَ برَوْضَة ٍ عَذْرَاءِ |
للومت ان لم اسقها بمدامعي | وَوَكلْتُ سُقْيَاهَا إلى الأنْوَاءِ |
لهفي على القوم الالى غادرتهم | وعليهم طبق من البيداءِ |
مُتَوَسّدِينَ عَلى الخُدُودِ كَأنّمَا | كرعوا على ظمأ من الصهباءِ |
صور ضننت على العيون بلحظها | أمْسَيْتُ أُوقِرُها مِنَ البَوْغَاءِ |
وَنَوَاظِرٌ كَحَلَ التُّرَابُ جُفُونَها | قد كنت احرسها من الاقذاءِ |
قربت ضرائحهم على زوارها | ونأوا عن الطلاب اي تنائي |
وابئس ما تلقى بعقر ديارهم | أُذْنُ المُصِيخِ بِهَا وَعَينُ الرّائي |
معروفك السامي انيسك كلما | وَرَدَ الظّلامُ بوَحشَة ِ الغَبْرَاءِ |
وضياءُ ما قدمته من صالح | لك في الدجى بدل من الاضواءِ |
إنّ الذي أرْضَاهُ فِعلُكِ لا يَزَلْ | تُرْضِيكِ رَحْمَتُهُ صَبَاحَ مَسَاءِ |
صَلّى عَلَيكِ، وَما فَقَدْتِ صَلاتَهُ | قَبلَ الرّدَى ، وَجَزاكِ أيّ جَزَاءِ |
لَوْ كَانَ يُبلِغُكِ الصّفيحُ رَسَائِلي | او كان يسمعك التراب ندائي |
لَسَمِعتِ طُولَ تَأوّهي وَتَفَجّعي | وعلمت حسن رعايتي ووفائي |
كَانَ ارْتِكاضِي في حَشاكِ مُسَبِّباً | رَكضَ الغَليلِ عَلَيكِ في أحشائي |