أرشيف المقالات

التفكر في خلق الله

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
التفكر في خلق الله


إنَّ التفكُّرَ في مخلوقات الله عزَّ وجلَّ يكشفُ عن عظمة الخالق، ويجعل المرءَ يُقِرُّ بوحدانية الله عز وجل، ويتواضع لعظمته، ويحاسب نفسَه على أخطائها؛ فيزداد إيمانًا وصفاءً، ويُورث الحكمة، ويُحيي القلوب، ويُورث فيها الخوف والخشية من الله عز وجل، فما طالت فكرة امرئ إلا علم، وما علم امرؤ قطُّ إلا عمل، ولو تفكَّر الناس في عظمة الله عز وجل ما عصوه.
 
اعلم - أخي الفاضل - أنَّ التفكُّر في معناه الاصطلاحي الشرعي: إعْمال العقل في أسرار ومعاني الآيات الشرعية والكونية عن طريق التأمُّل، والتدبُّر، وملاحظة وَجْه الكمال، والجمال، ومشاهدة الدقَّة، وحُسْن التنظيم، والسُّنَن الكونية، والتماس الحكمة، والعبرة من وراء ذلك.
 
إنَّ من مجالات التفكُّر الأمورُ التالية:
1- آيات الله الكونية؛ كالجبال، والبحار، والأشجار.
2- الآيات الشرعية في آي القرآن الكريم؛ بأن يُلَاحِظَ بلاغة وفصاحة وحُسْن عرض الآيات، وبيان معانيها، وأحكامها.
3- تكوين الإنسان، وطبيعة النفس البشرية.
4- الكائنات الحية؛ خلقها، ونشأتها، واختلاف طبائعها.
5- التفكُّر في حال الدنيا، وسرعة زوالها، وعظم فتنتها، وتقلُّب أحداثها.
 
إنَّ المسلم إذا قام بالتفكُّر في جميع ما خلق الله؛ فلا شك أنه سيشعُر بمزيد من الإيجابية المتنوعة التي منها الأمور التالية:
1- قوة الإيمان وزيادته بسعة علم الله وخبرته بخلقه.
2- العلم بسعة قدرة الله ودقَّة إتقانه للمخلوقات.
3- معرفة سعة رحمة الله، وإحسانه إلى خلقه.
4- معرفة افتقار الخلق، وتذللهم الله تعالى، ومعرفة عجز البشر، وقلة حيلتهم.
5- عظم حق الله، وفضله على خلقه.
6- معرفة أنَّ التفكُّر من صفات أولي الألباب، وأنه من أعظم العبادات التي تقود إلى الخشوع والمناجاة لله تعالى.
7- معرفة أن التفكُّر - بحدِّ ذاته عبادة - من أجل العبادات.
 
فحاول التأمُّل، والتفكُّر؛ فلربما - من خلاله - اتضحت لك معالمُ كانت خفيةً، وأسرارٌ كانت مجهولة، فما أجملَ الجلوسَ والتأمَّلَ في ملكوت السماوات والأرض، وبديع خلق الله تعالى!

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣