شَوْقٌ يُعَرِّضُ لا إلى الآرَامِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
شَوْقٌ يُعَرِّضُ لا إلى الآرَامِ | وَجَوًى يُخَادِعُني عَنِ الأحْلامِ |
ومقيل صبر شذّبته يد الهوى | في غير ما طربٍ ولا استغرام |
بل في انتزاع المجد من سكناته | بمطالب تسطو على الأيام |
ومناقب تبقى ويفنى أهلها | إذْ كُلُّ عَيشٍ فُرْصَة ٌ لِحِمَامِ |
لَعَذَرْتُ مِن في المجد يمرَضُ فكرُهُ | وتكنّ فيه بواطن الآلام |
يا رَاكِباً تَخدي بِهِ عَيرَانَة ٌ | سُرُحٌ تشق جلابب الآكام |
خوضاء تحسبُ عينها ماوية | نَظَرَتْ بها الفَلَوَاتِ شَخصَ غَمامِ |
جَارٍ كَأنّ رَبَابَهُ مُتَعَلّمٌ | شيم الرّياح الهوج في الأقدام |
أقْرِ السّلامَ فَتًى تَخاوَصُ هَيْبَة ً | عنه عيون تحيتي وسلامي |
سيف صقيل أغمدته عداته | فاستل ّوهو من الأعادي دام |
ما ضَرّهُ مِنْ أنْ يُشَامَ وَما اقتَنى | صدأً يشبّه نصله بكهام |
إن غبت عنّا فالقلوب حواضر | في حَيثُ أنتَ، نَوَازِعُ الأوْهَامِ |
وَنُفُوسُنَا مَرْضَى تَشَبّثُ مِنكُمُ | بِثَناً يُطَهّرُهَا مِنَ الأسْقَامِ |
يا أيّها ذا النّدب دعوة مدنف | علقت ضمائره بكلّ غرام |
لما ذكرتك عاد قلبي شوقه | فَبَكَيْنَ عَنْهُ مَدامِعُ الأقْلامِ |
خلّفتني زرعاً فطلت وإنّما | ذاك الغرار نمي إلى الصمصام |
كم مدحة لي في علاك كأنّما | تفتر عن خلق الغمام الهامي |
أكدتْ عليَّ الأرض من أطرافها | وَتَدَرّعَتْ بِمَدارِعِ الإظْلامِ |
وعهدتها خضراء كيف لقيتها | أبْصَرْتُ فِيهَا مَسْرَحاً لسَوَامي |
أشكو وأكتم بعض ما أنا واجد | فأعاف أن أشكو من الإعدام |
وإذا ظفرت من المناقب بالمنى | أهونت بالأرزاق والأقسام |
جَاءَتكَ تَحدُوها يَدا ذي فَاقَة ٍ | وهي السّفين له إلى الأنعام |
فاعرِفْ لَهُ مَا مَتّ من شِعرِي بِهِ | فَلَقَدْ أتَاكَ بحُرْمَة ٍ وَذِمَامِ |