لهان الغمد ما بقي الحسام
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لهان الغمد ما بقي الحسام | وَبَعضُ النّقصِ، آوِنَة ً، تَمَامُ |
إذا سلك العلى سلمت قواه | فَلا جَزَعٌ، إذا انتَقَصَ النّظَامُ |
وأهون بالمناكب يوم يبقى | لَنَا الرّأسُ المُقَدَّمُ وَالسّنَامُ |
وما شكوى المناهل حين تمسى | مُغَيَّضَة ً، إذا بَقِيَ الغَمَامُ |
وَهَلْ هُوَ غَيرُ فَذٍّ أخلَفَتْهُ | لكَ العَلْيَاءُ، وَالنِّعَمُ التؤَام |
وما شرر تطاوح عن زناد | بِمُفْتَقَدٍ، إذا بَقيَ الضّرَامُ |
أفق يا دهر من أمسيت تحدو | وقد منع الخزامة والزمام |
قدعت مُبرّز الحلبات يغدو | جَمُوحاً، لا يُنَهْنِهُهُ اللّجَامُ |
وَلُوداً مثلَ مَا خالَستَ مِنْهُ | وأنت بمثله أبداً عَقَام |
مِنَ القَوْمِ الّذِينَ أقَامَ فيهِمْ | عدادُ المجد والعدد اللُّهام |
إذا سلموا فقد سلم البرايا | وَإنْ نُقِدُوا، فَقَد فُقِدَ الأنامُ |
لهم كرم تُزيّدُه المعالي | إذا لَؤُمَ المَعَاشِرُ، أوْ ألامُوا |
وَأيّامٌ مِنَ الإحْسَانِ بِيضٌ | لَهُمْ نَسَبٌ إلى العَلْيَا قُدَامُ |
مراجحة ٌ وأصبية ٌ ملوك | إلَيهِمْ يَعقُدُ النّادي الكِرَامُ |
وكل معمم بالمجد قضّى | بِهِ ذِمَمَ العَلاءِ أبٌ هُمَامُ |
ربا بين الصوارم والعوالي | فجاء كأن توأمه الحسام |
يروع سَوامَه بالسيف حتى | تمنى أن اسرّتها اللئام |
مَعَاشِرُ للسّوَائِمِ في ذَرَاهُمْ | أمَانُ الطّيرِ آمَنَهَا الحَرَامُ |
يُذم اللؤمُ عندهم عليها | وليس لجارهم أبداً ذمام |
وَحَادِثَة ٍ لهَا في العَظْمِ وَقْرٌ | كَفِضّ السّنّ لَيسَ لَهُ التِئَامُ |
كَفَى بعِتَاتِهَا، وَالمَوْتُ دانٍ | وَقَدْ قَعَدَ الرّجَالُ بهَا وَقَامُوا |
فَقُلْ للحَائِنِ المَغْرُورِ أمْسَى | بِمَارِنِكَ الرَّغَامَة ُ وَالرَّغَامُ |
أتَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِرُ، أوْ تُسامي | غروراً ما أراك به المنام |
فَخَلّ عَنِ الطّرِيقِ لسَيلِ طَوْدٍ | تَحَدّرَ لا يُخَاضُ وَلا يُعَامُ |
ألَمْ يُقْنِعْكَ بالأهْوازِ مِنْهُ | قِطارٌ غيمُ عارضه القتام |
بأرْبَقَ حَطّ عَارِضَهُ وَأجلَى | عَنِ الأعداءِ وَالأعداءُ هَامُ |
وأرسلها تخب بدار زين | عُبَابَ اليَمّ لَجّ بِهِ التِطَامُ |
يَمِلْنَ مِنَ اللُّغُوبِ كَمَا تهادى | نِسَاءُ الحَيّ يُثْقِلُهَا الخِدامُ |
وَكُنّ، إذا رَمَينَ إلى عَدُوٍّ | طَلَبْنَ أمَامَ حَتّى لا أمَامُ |
وَلَستُ لحَاصِنٍ إنْ لَمْ تَرَوْهَا | مواقر حملها بيض ولام |
توقّصُ تحتها القلل الروابي | وَتُجدَعُ مِن حَوَافِرِها الإكَامُ |
بنقع يظلم الإصباح منه | عَلى بَيضٍ يُضِيءُ بِهَا الظّلامُ |
تُفَارِطُ بالقَنَا مُتَمَطِّرَاتٍ | كما فاجاك بالدو النعام |
حذارِ له فبعد اليوم يوم | لَهُ شَرَرٌ، وَبَعْدَ العَامِ عَامُ |
وَمَا تَرَكَ الرِّمَاءَ قُصُورَ بَاعٍ | ولكن كي تراش له السهام |
فمِنْهُ البِيضُ مَاضِيَة ٌ، وَمنكم | يَدَ الدّهْرِ، المَفارِقُ وَاللِّمَامُ |
لنا تحت الصفائح كل يوم | مقيم لا يريم ولا يُرام |
كرائم من قلوب أو عيون | عَلَيْهِنّ الجَنَادِلُ وَالرِّجَامُ |
صُمُوتٌ لا يُجَابُ لَهُنّ داعٍ | أرنَّ ولا يرد له سلام |
فَدُمْ مَا طَابَ للبَاقي بَقَاءٌ | وَمَا حَسُنَ التّلَوُّمُ، وَالدّوَامُ |
فلا كشف الضياء على الليالي | وَلا عُدِمَ الغِيَاثُ وَلا القِوَام |
يَكُونُ لَكَ التّقَدُّمُ في المَعَالي | وفي الأجل التأخر والمقام |
وَكَانَ لَنَا أمَامَكَ كُلُّ نَقْصٍ | يَكُونُ مِنَ الرّدَى وَلكَ التّمَامُ |