لَقَدْ طَالَ هَزّي مِنْ قَوَائمِ مَعشرٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لَقَدْ طَالَ هَزّي مِنْ قَوَائمِ مَعشرٍ | كلال الظُبا لم أرض من بينها نصلا |
رجال إذا ناديتهم لصنيعة | وَجَدتَهُمُ مِيلاً عن الجودِ أوْ عُزْلا |
إذا جُشموا النزر القليل رأَيتهم | يَعجّونَ مِنْ لُؤمٍ وَما حُمّلوا ثِقْلا |
عَلى النَّفْسِ أثْني بالمَلامِ لأِنّني | نحَلتُ وُسُومَ الخَيلِ أحمِرَة ً غُفلا |
وحملت أمطاءَ البكار مآربي | ولمَّا احملها المصاعب والبزلا |
يُشيعُ لَئِيمُ القَوْمِ ذو الجَهلِ لُؤمَهُ | ويستر بعض اللؤم من صحب العقلا |
ألا رُبّمَا أرْقي اللّئِيمَ، فَيَنْثَني | وَأعضَلَني مَن يَجمَعُ اللّؤمَ وَالجَهلا |
حَبَالى بِمَوْعُودِ العَطَاءِ تَجَرّمَتْ | شُهوراً وَأعوَاماً وَما طرَقوا حَملا |
تواصوا بمطل الوعد ثم تجاسروا | على اللؤم حتى جانبوا الوعد والمطلا |
ذُنَابَى قِصَارٍ لا يَزِيدونَ بَسطَة ً | وَإنْ رَكِبُوا يَوْماً ظَنَنتَهمُ رَجْلا |
فَشَتّانَ أنتُمْ وَالمُسيلُونَ للجَدَا | إذا عدم العام الندى روضوا المحلا |
يَكُونُونَ للوَبْلِ الغَمَاميّ إخْوَة ً | فإن ضن عن أوطانه خلفوا الوبلا |
يَبيتُون غَرْثَى يَعلِكونَ سِيَاطَهم | وَقَد طَرَدُوا عَنّا المَجاعة َ وَالأَزْلا |
حياضٌ معانُ الماءَ غادية الحيا | يُدَلُّ عَلَيْهَا الخَابِطَانِ، إذا ضَلاّ |
يذودون عنها للغريب سوامهم | وَلَوْ أنّهُمْ شاؤوا القَذى وَرَدوا قَبلا |
إذا سالموا لم يمنعوا النصف طالبا | وَإنْ طاعَنُوا الأقرَانَ لم يَعرِفوا العدلا |
إذا فغرت شوهاء من جانب العدا | عَلى غَيرِ نَذْرٍ لَقّمُوها القَنا الذُّبلا |
ثِقَالٌ بِأيديهِمْ، خِفَافٌ كَأنّمَا | أطَارُوا إلى الأعداءِ من رُوسِها نَخلا |
كَأنّ طُرُوقَ الحَيّ يُخرِجُ منهُمُ | إذا غَضِبُوا، الدّاءَ المُجَنّة َ وَالخَبلا |
إذا ما دُعوا خِلتَ الرّياحَ عَوَاصِفاً | تهيل ثرى من جانب الغور أو رملا |
يُنادي الفتى باللّيلِ مُوقِدَ نَارِهِ | حباب القرى ظاهرْ لها الحطبُ الجزلا |
وَيا رَاعيَ الكَوْماءِ للسّيفِ ظَهرُهَا | فَضَعْ عَنْ بَوَانِيهَا الحَوِيّة َ وَالرّحلا |
أولَئِكَ قَوْمي لا الذينَ مَقَالُهُمْ | لِباغي النّدى أوْ طارِقِ اللّيلِ: لا أهْلا |