أعَلمْتَ مَنْ حَمَلُوا عَلى الأعْوَادِ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
أعَلمْتَ مَنْ حَمَلُوا عَلى الأعْوَادِ | أرَأيْتَ كَيْفَ خَبَا ضِيَاءُ النّادِي |
جَبَلٌ هَوَى لوْ خَرّ في البَحرِ اغتَدى | مِنْ وَقْعِهِ مُتَتَابِعَ الإزْبَادِ |
ما كنت اعلم قبل حظك في الثرى | ان الثرى بعلو على الاطواد |
بعداً ليومك في الزمان فانه | أقذَى العُيُونَ وَفَتّ في الأعْضَادِ |
لا يَنْفَدُ الدّمْعُ الذِي يُبْكَى بِهِ | إنّ القُلُوبَ لَهُ مِنَ الأمْدَادِ |
كيف انمحى ذاك الجناب وعطلت | تلك الفجاج وضل ذاك الهادي |
طاحَتْ بتِلْكَ المَكْرُماتِ طَوَائِحٌ | وعدت على ذاك الجواد عوادي |
قالوا: أطاعَ وَقِيدَ في شَطَنِ الرّدَى | ايدي المنون ملكت اي قياد |
من مصعب لو لم يقده الاهه | بِقَضَائِهِ مَا كَانَ بِالمُنْقَادِ |
هَذا أبُو إسْحَقَ يُغْلِقُ رَهْنُهُ | هل ذا يد أو مانع أو فاد |
لَوْ كُنتَ تُفدَى لافتَدَتكَ فَوَارِسٌ | مُطِرُوا بعارِضِ كُلِّ يَوْمٍ طِرَادِ |
واذا تألق بارق لوقيعة | والخيل تفحص بالرجال بداد |
سَلّوا الدّرُوعَ مِنَ العُبابِ، وَأقبَلوا | مِنْ جانِبَيْكَ مَقَاوِدُ العُوّادِ |
لكن رماك مجبن الشجعان عن | إقدامِهِمْ، وَمُضَعضِعُ الأنْجَادِ |
كاللّيثِ يُوهَنُ بالتّرَابِ، وَيَمتَلي | نَوْماً عَلى الأضْغَانِ وَالأحْقَادِ |
وَالدّهْرُ تَدْخُلُ نَافِذاتُ سِهَامِهِ | مأوى الصلال ومربض الاساد |
ألقَى الجِرَانَ عَلى عَنَطْنَطِ حِميَرٍ | فَمَضَى ، وَمَدّ يَداً لأحْمَرِ عَادِ |
اعزز عليَّ بان يفارق ناظري | لمَعَانَ ذاكَ الكَوْكَبِ الوَقّادِ |
اعزز عليَّ بان نزلت بمنزل | مُتَشَابِهِ الأمْجَادِ وَالأوْغَادِ |
في عُصْبَة ٍ جُنِبُوا إلى آجَالِهِمْ | وَالدّهْرُ يُعْجِلُهُمْ عَنِ الإرْوَادِ |
ضَرَبُوا بِمَدْرَجَة ِ الفَنَاءِ قِبَابَهُمْ | مِنْ غَيرِ أطْنَابٍ، وَلا أوْتَادِ |
ركب اناخوا لا يرجى منهم | قصد لاتهام ولا انجاد |
كرهوا النزول فانزلتهم وقعة | للدهر باركة بكل مقاد |
فتَهافَتُوا عَنْ رَحْلِ كلّ مُذَلَّلٍ | وَتَطاوَحُوا عَنْ سَرْجِ كلّ جَوَادِ |
بَادُونَ في صُوَرِ الجَميعِ، وَإنّهُمْ | مُتَفّرّدُونَ تَفَرُّدَ الآحَادِ |
مِمّا يُطِيلُ الهَمَّ أنّ أمَامَنَا | طول الطريق وقلة الازواد |
عُمرِي! لقَد أغمَدتُ منكَ مُهَنّداً | في الترب كان ممزق الاغماد |
قد كنت اهوى ان اشاطرك الردى | ولكن اراد الله غير مراد |
وَلَقَدْ كَبَا طَرْفُ الرّقَادِ بنَاظِرِي | اسفاً عليك فلا لعاً لرقاد |
ثكلتك ارض لم تلد لك ثانياً | أنّى ، وَمِثْلُكَ مُعْوَذ المِيلادِ |
مَنْ للبَلاغَة ِ وَالفَصَاحَة ِ إنْ هَمَى | ذاك الغمام وعب ذاك الوادي |
من للملوك يجز في اعدائها | بِظُبًى مِنَ القَوْلِ البَلِيغِ حِدَادِ |
من للممالك لا يزال يلمها | بسداد امر ضائع وسداد |
مَنْ للجَحَافِلِ يَسْتَزِلُّ رِمَاحَها | ويرد رعلتها بغير جلاد |
من للموارق يسترد قلوبها | بِزَلازِلِ الإبْرَاقِ وَالإرْعَادِ |
وَصَحَايفٍ فِيهَا الأرَاقِمُ كُمَّنٌ | مرهوبة الاصدار والايراد |
تدمى طوائعها اذا استعرضتها | مِنْ شِدّة ِ التّحْذِيرِ وَالإيعَادِ |
حمر على نظر العدو كأنما | بدم يخط بهن لا بمداد |
يُقْدِمْنَ إقْدامَ الجُيُوشِ، وَباطِلٌ | أنْ يَنْهَزِمْنَ هَزَائِمَ الأجْنَادِ |
فقر بها تمسى الملوك فقيرة | أبَداً إلى مَبْدى لَهَا وَمَعَادِ |
وتكون صوتا للحرون اذا ونى | وَعِنَانَ عُنْقِ الجامِحِ المُتَمَادي |
تُرْقي، وَتَلذَعُ في القلوبِ، وَإن يَشَا | حَطَّ النّجُومَ بِهَا مِنَ الأبْعَادِ |
ان الدموع عليك غير بخيلة | وَالقَلْبَ بالسُّلْوَانِ غَيرُ جَوَادِ |
سودت ما بين الفضاء وناظري | وغسلت من عينيَّ كل سواد |
ري الخدود من المدامع شاهد | أنّ القُلوبَ مِنَ الغَلِيلِ صَوَادِ |
ما كنت اخشى ان نضن بلفظة | لتقوم بعدك لي مقام الزاد |
ماذا الذي منع الفنيق هديره | من بعد صولته على الاذواد |
ماذا الذي حبس الجواد عن المدى | من بعد سبقته الى الآماد |
ماذا الذي فجع الهمام بوثبة | وَعَدا عَلى دَمِهِ، وَكَانَ العَادِي |
قل للنوائب عددي ايامه | يَغنى عَنِ التّعْدِيدِ بِالتّعْدادِ |
حَمّالُ ألْوِيَة ِ العَلاءِ بنَجْدَة ٍ | كالسيف يغني عن مناط نجاد |
قلصت اظلة كل فضل بعده | وَأمَرَّ مَشْرَبُهَا عَلى الوُرّادِ |
لقضى لسانك مذ ذوت ثمراته | أنْ لا دَوَامَ لنُضْرَة ِ الأعْوَادِ |
وقضى جنابك مذ قضت وقداته | أنْ لا بقَاءَ لِقَدْحِ كُلّ زِنَادِ |
بقيت اعيجاز يضل تبيعها | وَمَضَتْ هَوَادٍ للرّجَالِ هَوَادِ |
يا لَيتَ أنّي ما اقتَنَيتُكَ صَاحِباً | كم قنينة جلبت اسى لفؤادي |
إنْ لمْ تَسُفّ إلى التّناسُلِ نَفْسُهُ | كُفِيَ الأسَى بِتَفَاقُدِ الأوْدادِ |
برد القلوب لمن تحب بقاءه | مما يجر حرارة الاكباد |
لَيسَ الفَجَائِعُ بِالذّخائِرِ مِثلَها | باماجد الاعيان والافراد |
ويقول من لم يدركنهك انهم | نقصوا به عدداً من الاعداد |
هَيهاتَ! أدرَجَ بَينَ بُرْدَيكَ الرّدَى | رَجُلَ الرّجَالِ وَأوْحَدَ الآحَادِ |
لا تطلبي يا نفس خلاَّ بعد | فلمثله اعيي على المرتاد |
فقدت ملائمة الشكول بفقده | وَبَقِيتُ بَينَ تَبَايُنِ الأضْدادِ |
ما مطعم الدنيا بحلو بعده | أبَداً، وَلا مَاءُ الحَيَا بِبُرَادِ |
الفضل ناسب بيننا ان لم يكن | شَرَفي مُنَاسِبَهُ وَلا مِيلادِي |
إنْ لمْ تكُنْ مِنْ أُسرَتي وَعَشِيرَتي | فلا انت اعلقهم يداً بوداد |
لو لم يكن عالي الاصول فقد وفى | شرف الجدود بسؤدد الاجداد |
لا در دري ان مطلتك ذمة | في بَاطِنٍ مُتَغَيِّبٍ، أوْ بَادِ |
إنّ الوَفَاءَ، كمَا اقتَرَحتُ، فلوْ يكُنْ | حيا اذا ما كنت بالمزداد |
ليس التنافث بيننا بمعاود | أبَداً، وَلَيْسَ زَمَانُنَا بِمُعَادِ |
ضاقت عليَّ الارض بعدك كلها | وتركت اضيقها عليَّ بلادي |
لك في الحشى قبر وان لم تأوه | ومن الدموع روائح وغوادي |
سلوا من الابراد جسمك وانثنى | جِسمي يُسَلُّ عَلَيْكَ في الأبْرَادِ |
كم من طويل العمر بعد وفاته | بالذّكْرِ يَصْحَبُ حاضراً، أوْ بادِي |
مَا مَاتَ مَنْ جَعَلَ الزّمَانَ لِسَانُهُ | يَتْلُو مَنَاقِبَ عُوَّداً وَبَوَادِي |
فاذهب كما ذهب الربيع واثره | باق بكل خمايل ونجاد |
لا تَبْعَدَنّ وَأينَ قُرْبُكَ بَعدَهَا | إنّ المَنَايَا غَايَة ُ الأبْعَادِ |
صفح الثرى عن حر وجهك انه | مغرى بطي محاسن الامجاد |
وتماسكت تلك البنان فطالما | عبث البلى بانامل الاجواد |
وَسَقَاكَ فَضْلُكَ إنّهُ أرْوَى حَياً | مِنْ رَائِحٍ مُتَعَرِّسٍ، أوْ غَادِ |
حَدَثٌ عَلى أنْ لا نَبَاتَ بِأرْضِهِ | وقفت عليه مطالب الرواد |