لاي حبيب يحسن الرأي والودُّ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لاي حبيب يحسن الرأي والودُّ | وَأكثَرُ هذا النّاسِ لَيسَ لَهُ عَهْدُ |
ارى ذمي الايام ما لا يضرها | فهل دافع عني نوائبها الحمدُ |
وما هذه الدنيا لنا بمطيعة | وليس لخلق من مداراتها بدُّ |
تحوز المعالي والعبيد لعاجز | ويخدم فيها نفسه البطل الفردُ |
اكل قريب لي بعيد بوده | وكل صديق بين اضلعه حقدُ |
ولله قلب لا يبلُّ غليلهُ | وِصَالٌ، وَلا يُلهيهِ عَنْ خِلّهِ وَعْدُ |
يُكَلّفُني أنْ أطْلُبَ العِزَّ بالمُنى | واين العلى ان لم يساعدني الجد |
احن وما اهواه رمح وصارم | وَسابِغَة ٌ زُغْفٌ، وَذو مَيعَة ٍ نَهْدُ |
فَيا ليَ مِنْ قَلْبٍ مُعنًّى بهِ الحَشَا | وَيا ليَ مِنْ دَمْعٍ قَرِيحٍ بِهِ الخَدّ |
أُرِيدُ مِنَ الأيّامِ كُلَّ عَظِيمَة ٍ | ومابين اضلاعي لها اسد ورد |
وَلَيسَ فتًى مَن عاقَ عن حَملِ سيفه | إسَارٌ، وَحَلاّهُ عَنِ الطّلبِ القِدّ |
اذا كان لا يمضي الحسام بنفسه | فللضارب الماضي بقائمة الحد |
وَحَوْليَ مِنْ هَذا الأنَامِ عِصَابَة ٌ | توددها يخفى واضغانها تبدو |
يٍسِرّ الفَتى دَهْرٌ، وَقَدْ كانَ ساءه | وَتَخدُمُهُ الأيّامُ، وَهوَ لهَا عَبْدُ |
وَلا مَالَ إلاّ مَا كَسَبتَ بنَيلِهِ | ثناء ولا مال لمن لا له مجد |
وما العيش الا تصاحب فتية | طواعن لا يعنيهم النحس والسعد |
إذا طَرِبُوا يَوْماً إلى العِزّ شَمّرُوا | وان ندبوا يوماً الى غارة جدوا |
وَكَمْ ليَ في يَوْمِ الثّوِيّة ِ رَقْدَة ٌ | يضاجعني فيها المهند والغمد |
إذا طَلَبَ الأعداءُ إثْرِي بِبَلْدَة ٍ | نجَوْتُ وَقَدْ غَطّى عَلى أثَرِي البُرْدُ |
وَلَوْ شَاءَ رُمْحي سَدّ كُلّ ثَنِيّة ٍ | تُطَالِعُني فيهَا المَغَاوِيرُ وَالجُرْدُ |
نصلنا على الاكوار من عجز ليلة | تَرَامَى بنا في صَدْرِها القُورُ وَالوَهدُ |
طَرَدْنَا إلَيها خُفّ كُلّ نَجيبَة ٍ | عليها غلام لا يمارسه الوجد |
وَدُسْنا بأيدِي العِيسِ لَيْلاً، كأنّما | تشابه في ظلمائه الشيب والمرد |
الا ليت شعري هل تبلغني المنى | وتلقى بي الاعداء احصنة جرد |
جواد وقد سد الغبار فروجها | تروح الى طعن القبائل أو تغدوا |
خِفَافٌ عَلى إثْرِ الطّرِيدَة ِ في الفَلا | إذا ماجَتِ الرّمضَاءُ وَاختَلَطَ الطّرْدُ |
كَأنّ نجُومَ اللّيْلِ، تحتَ سُرُوجِها | تَهَاوَى على الظّلمَاءِ وَاللّيلُ مُسوَدّ |
يعيد عليها الطعن كل بن همة | كأن دم الاعداء في فمه شهد |
يضارب حتى ما لصارمه قوى | ويطعن حتى ما لذابله جهد |
تَغَرّبَ لا مُستَحْقِباً غَيرَ قُوتِهِ | وَلا قَائِلاً إلاّ لِمَا يَهَبُ المَجْدُ |
وَلا خَائِفاً إلاّ جَرِيرَة َ رُمْحِهِ | وَلا طَالِباً إلاّ الذي تَطلُبُ الأُسدُ |
إذا عَرَبيٌّ لَمْ يَكُنْ مثلَ سَيفِهِ | مَضَاءً عَلى الأعْداءِ أنْكَرَهُ الجَدّ |
وَما ضَاقَ عَنهُ كلُّ شَرْقٍ وَمَغرِبٍ | من الارض الا ضاق عن نفسه الجلد |
إذا قَلّ مالُ المَرْءِ قَلّ صَدِيقُهُ | وَفَارَقَهُ ذاكَ التّحَنّنُ وَالوُدّ |
واصبح يغضي الطرف عن كل منظر | أنِيقٍ وَبُلْهِيهِ التّغَرّبُ وَالبُعْدُ |
فمالي وللايام ارضى بجورها | وتعلم اني لا جبان ولا وغد |
تغاضى عيون الناس عني مهابة | كما تتقي شمس الضحى الاعين الرمد |
تخَطّتْ بيَ الكُثْبَانَ جَرْداءُ شَطبَة ٌ | فَلا الرّعيُ دانٍ من خُطاها وَلا الوِرْدُ |
تدافع رجلاها يديها عن الفلا | إلى حَيثُ يُنمَى العِزّ وَالجَدّ وَالجِدّ |
فجاءتك ورهاء العنان بفارس | تَلَفّتَ حتّى غابَ عَنْ عَيْنِهِ نجدُ |
وَمِثلُكَ مَن لا تُوحشُ الرّكبَ دارُه | وَلا نازِلٌ عَنها إذا نزَلَ الوَفْدُ |
فيا لآخذا من مجده ما استحقه | نصيبك هذا العز والحسب العد |
أبٌ أنتَ أعلى منهُ في الفَضْلِ وَالعُلى | وامضى يداً والنار والدها زند |
وَمَا عَارِضٌ عُنوَانُهُ البِيضُ وَالقَنا | أخو عارِضٍ عُنوَانُه البَرْقُ وَالرّعْدُ |
وكم لك في صدر العدو مرشة | يُخَضِّبُ منهُ الرّمحَ مُنبَعِقٌ وَرْدُ |
وَفَوْقَ شَوَاة ِ الذِّمْرِ ضَرْبَة ُ ثَائِرٍ | يَكَادُ لَهُ السّيفُ اليَمانيُّ يَنقَدّ |
يود رجال انني كنت مفحماً | ولولا خصامي لم يودوا الذي ودوا |
مَدَحتُهُمُ فاستُقبِحَ القَوْلُ فيهِمُ | ألا رُبّ عُنْقٍ لا يَليقُ بِهِ عِقْدُ |
زهدت وزهدي في الحياة لعلة | وحجة من لا يبلغ الامل الزهد |
وهان على قلبي الزمان واهله | وَوِجدانُنا، وَالمَوْتُ يَطلُبُنا، فَقْدُ |
وَأرْضَى مِنَ الأيّامِ أنْ لا تُميتَني | وَبي دُونَ أقْرَاني نَوَائِبُهَا النُّكْدُ |