من سمات دعوة الإحياء.. (2 من 4) - مدحت القصراوي
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
سياق العمل الإسلامي وسماته الرئيسة التي يجب أن يكون وعيها مشتركا بين جميع فصائل وأفراد ورموز العمل الإسلامي.. من أهمها:
1) استمرا ر العداء الصليبي الغربي والصهيوني، التاريخيين، للأمة المسلمة.
2) كان هدف هذا الاستعمار في الحقبة الاستعمار الصريحة خلال القرون الثلاثة (18، 19، 20) هو الهيمنة الرأسمالية والتفوق الغربي المسيحي واستهداف هذا الدين..
فالهدفان كانا حاضرين: الجشع الرأسمالي، والحقد الصليبي الموروث تاريخيا للأوروبيين حتى في حال علمانيتها.
3) لم يرحل الاستعمار الغربي عن حرب حاسمة وهزيمة واضحة بل استبدال قوة مسيطرة قادمة مكان أخرى آفلة تبادلا لمراكز القوى..
وحلول استعمار جديد أقل تكلفة يعتمد على التبعية السياسية وتبعية الجيوش ووضع نخبة مستبدة، واستمرا أوضاع الحاجة والتبعية وفرض التخلف.
4) ما خلفه هو أنظمة وظيفية تقوم بأدوار محددة:
تنفيذ سياسة السيد الغربي..
قهر واستبداد الأمة ومنع الحريات لمنع نشوء حرية للمجتمعات أو اختيار للتنمية وعودة الحياة الإسلامية شريعة وهوية..
ضرب أي قوة إسلامية تحريرية ناشئة تعمل للعودة بالأمة إلى هذا الدين، وتمنع عودة الأمة لممارسة دورها الحضاري والتاريخي، وهنا يبرز دور الأجهزة المتدربة عقيدا وممارسة على يد الغربيين أنفسهم..
منع الخروج من التخلف..
فرض التبعية على المجتمعات..
واستمرار عملية التغريب من خلال الإعلام والتعليم والثقافة.
5) ليس هنا إمكانية افتراض كونها أنظمة متغلبة أم لا، فالتغلب ونقاش إمكان قبوله أو رفضه يكون في إطار الهوية الإسلامية والشريعة، لا في إطار العلمانية (تبديل الشرائع) ولا القومية ولا في إطار حماية الإباحية والإلحاد وترسيخ التبعية للمسيحية الغربية.
6) طبيعة الدين نفسه هو العقيدة والشريعة والأخلاق والعبادة، ويترافق مع الإيمان الجهاد ، كما يترافق مع النفاق النكول والتخلف..
فالإسلام له رسالة للتغيير والإصلاح وإجهاض الباطل.
7) قد لا يستطيع الإنسان أن يقول الحق كاملا ولكن يمكن أن يقف في هذا الإطار حيث يقدر ويستطيع، فالأحكام منوطة بالقدرة..
لكن لا يزيف ولا يداهن ولا يقول باطلا ولا يدعمه.
8) لا بد أن يترافق أمران في العمل الإسلامي
أولهما: البيان العقدي لبيان علاقة العقيدة بالشريعة والمنهج والنظام الذي يستهدفه المسلمون والذي يجب عليهم إقامته..
وبيان علاقة العقيدة بالولاء والهوية الإسلامية الجامعة والمانعة من التفتيت والتآمر على المسلمين ومعاونة الكفار عليهم..
ثانيهما: وفي هذا لا بد من اكتمال الرؤية للنظام الإسلامي في التطبيق المعاصر في الدولة الحديثة، ولا بد من جاهزية المسلمين..
جاهزية قانونية شرعية، وجاهزية للتصور الإسلامي للمجتمع الإسلامي المنشود وتوفر سمات الحرية مع إقامة الشريعة وهيبتها، والإنتاج الفني والثقافي التلقائي لترسيخ الإسلام وقيمه وهويته في الأمة دون فرض وقيود إلا في أضيق الحدود للضرب على أيدي الفاسقين والمستهترين والمحادين لله تعالى ولرسوله ولدينه.
وجاهزية للإدارة، وجاهزية للتنمية، وجاهزية لمواجهة التحديات القائمة والمعوقة للمشروع الإسلامي..
القدرة على التحديث ونقل وتوطين التكنولوجيا والمقارعة على نفس المستوى العالمي..
9) كل إطار عمل إسلامي لا بد أن يتجنب التعصب والتحزب المذموم ويعتبر نفسه منظمة عمل تصب لإقامة الدين والبلاد..
ويكون بينها من التآلف ومحبة المسلمين والولاء العام ما يضمن التماسك والتحاب والوحدة..
10) وفي إطار هذه الخطوط فليعمل من يعمل..
كل في محله، فرداى وجماعات..
أما افتقاد هذه الرؤية فيسبب تساقط الناس، وتقافز المنتسبين للتقوى والورع الى صفوف العلمانيين والمبدلين وانتقال سريع جدا الى خندق علماني محلي مع صهيوني صليبي غربي ومحلي متماسك في وحدة مع الملاحدة والإباحيين، وهي قفزة غريبة وبعيدة في المساحة لكنها قريبة التحقق للأسف في عصورنا المعاشة..
#من_سمات_دعوة_الإحياء