أرشيف الشعر العربي

متى أنا قائم أعلى مقام

متى أنا قائم أعلى مقام

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .
متى أنا قائم أعلى مقام ولاقٍ نور وجهك بالسّلامِ
ومنصرف وقد أثقلت عطفي مِنَ النَّعْمَاءِ وَالمِنَنِ الجِسَامِ
وَلي أمَلٌ أطَلْتُ الصّبرَ فيهِ لَوْ أنّ الصّبرَ يَنقَعُ مِنْ أُوَامي
وما خفت النوائب ترتمي بي وَقَدْ أقْعَى بجَامِحِهَا لِجَامي
أيَعْرُقُني الطّوَى وَالرّوْضُ حالٍ ويغلبني الظما والبحر طام
وَلي قُرْبَى رَؤومٌ كُنْتُ أرْجُو يمينك أن تقرب لي مرامي
وباب الإذن مني كلّ يوم يقعقعُ بالقوافي والنّظام
لَكُمْ أرْجَاءُ زَمْزَمَ وَالمُصَلّى وبطحاءُ المشاعر والمقام
وأنتم أطول العظماءِ طولاً وأندى في المحولِ مِن الغمامِ
وَأبْعَدُ مَوْطِناً مِنْ كُلّ عَارٍ وأمنع جانباً من كلِّ ذام
وَأجرَى عِندَ مُختَلَفِ العَوَالي وأفلج عند معترك الخصامِ
بِآبَاءٍ مَضَوْا، وَهُمُ عَوَارٍ من القولِ المهجن والملام
وَأُمّاتٍ دَرَجْنَ عَلى اللّيَالي وهنَّ أصحَّ من بيض النّعامِ
وعزّ لا يزعزع بالرّزايا وَطَوْدٍ لا يُضَعضَعُ بالزّحَامِ
وفخر شامخ العرنين عالٍ وَمَجْدٍ طَائِرِ العَزَبَاتِ سَامِ
تَسِيلُ إلَيْهِمُ أيْدِي المَطَايَا بِكُلّ أشَمّ مَعرُوقِ العِظَامِ
يغلبن البعاد على التداني ويؤثرن المسير على المقامِ
ويعلفن الذميل ولا سبيل إلى الغدرانِ والنّطف الطوامي
وينصل ليلها عن كل عنسٍ غَضِيضِ الطّرْفِ فاترَة ِ البُغامِ
أحَفّتْ مِنْ جَوَانِبِهَا الفَيافي وساقط نحضها خوض الظَّلامِ
تناخ بمالئ الدنيا نوالاً وصادع بيضة الملك الهمام
ببأسٍ مِثلِ غَرْبِ السّيفِ ماضٍ وجود مثل ماء المزنِ هامِ
وصولات أمر من المنايا على بشرٍ ألذّ من المدامِ
أمِيرَ المُؤمِنينَ، وَأنتَ أوْلَى بغاياتِ الفخار من الأنامِ
وَأنْتَ مُمَلَّكٌ شَرْقاً وَغَرْباً حَرِيمَ الأرْضِ وَالبَلَدِ الحَرَامِ
أجب صوتي إليك فكلّ ملكٍ يَلَذُّ عَلى مَسَامِعِهِ كَلامي
وجرّدني تلاقِ الدّهر مني بِمَسْمُومٍ مَضَارِبُهُ حُسَامِ
وَلا تَتَغَاضَيَنّ عَنِ القَوَافي فقد أربتْ على طولِ الجمام
وَإنّي نِعْمَ دامِغُ كُلّ قِرْنٍ يُرَادي بالعَداوَة ِ، أوْ يْرَامي
ودافع كلّ داهية نآدٍ وَقائِدُ كُلّ ذي لَجَبٍ لُهَامِ
لَعَلّي بَالِغٌ أمْرِي وَلاقٍ منى نفسي من النّعمِ العظامِ
وأمراً منك يحذره الأعادي فيلحظه بأجفانٍ دوامِ
فأعينهم لبغضته غواض وهنَّ لعظم منظره سوام
تَهَنّ قُدُومَ صَوْمِكَ، يا إماماً يَصُومُ عَلى الزّمَانِ مِنَ الأثَامِ
إذا ما المرء صام من الدنايا فَكُلُّ شُهُورِهِ شَهْرُ الصيَامِ
ألانَ جذبت من أيدي الليالي عناني واشتملت على زمامي
فما أخشى الزّمان ولو تلاقت يداهُ من ورائي أو أمامي
وَلا سِيما وَقَدْ أمْسَى عَليٌّ ظهيري والسّفير إلى إمامي

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (الشريف الرضي) .

لنا كل يوم رنة خلف ذاهب

أشمّ ببابل بَوّ الصَّغَار

لا زَعزَعَتكَ الخُطوبُ يا جَبَلُ

بَغَى الذُّلاّنُ غَايَتَنَا، وَأنَّى

وَهَلْ أُنْجِدَنّ بعَبْدِيّة ٍ


فهرس موضوعات القرآن