أيَا رَاكِباً تَرْمي بهِ اللّيلَ جَسرَة ٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أيَا رَاكِباً تَرْمي بهِ اللّيلَ جَسرَة ٌ | لهَا نِمْرِقٌ مِنْ نَيّها وَوِرَاكُ |
قراها ربيع الواديين وأتمكت | قراها عهاد باللوى وركاك |
لهَا هَادِياً عَينٍ وَأُذْنٍ سَميعَة ٍ | إذا غار أو غر العيون سماك |
تحمل ألوكاً ربما حملت به | رَذايَا المَطَايَا، مَشيُهُنّ سِوَاكُ |
وأبلغ عماد الدين أما بلغته | بأنّ سِلاحَ اللّوْمِ عِندِيَ شَاكُ |
أفي الرّأيِ أنْ تَستَرْعيَ الذّئْبَ ثَلّة ً | وَغَوْثُكَ بُطْءٌ وَالخُطوبُ وِشَاكُ؟ |
أرَدْتَ وِقَاءَ الرِّجلِ وَالنّعلُ عَقرَبٌ | مُرَاصِدَة ٌ، وَالأفعوَانُ شِرَاكُ |
وكان أبوك القرم هادم عرشه | فَلِمْ أنتَ أعمَادٌ لَهُ وَسِمَاكُ |
يكون سماماً للمعادين ناقعاً | وأنت لأرماق العداة مساك |
ألا فاحذَرُوها، أوّلُ السّيلِ دَفعَة ٌ | ورب ضئيل عاد وهو ضناك |
نذار لكم من وثبة ضيغنية | لها بعد غرَّار السكون حراك |
وَلا تَزْرَعُوا شَوْكَ القَتَادِ فإنّكُمْ | جَدِيرُونَ أنْ تُدمَوْا بهِ وَتُشاكُوا |
طُبعتم نصولاً للعدوّ قواطعاً | وليس عليكم للضراب شكاك |
وكان فنيصاً أفلتته حبالة | وأين حبال بعدها وشراك |
يكادُ من الأضْغانِ يُعدِمُ بَعضَكُمْ | على ان في فيه الشكيم يلاك |
فَكَيْفَ إذا ألقَى العِذارَينِ خَالِعاً | وزال لجام الجاذبين ركاك |
دماءٌ نيام في الأباجل أوقظت | وَظَنّيَ يَوْماً أنْ يَطُولَ سِفَاكُ |
ألَيْسَ أبُوهُ مَنْ لَهُ في مِجَنّكُمْ | ضراب على مرّ الزمان دراك |
وَكَانَ سِنَاناً في قَناة ِ ابنِ وَاصِلٍ | أليكم وللأجداد ثم عراك |
فَأمْسَتْ لَهُ بَينَ الغِمَادِ وَأرْبَقٍ | رُهُونُ مَنَايَا مَا لَهُنّ فِكَاكُ |
تلافت عليه العاسلات كأنها | أنَامِلُ أيْدٍ، بَيْنَهُنّ شِبَاكُ |
وَإنّ مِلاكَ الرّأيِ نَزْعُ حُماتِهَا | وبالجزع حمض عازب وأراك |
فَمَا أتبَعَتْهُ نَشطَة ٌ مِنْ حَميمِهِ | ولا من أراك الجهلتين سواك |
يطاولكم وهو الحضيض إلى العلى | فكَيفَ إذا مَا عَادَ وَهوَ سِكَاكُ |
أحِيلُوا عَلَيْهَا بالمَحافِرِ أنّهَا | معاثر في طرق العلا ونباك |
وما الحزم للأقوام أن يطأُ والربى | وبين نعال الواطئين شياك |
وَلَوْ عَضُدُ المُلكِ اجتَلاها مَخيلَة ً | لقطعها بالعضب وهي تحاك |
فَلَيتَ لَنَا ذاكَ الجُذَيلَ يَطُبّنَا | إذا لج بالداء العضال حكاك |
فإن تطفئوها اليوم فهي شرارة | وَغدواً أُوَارٌ، وَالأُوَارُ هَلاكُ |