لن تشقوا لذا الجواد غبارا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لن تشقوا لذا الجواد غبارا | فاربحوا خلفه الوحى والعثارا |
وقفوا في مصارع العجز عنه | فات فوت الوميض من لا يجارى |
سابق عضت الاكف عليه | انج اليوم في العلاء وغارا |
قام يجني العلى وانتم قعود | وَصَحَا للنّدَى ، وَأنتُمْ سَكارَى |
طَلَبُوا شَأوَكَ المُبَرِّزَ، هَيهَا | طريقاً على الجياد خبارا |
ليس منهم من ساق تلك المصاعيــ | ـبَ غِلاباً، وَقادَ ذاكَ القِطَارَا |
شمري ايها الركاب وخلي | عطن اللوم والعماد القصارا |
وانزلي بي مجاوراً في اناس | لا يذم النزيل فيهم جوارا |
خَلَطوا الضّيفَ بالنّفوسِ على العُسْـ | ـرِ، وَباتوا على السّماحِ غَيارَى |
عِندَ أقنى مِنَ البُزَاة ِ عَتِيقٍ | تَرَكَ الطّيرَ وَاقِعَاتٍ وَطَارَا |
من اذا عرضوا تعرض جودا | واذا جارت الليالي اجارا |
ما مقامي على الجداول ارجوها | هَا لنَيلٍ، وَقد رَأيتُ البِحَارَا |
كالذي شاور الدجى في سراه | وَاستَغَشّ النّجُوم وَالأقْمَارَا |
يَا أبَا غَالِبٍ دَعَوْتُكَ للخَطْـ | ـبِ، وَمَن يَظْمَ يَستدِرّ القُطارَا |
لَمْ أُجَاوِزْكَ بالدّعَاءِ، فَلَبّيـ | ـتَ جَهاراً، وَقَد دَعوْتُ سَرَارَا |
لم تقل لا ولم تشد على خلف | الندى بين راحتيك صرارا |
وَسَبَقتَ العِلاَتِ، لمْ تَنْتَظِرْها | وَلَوْ شِئْتَهَا لَكَانَتْ كِثَارَا |
قد هززناك للندى فوجدنا | ورقاً ناضراً وعوداً نضارا |
وَرَأيْنَا النّوَالَ عَيْناً بِلا مَطْـ | اذا ما النوال كان ضمارا |
لم تزل كاملاً ولم تسم بالكا | مل من قبل ان تشد الازارا |
صبية من معاشر حذقوهم | أدَبَ الجُودِ وَالعَلاء صِغَارَا |
اليق الناس بالسماح اكفا | وَالمَعَالي شَمَائِلاً وَنِجَارَا |
في صِيَالِ الأُسُود إنْ نَزَلَ الخَطـ | ـبُ عَلَيهِمْ وَفي حَياءِ العَذارَى |
كلقاح تأبى على العصب درا | وَعلى المَسْحِ تَستَهِلُّ غِزَارَا |
اطلقونا من الخطوب فبتنا | في يد المنّ مطلقين اسارى |
ما نَرَى عندَ غَيرِكمْ مِنْ جَميلٍ | ليس الا من عندكم مستعارا |
قَدْ رَأينَا الإحسانَ منكُمْ عِيَاناً | وسمعناه عنكم اخبارا |
مَنْ رَأى قَبلَكُمْ شُموساً مضيّا | تٍ جمعن الانوار والامطارا |
نظر الخلة الخفية عندي | نظر الغيث صاب يبغى قرارا |
لمْ يُغالِطْ عَنْها اللَّحاظُ، وَلا أصْـ | ـفَحُ عَنها فِعلَ اللّئِيمِ ازْوِرَارَا |
بادر الحادث المعد اليها | وَرَأى الغُنْمَ أنْ يَكُونَ بِدارَا |
يُوقِدُ النّارَ للقِرَى ، وَعَلَيهَا | حَسَبٌ لَوْ خَبَا الوَقُودُ أنَارَا |
وَلَوِ اسطَاعَ، وَالمَطِيُّ تَسَامَى | شب فوق الرجال بالليل نارا |
هِمَمٌ هَمُّهَا العُلَى عَلّمَتْهُ | بالندى كيف يملك الاحرارا |
لا كقوم لم يطلعوا شرف الجود | دِ، وَلمْ يَرْفَعُوا لمَجدٍ مَنَارَا |
يقف الحق عندهم فيلاقي | طرق الجود بينهم اوعارا |
عَرَفوا مُحكَمَ التّجارِبِ في البُخْـ | ـلِ، وَكانوا عنِ النّدى أغْمَارَا |
عند جول الاراء بله عن الحزم | وفي الخطب عاجزون حيارى |
يا كمال العلى ويا وزر الملك | اذا لم يجد معانا ودار |
مُعْمِلاً في الخَميسِ أقلامَكَ الغُـ | اذا اعملوا القنا الخطارا |
كلما اشرعوا الذوابل اشرعت | ـتَ غَرِيماً صَدْقاً، وَرَاياً مُغَارَا |
بِكَ سَدّوا فَوّارَ جَائِشَة ِ القَعْـ | ـرِ، لهَا عَائِدٌ يَرُدّ السِّبَارَا |
وَجَدُوا طِبّهَا لَدَيْكَ، فَوَلّوْ | على البعد عرقها النغارا |
لَوْ أقَامُوا لهَا سِوَاكَ لَشَبّتْ | صعبة تمنع المطا والعذارا |
ضربوا اوجه البكار وقادوا | للاعادي قباقباً هدارا |
وَرَأوْا في مناكِبِ المُلكِ وَهْناً | فدعوا باسمه فكان جبارا |
قَائِداً للقِرَاعِ كُلَّ حِصَانٍ | تَتَرَاءى بِهِ عُقَاباً مُطَارَا |
مثل لون العقار تحسبه ناراً | يطير الطعان منها شرارا |
دافعاً بالرماح في كل ثغر | لُجَجاً تَرْكَبُ العَدُوَّ غِمَارَا |
يَتَلاغَطْنَ باصْطِكَاكِ العَوَالي | لغط الحج يرجمون الجمارا |
عَجَباً للّذِي أجَرْتَ مِنَ الأ | لم لا يحارب الاقدارا |
أيَخَافُ الخُطُوبَ مَنْ كانَ للّيْـ | ـثِ نَزِيلاً، وَكانَ للنّجمِ جَارَا |
لو قدرنا وساعفتنا الليالي | لَوَصَلْنَا بِعُمْرِكَ الأعْمَارَا |