سَما كَبطونِ الأُتنِ رَيعانُ عارِضٍ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سَما كَبطونِ الأُتنِ رَيعانُ عارِضٍ | تُزَجّيهِ لَوْثَاءُ النّسِيمِ جَنُوبُ |
رغا بين دوح الواديين برعده | رغاء مطايا مسهن لغوب |
بصير برمي القطر حتى كانه | على الرمل قارئُ السهام نجيب |
تدافع اما برقة فصوارم | جَلاءً، وَأمّا عَرْضُهُ فكَثِيبُ |
اذا ما اراق الماء اسفر وجهه | وَيَغدُو بِعِبْءِ المَاءِ، وَهْوَ قَطوبُ |
سَهِرْتُ لَهُ نَابي الوِسَادَة ِ، بَرْقُهُ | يحوم على اعناقه ويلوب |
فؤادي بنجد والفتى حيث قلبه | أسِيرٌ، وَمَا نَجْدٌ إليّ حَبِيبُ |
وَمَا لي فِيهِ صَبْوَة ٌ غَيْرَ أنّني | خلعت شبابي فيه وهو رطيب |
بلى ان قلباً ربما التاح لوحة | فَهَلْ مَاؤهُ للوَارِدِينَ قَرِيبُ |
ألاَ هَلْ تَرُدّ الرّيحُ، يا جَوّ ضَارجٍ | نَسيمَكَ يَحْلَوْلي لَنَا وَيَطِيبُ |
وَهَلْ تَنْظُرُ العَيْنُ الطّلِيحَة ُ نظرَة ً | إلَيك، وَمَا في المَاقِيَيْنِ غُرُوبُ |
وما وجد ادمأ الاهاب مروعة | لاحشائها تحت الظلام وجيب |
ترود طلا اودت به غفلاتها | وفي كل حي للمنون نصيب |
بغومٍ عَلى آثَارِهِ، وَقَدِ اكْتَسَى | ظَلامَ الدّيَاجي غَائِطٌ وَسُهُوبُ |
فَلَمّا أضَاءَ الصّبْحُ لاحَ لعَيْنِهَا | دم بين ايدي الضاريات صبيب |
كوَجدي وَقَدْ عَرّى الشّبابُ جَوادَه | وَغَيّرَ لَوْنَ العَارِضَيْنِ مَشِيبُ |
ولكنها الايام اما قليبها | فمكدٍ واما برقها فخلوب |
إذا مَا بَدَأنَ الأمرَ أفسَدْنَ عَقبَهُ | وَعَفّى عَلى إحسَانِهِنّ ذُنُوبُ |
فَلِلّهِ دَرّي يَوْمَ أنْعَتُ قَوْلَة ً | لها في رؤوس السامعين دبيب |
ولله دري يوم اركب همة | الى كل ارض اغتدي وأؤوب |
وكمْ مَهمَة ٍ جاذَبتُ بالسّيرِ عَرْضَهُ | وَغالَبتُهُ بالعَزْمِ، وَهوَ غَلُوبُ |
وَلَيْلٍ رَأيتُ الصّبحَ في أُخْرَيَاتِهِ | كمَا انسَلّ من سِرّ النّجادِ قَضِيبُ |
سريت به اوفي على كل ربوة | وَلَيسَ سِوَى نَجْمٍ عَليّ رَقيبُ |
وَأزْرَقِ مَاءٍ قَدْ سَلَبْتُ جُمامَه | يعوم الشوى في غمره ويغيب |
وَهَاجِرَة ٍ فَلَّلْتُ بالسّيرِ حدّها | ولا ظل الا ذابل ونجيب |
وَألأمِ مَصْحُوبٍ قَذَفْتُ إخَاءَهُ | عَنِ الرّوْعِ وَالإصْباحُ فيه مُرِيبُ |
حَبَسْتُ بِهِ قَلْباً جَرِيّاً على الرّدى | وقد رجفت تحت الصدور قلوب |
وطعنة رمح قد خرطت نجيعها | كمَا مَاجَ فَرْغٌ في الإنَاءِ ذَنُوبُ |
وضربة سيف قد تركت مبينة | وحاملها عمر الزمان معيب |
والام مصحوب قذفت اخائه | كمَا قَذَفَ المَاءَ المَرِيضَ شَرُوبُ |
وَمَنْ كَانَ مَا فَوْقَ النّجومِ طِلابُه | أمَلّ عَنَاءٌ قَلْبَهُ وَدُؤوبُ |
نَظَرْتُ إلى الدّنْيَا بِعَينٍ مَرِيضَة ٍ | وَمَا ليَ مِنْ داءِ الرّجَاءِ طَبِيبُ |
وَمَنْ كانَ في شُغلِ المُنَى فَفراغُهُ | منال الاماني اوردى وشعوب |
فَما لي طُولَ الدّهرِ أمشِي كَأنّني | لفَضْليَ في هَذا الزّمَانِ غَرِيبُ |
إذا قُلتُ قَدْ عَلّقتُ كَفّي بصَاحبٍ | تعود عواد بيننا وخطوب |
وَمَا فيهِ شَيْءٌ خَالِدٌ لمُكَادِحٍ | وكل لغايات الامور طلوب |