مَا لِذا الدّاني إلى القَلْبِ شَحَطْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
مَا لِذا الدّاني إلى القَلْبِ شَحَطْ | وَغَرِيمِ الحُبّ بالدّينِ ألَطّ |
ظَالِمٌ قُلِّدَ أحْكَامَ الهَوَى | طالما جار علينا وقسط |
نَسْخَطُ الشّيْءَ وَنَرْضَاهُ، إذا | لمْ تَرَ العُتبَى عَلى طُولِ السَّخَطْ |
كُلّ يَوْمٍ لي خَصِيمٌ ضَالِعٌ | والمقادير لها حكم شطط |
عجبت ان عاد شغبا منطقي | كل ذي حلم اذا ضيم لغط |
ورأت وخط بياض طارق | وَخَطَ التّهْمَامُ قَلْبي، فوُخِطْ |
مالها تنكر مع هذا الشجى | وقعات الشيب بالجعد القطط |
وارى عودي على صمائه | أنّ من غمز الليالي ونحط |
مُوقَراً يَحْبِسُني عَنْ غَايَتي | لا المدى يطوي ولا العبء يحط |
إنّ قَوْمي صَدّعَتهمْ نَوْبَة ٌ | شقق البرد اليماني يعط |
خلتهم والخطب يعتامهم | شجر الوادي رماه المختبط |
وَكَمَا خَايَلَ يَوْماً عَاقِرٌ | كلما ثارت له البدن عبط |
تبعوا امر المقادير فهم | فاطن يطعن أو دان يشط |
فُلُّ أحداثٍ رَمَى الدّهْرُ بِهِمْ | فَهُمُ في رُقَعِ الدّهْرِ نُقَطْ |
ذاقَهُمْ مُسْتَحْلِياً أرْوَاحَهُمْ | وَرَأى المَضْغَ طَوِيلاً، فاستَرَطْ |
يَصْطَفي كُلَّ كَرِيمٍ مِنْهُمُ | وَإذا استُكْرِمَ ذو العَقْبِ رَبَطْ |
وبواق غير باقين وكم | يلبث القارب من بعد الفرط |
كم طوى الموت لهم من بهمة | خائِضِ الغَمرَة ِ فَرّاجِ الضّغَطْ |
وَجَوَادٍ مُتْعِبٍ مِضْمَارُهُ | كُلّمَا لَزّتْ بِهِ الخَيْلُ مَعَطْ |
سَلْهُمُ، أوْ فَسَلِ الرّوْعَ بهِمْ | يوم خدر الشمس بالنقع يلط |
يبصر الناس على ايديهم | قصب الاعناق بالبيض يقط |
اقبلوا الاعداء ملتف القنا | بَينَ مَعرُوضٍ وَمَجرُورٍ يُحَطّ |
تحسب الارماح من قعقاعها | شجراً للطير فيهن لغط |
ومواض تنثر الهمام لهم | هَبّة َ العَاصِفِ تَرْمي بالخَبَطْ |
فَارَقُونَا، فَبَقِينَا بَعْدَهُمْ | كالرّذايا، وُضِعَتْ عَنها الغُبُطْ |
في ذُنَابَى مَعْشَرٍ جِيرَانُهُمْ | مضغ للخطب يغدو أو لقط |
ليس بالراضي اذا نبهم | طارق الليل ولا بالمغتبط |
صور رائعة لا يرتجي | نَفْعُهَا، مِثْلُ تَهَاوِيلِ النَّمَطْ |
شَمَخُوا أنْ حَلّقَ الجَدُّ بهِمْ | غلط الدهر وكم يبقى الغلط |
كسل الايام عنهم غرهم | رُبّمَا جَاءَ زَمَانٌ قَدْ نَشَطْ |
كل مخنوق علي جرته | خَلَطَ العَجزَ بشَوْكٍ، فاختَلَطْ |
إنْ رَأى المَغْرَمَ طَاطَا، وَلَهُ | حاجب من حافر اللؤم يمط |
أهْمَلَ العِرْضَ عَلى عِلْمٍ بِهِ | وَرَعَى ، لمّا رَعَى ، المَالَ فَقَطْ |
طَمَعٌ وَرّطَني في حَبْلِهِمْ | وَيُصَادُ الطّيرُ مِن حيثُ لُقِطْ |
كنت ارجواهم ثماراً تجتني | فهم اليوم قتاد يخترط |
من عذيري من رصيد كيده | راش ما راش طويلاً ومرط |
جَامِعٌ لي بَينَ فَخْرٍ وَأذًى | رُبّمَا بَرّحَ بالأُذْنِ القُرُطْ |
حمل الثقل على ذي غارب | كلما عج من الحمل ضغط |
أتقى الرمي ولو شئت مضى | كل مطرور اذا صمم عط |
واذا كشفت ما يرمضني | من مضيض الداء قال الحلم غط |
كل يوم رحم منبوذة | كَرَؤومِ البَوّ عَضْبَاءَ تَئِطّ |
مَطْرَحَ الشَّنّة ِ قَدْ أيْبَسَهَا | قدم العهد بعاميّ الاقط |
يَسْألُ البُقْيَا، وَقَدْ أحمَيتُهُ | ميسماً لو مر بالطود غلط |
صَدّقَ الوَاشِينَ، فِيمَا زَعَمُوا | فنأى بالود عني وشحط |
لا أرَى الجِنّ وَأفّاكاً بِهِ | في دُجَى اللّيلِ، وَلا الوحيُ هبَطْ |
نَفثَة ٌ مِنْ وَاغِرٍ جَمْجَمَهَا | فيك، لَوْلا اللَّهُ وَالحِلْمُ قَنَطْ |