جرعتني غصصاً ورحت مسلما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
جرعتني غصصاً ورحت مسلما | فلأسقينك مثلها أضعافا |
إن نجتمع يوماً أكن لك جذوة | حَمْرَاءَ، تُوسِعُ جَانِبَيكَ ثِقَافَا |
أنسَى التِفَاتي لا أرَاكَ وَرَجعَتي | أبكي الدّيَارَ، وَأنْدُبُ الأُلاّفَا |
أنسَى ارْتِفَاقي، وَالعُيُونُ هَوَاجعٌ | وَجَوَانبي عَنْ مَضْجَعي تَتَجَافَى |
أنسَى اشتِمَالي بالسَّقَامِ مُقِيمَة ً | عندي عقائله وأنت معافى |
كَمْ قد أرَدْتُ على التّبَدّلِ خَاطرِي | فإني وازغ عن البديل وعافى |
ورقبته فرأيته متمنعاً | وَبَعَثْتُهُ فَوَجَدْتُهُ وَقّافَا |
وَعَذَرْتُهُ بَعْدَ الإبَاءِ لأِنّهُ | ظن الذي يطرى كأنتَ فخافا |
ولقد جنيت عليّ عمداً لا كمن | عَرَفَ الجِنَايَة َ مُخطِئاً فَتَلافَى |
مَا هَكَذا مَنْ كَانَ يَزْعُمُ أنّهُ | عَينُ الصّديقِ وَلا كَذا مَن صَافَى |
هَبْ لمْ يَكُنْ لكَ بالوَفَاءِ عَوَائِدٌ | أتُرَاكَ مَا أحسَنْتَ أنْ تَتَوَافَى |
وَمِنَ العَجائِبِ أنْ وَفَيْتُ لغادِرٍ | نَقَضَ العُهُودَ وَضَيّعَ الأحْلافَا |
لا كُنتُ مِنْ رَيْبِ الزّمَانِ بِسَالِمٍ | إن كنت تسلم من يدي كفافا |
بل لا التَذَذْتُ مِنَ الزّمانِ بشَرْبَة ٍ | إنْ لم أُعِضْكَ من الزُّلالِ ذُعَافَا |
إنْ حَافَ لي دَهْرٌ عَلَيْكَ، فَطالمَا | مال الزمان عليَّ فيك وحافا |