أهْلاً بِهِنّ عَلى التّنْوِيلِ وَالبَخَلِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أهْلاً بِهِنّ عَلى التّنْوِيلِ وَالبَخَلِ | وَقَرّبَتْهُنّ أيْدِي الخَيْلِ وَالإبِلِ |
القاتلات بلا عقل ولا قود | والماطلات بلا عذر ولا علل |
كَانَ اللّقَاءُ إسَاءاتٍ بِذِي سَلَمٍ | إلى القلوب وإحساناً إلى المقل |
كأنما عاذلات الصب بعدهم | يفتلن عقلاً لشراد من النزل |
يَرِمنَ في السّارِحِ المَرْعيّ مَحبَسُهُ | وَهَمُّهُ اليَوْمَ أنْ يَغْدُو معَ الهَمَلِ |
رمين منه وحادي الشوق يحفزه | بقَاطِعٍ رَبَقَ الأقيادِ وَالعُقُلِ |
يطلبن برئي بأمر زاد في سقمي | إنّ الأُسَاة َ لأعْوَانٌ مَعَ العِلَلِ |
حاولن شغل فؤادي من علاقته | بالعَقلِ، وَالقلبُ عندَ البِيضِ في شَغَلِ |
إنّ الرّبائِبَ مِنْ غِزْلانِ أسنِمَة ٍ | أعلقن ذا الشيب أعلاقاً من الغزل |
مِنْ كُلّ رِيمِ هَوًى ألحَاظُ مُقْلَتِه | يُمسِينَ للعُذْرِ أنصَاراً عَلى العَذَلِ |
حليه جيده لا ما يقلده | وَكُحْلُهُ مَا بِعَيْنَيْهِ مِنَ الكَحَلِ |
غاد تلفت والمشتاق يتبعه | صفح الطليق إلى المقصور بالطول |
أما كفاهم لجاج الدمع بعدهم | حتى استعانوا على عينيَّ بالطلل |
يا قاتل الله ريعان الشباب وما | خلى عليّ من الأشجان والغلل |
وَرَفضَة ٍ مِنْ سَوَادِ اللّيلِ مُطمِعَة ٍ | قد ضل طالب ودّ البيض بالحيل |
إنّي أقُولُ لِمَلاّقٍ رَكَائِبهُ: | مهّلْ عليك فليس الرزق بالعجل |
ليس المقام بثان عنك وارده | من الحظوظ ولا الأرزاق بالرجل |
أما تَرَى الرّزْقَ في الأوْطانِ يَطرُقُني | وَلمْ أُقَلقِلْ أُصَيْحَابي ولا إبِلي |
في كُلّ يَوْمٍ قِوَامُ الدّينِ يَنضَحُني | بما طر غير منزور ولا وشل |
يروي ولم يتوقع صوب عارضه | ولم يقدم بشير الطارق العمل |
ظفرت بالنفل المطلوب في وطني | وَإنّمَا يَرْجِعُ الغَازُونَ بالنّفَلِ |
من كل بيضاء لم تخطر على خلدي | مِنَ الأيَادِي وَلمْ تَبلُغْ إلى أمَلي |
ذرت إليّ ذرور الشمس طالعة | شُرُوقُهَا أبَداً بَاقٍ بِلا أُصُلِ |
في كُلّ يَوْمٍ جَدِيدٌ مِنْ صَنَائِعِهِ | إليَّ لا ناقتي فيها ولا جملي |
يردني يقنيص ما نصت له | عَلى المَطامعِ أشرَاكاً مِنَ الأمَلِ |
وَسَمتَ عَقلي وَأرْغَمتَ المَعاطِسَ في | منّ العدا وأقمت الصفو من ميلي |
رَفَعتَ نَارِي عَلى عَليَاءَ مُشرِفَة ٍ | من المعالي وأخفضت النوائب لي |
فهل تركت لذي الأوطار من وطر | يسعى له ولذي الآمال من أمل |
لم يبق طولك في جيدي مكان حلى | وَإنّمَا يُستَعَارُ الحَلْيُ للعَطَلِ |
أغنت ملابس فخر أنت مسحبها | عن رائع الحلي أو عن رائق الحلل |
أنتم لنا نفس من كل كاربة | وَأنجُمٌ في ظَلامِ الحَادِثِ الجَلَلِ |
تنبو إذا لم تكن عنكم ضرائبنا | وَالسّيفُ أقطَعُ شيءٍ في يَدِ البَطَلِ |
النّاسُ ما غِبتُمُ سِلكٌ بلا دُرَرٍ | ولا نظام وأجفان بلا مقل |
مثلُ النّهارِ بلا شَمسٍ تُضِيءُ بِهِ | أوِ الظّلامِ بِلا بَدْرٍ وَلا شُعَلِ |
مِنْ مَعشَرٍ وَرَدُوا العَلياءَ جُمعَتَها | وَسَابَقُوا عَجَلَ الجَارِينَ بالمَهَلِ |
لَقُوا الخُطوبَ بلا خَوْفٍ وَلا ضَعَفٍ | والرائعات بلا ميل ولا عزل |
طاروا بألباب ذؤبان مسومة | رعين بين مجال البيض والأسل |
في حجفل كشحاء البحر مد به | مُزَمجِرٌ يَضرِبُ العِرْنينَ بالجَفَلِ |
مَجَرُّهُ كمَجَرّ السّيلِ ذُو لَثَقٍ | من انبعاق الدم الجاري وذو خضل |
يرمي به ملك الأملاك يعتبه | قَطْعُ الدّليلِ بِما يُعمي مِنَ السُّبُلِ |
أما نهى الناس عنكم صوب بارقة | كَانَ المَشيبُ إلَيها رَائدَ الأجَلِ |
في أرْبَقٍ، وَسُيُوفُ المَوْتِ مَاضِيَة ٌ | يُطِعْنَ أمرَكَ في الأعنَاقِ وَالقُلَلِ |
قَصّرْتَ رُمحَكَ طُولاً في صُدورِهِمُ | وَرُمحُ غَيرِكَ لمْ يَقصُرْ وَلمْ يَطُلِ |
طاشت رؤوسهم حتى جعلت لهم | مناصباً من أنابيب القنا الذبل |
كَدَأبِها يَوْمَ يَمٍّ، وَالقَنَا شَرَعٌ | كمبرد القين تحاتاً من الجبل |
فأينَ رُخمُ الرّقَابِ الغُلْبِ رَافعَة ً | دونَ العُلى وَقِرَاعُ الأذرُعِ الفُتُلِ |
هَيهاتَ رَدّتْ إلى الأعناقِ كَانِعَة ً | أيد قصرن عن الأطواد والقلل |
كدأبها يوم سيم والقنا شرع | وَالضّرْبُ يُبعِدُ بَينَ العُنقِ وَالكَفَلِ |
أسلن بالدم وادي كل غامضة | من العيون كماءِ المزن لم يسل |
حتى رجعن ولم يتركن فاغرة | من العدوّ إلى قول ولا عمل |
جَرَى الثّقَافُ عَلى عُوذٍ مُقَلقَلَة ٍ | ذَوْدَينِ مِنْ أوَدٍ بادٍ وَمنْ خَطَلِ |
قَضَى لكَ اللَّهُ أنْ يَجرِي بِلا أمَدٍ | وَأنْ يَدُومَ مَعَ الدّنْيَا بِلا أجَلِ |
تَوَقُّلاً في بِنَاءٍ غَيرِ مُنتَقِضٍ | من المعالي وظل غير منتقل |
مُعطًى عِنَاناً من النُّعمَى فقُدْتَ بهِ | تغاير الدهر بالأيام والدول |
وَكُلّما جُزْتَ عاماً أوْ بَلَغتَ مَدًى | رد الزمان على أيامك الأول |