رجونا أبا الهيجاء إذ مات حارث
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
رجونا أبا الهيجاء إذ مات حارث | فمُذْ مَضَيَا لمْ يَبقَ للمَجدِ وَارِثُ |
ألا إنّ قَرْمَيْ وَائِلٍ، لَيلَة َ السُّرَى | اقاما وقد سار المطي الدلائث |
هُمَا البَازِلانِ المُقْرَمَانِ تَنَاوَبَا | عرى المجد لما عج بالعبء لاهث |
رَفِيقَانِ مَا بَاغَاهُمَا العزَّ صَاحِبٌ | نديمان ما ساقاهما المجد ثالث |
حُسَامَانِ إنْ فَتّشتَ كلَّ ضَرِيبَة ٍ | فأثرهما فيها قديم وحادث |
بَقِيّة ُ أسْيَافٍ طُبِعْنَ معَ الرّدَى | فجاءَ وَجَاءَتْ عاثِيَاتٌ وَعَائِثُ |
احقاً بان المجد هيضت جبوره | وزال عن الحي الطوال الملاوث |
وايد على بسط السماح رقائق | وَهُنّ عَلى قَبضِ الرّمَاحِ شَرَائِثُ |
و سرب بنو حمدان كانوا حماته | رَعَتْ فيهِ ذُؤبَانُ اللّيَالي العَوَائِثُ |
فاين كفاة القطر في كل أزمة | وَأيْنَ المَلاجي منهُمُ، وَالمَغاوِثُ |
وَأينَ الجِيَادُ المُعجلاتُ إلى الوَغَى | إذا غام بالنقع الملا المتواعث |
وَأينَ الثّنَايَا المُطلِعاتُ عَنِ الأذَى | إذا نَابَ ضَغّاطٌ مِنَ الأمرِ كارِثُ |
إذا مَا دَعَا الدّاعونَ للبَأسِ وَالنّدى | فَلا الجُودُ مَنزُورٌ وَلا الغَوْثُ رَائِثُ |
يرف على ناديهم الحلم والحجا | إذا مَا لَغَا لاغٍ مِنَ القَوْمِ رَافِثُ |
من المطمعين المجد بالبيض والقنا | مِلاءَ المَقارِي، وَالعرِيبُ غَوَارِثُ |
إذا طَرَحُوا عِمّاتِهِمْ وَضَحَتْ لهمْ | مَفارِقُ لمْ يَعصِبْ بِها العَارَ لائِثُ |
بكَتهُمْ صُدُورُ المُرْهَفاتِ وَبُشّرَتْ | هجان المتالي والمطى الرواغث |
قروم على ما روحوا من وسوقها | و لا منهم الواني ولا المتماكث |
يُخَلّى لهُمْ مِنْ كلّ وِرْدٍ جِمامُهُ | إذا وردوا والمعشبات الاثائث |
مشَوْا في سُهُولِ المَجدِ حيناً وَوَقّفُوا | بحَيْثُ ابتَدَتْ أوْعَارُهُ وَالأوَاعِثُ |
إذا ركبوا سال اللديدان بالقنا | وَحَنّتْ مَطايَاها المَنَايَا الرّوَائِثُ |
كأنّ الصّقُورَ اللاّمِحَاتِ تَلَمّظَتْ | إلى الطُّعمِ وَانصَاعَتْ لهنّ الأباغِثُ |
مَضَوا لا الأيادي مُخدَجاتٌ نَوَاقِصٌ | وَلا مِرَرُ العَلْيَاءِ مِنْهُمْ رَثَائِثُ |
و لا طول النعماء فيهم مقلص | إذا عَلِقَتْهُ المُعصِمَاتُ الشّوَابِثُ |
خلجتم لجساس بن مرة طعنة | رَأى الجِدَّ فيها هِجرِسٌ وَهوَ عابِثُ |
و غادرتم اشلاء بكر مقيمة | على العار لا تحثا عليها النبائث |
وَقَدْ كانَ دَينٌ في كُلَيبٍ وَفَى بِهِ | غريم مطول بالديون مماغث |
وَقائِعُ أيّامٍ كَأنّ إكَامَهَا | بجاري دَمِ الطّعنِ، الإماءُ الطّوَامِثُ |
تعودون عنها في قناكم مباشم | و عند قنا بكر اليكم مغارث |
عقدتم بها حبلي أسارٍ ومنة | و خانهم نقص القوى والنكائث |
تحَلّلتُمُ مِنْ نَذْرِ طَعنٍ، وَغَيرُكم | كثير الألا ياغب ما قال حانث |
حروب من الأقدار طاح عراكها | بجرب ولم يسلم عليهن حارث |
وَكَانَ سِنَاناً أوْجَرَ الخَطْبَ حَدَّهُ | وَكَانَ يَداً أُرْدي بِها مَنْ أُلاوِثُ |
باخلاق اباء يعود بها الأذى | و عوراً على الأعداء وهي دمائث |
أقُولُ لِنَاعِيهِ إلى المَجْدِ وَالعُلَى : | رمى فاك مسموم الغرارين فارث |
كان سواد القلب طار بلبه | إلى الطّودِ أقنى يَنفُضُ الطّلَّ ضابثُ |
وَرُزْءٌ رَمَى بَينَ القُلُوبِ شُوَاظَهُ | أجيجُ المَصَالي أسْعَرَتْهَا المَحارِثُ |
برغمي تمسي نازلاً دار هجرة | وَأنْتَ المُصَافي وَالقَرِيبُ المُنافِثُ |
و ان لا اجافي الترب عنك براحة | وَلَوْ نازَعَتْنيها الرّقَاقُ الفَوَارِثُ |
وان تشتمل ارض عليك فانما | عَلى مَاءِ عَينيّ النّقَا وَالكَثَاكِثُ |
سَقَى النَّضَدَ النّجديَّ مَلقَى ضَرَائحٍ | بها منكُمُ المُستَصرَخُونَ الغَوَايِثُ |
فَسِيّانِ فيها، مِنْ وَقَارٍ وَمن عُلًى | عِظامُكُمُ وَالرّاسِيَاتُ اللّوَابِثُ |
ولا برحت بندى عقود صعيدها | نفاثة ما جاد الغمام النوافث |
لهَا خَدَشَاتٌ بالمَوَامي، كَأنّهَا | عَلى لَقَمِ البَيْداءِ أيْدٍ عَوَابِثُ |
صُبَابَة ُ عِزٍّ عَبّ في مَائِها الرّدَى | و عاد إليها وهو ظمأن غارث |
و افنان دوحات من المجد اشرعت | مشاظي الردى ما بينها والمشاعث |
وَما كنتُ أخشَى الدّهرَ إلاّ عَلَيهِمُ | فَهَانَ الرّزَايَا بَعدَهُمْ وَالحَوَادِثُ |