قَضَتِ المَنازِلُ يَوْمَ كَاظِمَة ٍ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قَضَتِ المَنازِلُ يَوْمَ كَاظِمَة ٍ | أن المطي يطول موقفها |
لمع من الأطلال يحزننا | محتلها البالي ومألفها |
سبقت مدامعها برشتها | مِن قَبلِ أن يُومي مُكَفكِفُهَا |
وَتَكَلّفَتْ مِنْ صَوْبِ ماطِرِها | فوق الذي يرجو مكلفها |
إن كنت انفدت الدموع بها | فالوَجْدُ بَعْدَ اليَوْمِ يُخلِفُهَا |
لا مِنّة ٌ منّي عَلى طَلَلٍ | ديمٌ طلاع العين أذرفها |
وَلَوَاعِجٌ نَفَسِي يُنَفِّسُهَا | وبلابل دمعي يخففها |
ظعنوا فللأحشاء مذ طعنوا | حرق تعسفها وتعسفها |
لا تَنْشُدَنّ الدّارَ بَعْدَهُمُ | إنّي عَلى الإقْوَاءِ أعرِفُهَا |
وَعَلامَة ٌ للشّوْقِ أُضْمِرُهُ | طربي إلي الإيقاع أشرفها |
في كُلّ يَوْمٍ لي غَرِيمُ هَوًى | يلوي الديون ولا يسوفها |
رفقاً بقلبي يا أبا حسن | العين منك وأنت تطرفها |
فكأنني بعلائق شعب | قد زال عن أمم تألفها |
ومقومات من غصون هوى | يَعْوَجُّ أطْوَاراً مُثَقِّفُهَا |
في القلب منك جراحة أبداً | ما زلت أدملها وتفرقها |
كم من معاقد بت تفسخها | ومواعد بالقرب تخلفها |
أما الحفاظ فأنت تمطله | والمحفظات فأنت تسلفها |
سأَروم عصف النفس عنك وإن | كان الغرام إليك يعطفها |
وَلَطَالَمَا استَصْرَفْتُهَا مَلَلاً | وَلَئن صَحَوْتُ فسَوْفَ أصرِفُهَا |
وإذا طلبت بها السلو أبى | إلاّ النّزَاعَ إلَيْكَ مُدْنِفُهَا |
فَكَأنّ مُنْسيَهَا يُذَكِّرُهَا | أوْ مَا يُؤسّيها يُسَوِّفُهَا |
تمضي ونحوكم تلفتها | وَإلى لِقَائِكُمُ تَشَوّفُهَا |
فهواكم والشوق يعذرها | وَذَمِيمُ فِعْلِكُمُ يُعَنّفُهَا |
هل يعطفنكم توجعها | أوْ يُقْبِلَنّ بِكُمْ تَلَهُّفُهَا |
فاستَبقِ مِنْهَا مَا يُضَنّ بِهِ | تِلْكَ الصّبَابَة ُ أنتَ تَرْشُفُهَا |
لا تأمننْها إن أسأت بها | هي ما علمت وأنت تعرفها |
إنْ كَانَ يُطْمِعُكُمْ تَذَلُّلُها | فلسوف يفزعكم تغطرفها |
ولئن غلا فيكم تهالكها | فليكثرن عنكم تعففها |
سأروغ عن ورد الهوان به | هي غرفة لا بد أغرفها |
إن الهضيمة إن أقاد لها | قِدْرٌ لَعَمْرُكَ لا أُؤَثِّفُهَا |
يدنو بنفسي لينها كرما | وَيَبِينُ عِنْدَ الضّيمِ عَجْرَفُهَا |
قَسَماً برَبّ الرّاقِصَاتِ هَوًى | أمم البناء العود موجفها |
يطلبن رابدة الظليم إذا | طرق الظلام أضل مسدفها |
بلَغتْ على عَلَلِ السُّرَى ، وَغدتْ | وَمِلاؤهَا بالبُدْنِ نَصّفَهَا |
يغدو على الأرقال مؤتدماً | مِنْ نَيّهَا العَاميِّ نَفنَفُهَا |
ينجو على رمق مقدمها | وَيُقيمُ مَعْذُوراً مُخَلَّفُهَا |
وبحيث جعجعت العريب ضحى | مثل الحنيّ بلى معطّفها |
وبفضل ما أوعى محصبها | وَأقَرّ مِنْ قِدَمٍ مُعَرَّفُهَا |
إني على طول الصدود لكم | كالنّفْسِ مَأمُونٌ تَحَيُّفُهَا |
أرْضَى وَأغضَبُ في حبابِكُمُ | ورقاب ودي لا أصرّفها |
جَاءتْكُمُ أسَلاً مُشَرَّعَة ً | مُتَوَقَّعاً فيكُمْ تَقَصّفُهَا |
قد بات فيها قائل صنع | يَهْمي لهَاذِمَهَا وَيُرْهِفُهَا |
أعزز عليَّ بأن يكون لكم | بالأمس ثقفها مثقفها |
وَبَرَاقِعاً للعَارِ ضَافِيَة ً | يَبقَى عَلى الأيّامِ مُغْدِفُهَا |
يجلى لأعينكم مشوهها | وَلقَد يكُونُ لَكُمْ مُفَوَّفُهَا |
إن تستعيذوا من توسطها | أعرَاضَكُمْ، فكَفَى تَطَرّفُهَا |
فتَزَاجَرُوا مِنْ قَبلِ أنْ تَرِدُوا | بموارد ...... ترشفها |
وتغنموا بطاء عارضها | مِنْ قَبلِ أن يَمرِيهِ حَرْجَفُهَا |
فلترجعوا أمما تلومها | ولتقلعوا ندما توقفها |