لكُلّ مُجتَهِدٍ حَظٌّ مِنَ الطّلَبِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لكُلّ مُجتَهِدٍ حَظٌّ مِنَ الطّلَبِ | فاسبق بعزمك سير الانجم الشهب |
وارق المعالي التي اوفى ابوك بها | فَكَمْ تَنَاوَلَهَا قَوْمٌ بغَيرِ أبِ |
وَلا تَجُزْ بصُرُوفِ الدّهرِ في عُصَبٍ | من القرائن غير السمر والقضب |
نَدْعُوكَ في سَنَة ٍ شَابَتْ ذَوَائِبُهَا | حتّى تُفَرّجَها مُسْوَدّة ُ القُصُبِ |
وَلمْ تَزَلْ خَدَعَاتُ الدّهْرِ تَطْرُقُها | حتى تعانق عود النبع والغرب |
اتيت تحتلب الايام اشطرها | فكل حادثة منزوحة الحلب |
لولا وقارك في نصل سطوت به | فَاضَتْ مَضَارِبُهُ مِنْ خِفّة ِ الطّرَبِ |
وَحُسنُ رَأيِكَ في الأرْمَاحِ يُنهِضُها | إلى الطّعَانِ، وَلَوْلا ذاكَ لمْ تَثِبِ |
كن كيف شئت فان المجد محتمل | عَنْكَ المَغافِرَ في بَدْءٍ وَفي عَقِبِ |
ما زَالَ بِشرُكَ في الأزْمانِ يُؤنِسُها | حتّى أضَاءَتْ سُرُوراً أوْجُهُ الحِقَبِ |
يَفديكَ كُلُّ بَخيلٍ ماتَ خاطِرُهُ | فان خطرت عددناه من الغيب |
إذا المَطامِعُ حامَتْ حَوْلَ مَوْعِدِهِ | انت اليه انين المدنف الوصب |
وعصبة جاذبوك العز فانقبضت | اكفهم عنم دراك المجد بالطلب |
شابهتهم منظراً اوفتهم خبراً | إنّ الرّدَينيّ مَعدُودٌ مِنَ القَصَبِ |
هابوا ابتسامك في دهياء مظلمة | وليس يوصف ثغر الليث بالشنب |
سجية لك فاتت كل منزلة | وَضعضَعَتْ جَنَباتِ الحادثِ الأشِبِ |
نسيمها من طباع الروض مسترق | وَطِيبُ لذّتِها مِنْ شيمَة ِ الضَّرَبِ |
تَلقَى الخَميسَ إذا اسْوَدّتْ جَوانبُه | بالمُستَنيرَينِ مِنَ رَأيٍ وَذي شُطَبِ |
وَنَثْرَة ٌ فَوْقَهَا صَبْرٌ تُظاهِرُهُ | أرَدُّ مِنها لأذْرَابِ القَنَا السّلَبِ |
لو لم يعوضك هجر العيش صالحة | ما كُنتَ تَخرُجُ من أثوابِهِ القُشُبِ |
يا ابنَ الذِينَ، إذا عَدّوا فَضَائِلَهمْ | عد الندى ضربهم في هامة النشب |
بألسنٍ راضة لقول لو نضيت | نابت عن السمر في الابدان والحجب |
لا يستثيرون الاكل منصلت | حامي الحَقيقَة ِ طلاّعٍ عَلى النُّقَبِ |
ذي عَزْمَة ٍ إنْ دَعَاها الرّوْعُ مُنتصراً | تَلَفّتتْ عن غِرَارِ الصّارِمِ الخَشِبِ |
يَقْرُونَ حَتّى لَوَ انّ الضّيفَ فاتَهمُ | حثوا اليه صدور الاينق النجب |
أوْ أعْوَزَ الخَطْبُ في لَيلٍ بُيُوتَهُمُ | مَدّوا يَدَ النّارِ في الأعمادِ وَالطُّنُبِ |
لَوْ أنّ بأسَهُمُ جَارَى الزّمَانَ إذاً | لارْتَدّ عَنْ شأوِهِ مُسترْخيَ اللَّبَبِ |
إنْ أُورِدوا المَاءَ لمْ تَنهَلْ جِيادُهُمُ | حتى تعل برقراق الدم السرب |
قادوا السوابق محفاة مقودة | كَأنّها بحَثَتْ عَنْ مُضْمَرِ التُّرَبِ |
اعطافها بالقنا الخطى مثقلة | تكادُ تَعصِفُ بالسّاحاتِ وَالرُّحَبِ |
ما انفك يطعن في اعقاب حافلة | بذابل من دم الاقران مختضب |
إذا امتَرَى عَلَقَ الأوْداجِ عَامِلُهُ | اعشى العوالي فلم تنظر الى سلب |
ولا يزال يجلي نقع قسطله | بمحرج الغرب ملآن من الغضب |
إذا انْتَضَاهُ لِيَوْمِ الرّوْعِ تَحْسِبُهُ | يسل من غمده خيطاً من الذهب |
أوْ إنْ أشَاحَ بِهِ سَالَ الحِمَامُ لَهُ | في مضربيه فلم يرقأ ولم يصب |
جذلان يركع ان مال الضراب به | مُطَرِّباً في قِبَابِ البِيضِ وَاليَلَبِ |
يا أيّهَا النّدْبُ إنّ السّعْدَ مُتّضِحٌ | بطَلْقَة ِ الوَجْهِ جَلّتْ سُدفة َ الرّيَبِ |
مَوْلُودَة ٍ سَقَطَتْ عَنْ حِجرِ وَالدة ٍ | جاءت بها ملءَ حجر المجد والحسب |
لمّا ظَمِئْتَ إلَيها قَبلَ رُؤيَتِهَا | أُعْطِيتَ لذّة َ مَاءِ الوِرْدِ بالقَرَبِ |
بَاشِرْ بطَلْعَتِها العَلْيَاءَ مُقْتَبِلاً | فانها درة في حلية النسب |
واسعد بها واشكر الاقدار ان حملت | اليك قرة عين العجم والعرب |
وحث خيل كؤوس العز جامحة | إلى السّرُورِ بخَيْلِ اللّهْوِ وَاللّعِبِ |
وَانثُرْ على الشَّرْبِ سِمطاً من فَوَاقعِها | وَابنَ الغَمَامِ مُسَمًّى بابنَة ِ العِنَبِ |
واصدم بكاسك صدر الدهر معتقلا | بصَارِمِ اللّهوِ يَجلُو قَسطَلَ الكُرَبِ |
كاس اذا خضبت بالماء لمتها | شابت وان زل عنها الماء لم تشب |
نفسي تقيك فكم وقيتني بيد | وَقَدْ ألَظّ بيَ الرّامُونَ عَن كَثَبِ |
اذا اتقيت بك الاعداء رامية | فَوَاجِبٌ أنْ أُوَقّيَكَ النّوَائِبَ بي |
أبَا الحُسَينِ أعِرْ شِعرِي إصَاخَة َ مَن | يروى مسامعه عن مسمع عجب |
إذا مَدَحتُكَ لمْ أمْتُنْ عَلَيكَ بهِ | فالمدح باسمك والمعنى به نسبي |