يا حبذا فوق الكثيب الاعفر
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا حبذا فوق الكثيب الاعفر | رَكْزُ الذّوَابِلِ في ظِلالِ الضُّمّر |
ومناخ كل مطية معقولة | ومجال كل مناقل متمطر |
وتطرح الركب الطلاح على النقا | يهفون بين مزمل ومعفر |
رفعت لعين الناظر المتنور | وَاللّيْلُ مِثْلُ الوَاقِفِ المُتَحَيّرِ |
نَارٌ كَأطْرَافِ البُزُوقِ تَشُبّهَا | بمطالع البيداء ايدي معشر |
كم نفرت من شجو قلب نافر | واستمطرت من دمع عين ممطر |
لله اية ساعة حضر الاسى | فيها فغيب في القلوب الحضر |
أجنَت بهَا غُدْرَ الوَفَاءِ فلَمْ تَغِضْ | والغدر طامي الماء غير مكدر |
وَفَوَارِسٍ رَكِبُوا النِّجاءَ، وَأدْلجوا | من موغل خلف المنى ومغرر |
مروا يجرون الرماح لغارة | وَالطّالِعَاتُ عَنِ الدُّجَى لَمْ تُجرَرِ |
فكأنما الجرباء لمة احلس | وَلَهَا المَجَرّة ُ مَفرِقٌ لَمْ يُسْتَرِ |
افشي حنين ركابهم سر السرى | لغباً فاضمر في نزائع ضمر |
نَحَرُوا بِهَا نَحْرَ الفَلاة ِ، وَقَلّبُوا | قلب الظلام على ذميل مسعر |
والعيس تلطم خد كل مفازة | وتريق ما ابقى المزاد وتمتري |
وَلَرُبّ مُنْذَلِقٍ تَمَنْطَقَ سَيفَه | بنجيع كل ممنطق ومسور |
ومسود بالغدر وجه وفائه | عصفرته بشبا الوشيج الاسمر |
فشفيت غل النفس من حوبائه | نهلا يعل من الدم المتمنجر |
خلع الحياة جناته وصوارمي | خلعت عليه يلمقاً لم يزرر |
وَلَقَدْ رَمَيتُ ضَميرَهُ مِنْ خَشيَتي | باحد من طرف السنان واعقر |
ولرب روع رعته بفوارس | قَلَبُوا صُدورَ رِماحِهِمْ للأظْهُرِ |
فكَدَرْتُ تحتَ النّقعِ، من جَبَهاتهِم | مثلَ النّجومِ عَلى العَجَاجِ الأكْدَرِ |
وَهُمُ الأُلى رَبّتْ لَهُمْ أحسَابُهُمْ | وَلَدَ المَعَالي في حُجُورِ الأعصُرِ |
مِنْ كُلّ أبْلَجَ مُذْ تَلَثّمَ وَجهُهُ | بالنّفْعِ في طَلَبِ العُلَى لمْ يُسفِرِ |
ما زَالَ يَخطِرُ في غَمامَة ِ قَسطَلٍ | بَينَ العَوَالي، أوْ قَميصِ سَنَوَّرِ |
لا يَتّقي الشّمسَ، الظّهائرَ، إنْ سرَى | إلاّ بظِلّ قَناً وَعَارِضِ عِثْيَرِ |
في مَعْرَكٍ سَحَبَ العَجاجُ ذَوَائِباً | سُوداً بِهِ، فَوْقَ النّجيعِ الأحْمَرِ |
افل السنان عن الطعان كأنه | فَكَأنّ كُلّ حَشًى رِبَابَة ُ مَيسِرِ |
عثرت بارياش القشاعم شمسه | والطعن في هبواته لم يعثر |
نثرت على بيض الكماة دراهاً | فَنُثِرْنَ ضَرْباً، وَهيَ لَمْ تتنَثّرِ |
لم تشعر الهامات عند نثارها | بقرارها فكأنها لم تنثر |
يجرون وهي مقيمة لكنها | خطارة من مغفر في مغفر |
من مبلغ عني القبائل انني | مُتَوَطّنٌ عُنقَ العَلاءِ بِمَفْخَرِ |
اشرعت ضم الجود مشرع تالدي | فامتَاحَهمْ، وَطِلاحُهمْ لم تَصْدُرِ |
جَاءَتْ كمَا جَاءَ الشّهابُ مُضِيئَة ً | تجلو الاسى عن قلب كل مفكر |
من خاطر خطرت به همم العلى | وَالشِّعْرُ بَعْدُ بِقَلْبِهِ لمْ يَخْطُرِ |
نائي الخَنا، داني النُّهَى ، صَافي السَّدى | ضَافي العَطَايَا، وَالعُلَى وَالمَفْخَرِ |