اما ذعرت بنا بقر الخدور
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
اما ذعرت بنا بقر الخدور | وغزلان المنازل والقصور |
عشية ما التفتن على رقيب | ولا استحيين من نظر الغيور |
اما والله لو اطلقت شوقي | لفاض على الترائب والنحور |
اكنت معنفي لما التقينا | على وطر من الدمن الدثور |
نبل من الدموع على زفير | مراتع ذلك الظبي الغرير |
وَقَدْ أظمَا الهَوَى مِنّا قُلُوباً | كرعن من الصبابة في غدير |
وللسير التدام في المطايا | وَللبَيْنِ احْتِدامٌ في الصّدُورِ |
احين جذبتم الاوطان عنا | بِأعْنَاقِ المُخَطَّمَة ِ النَّفُورِ |
وَجَدْنَ الشّجْوَ في نَغَمِ الأغاني | وَنَشْوَ الشّوْقِ في نُطَفِ الخُمورِ |
بواقينا تتيم بالمواضي | وزئرنا يتيه على المزور |
سقى الله البطاح وما تصدى | لنا بين الخورنق والسدير |
وَآرَاماً برَامَة َ، كُلَّ غَيْثٍ | تَمَلّسَ مِنْ سَحَائِبِهِ مَطِيرِ |
فَفِيهَا هَزّني أرَجُ الخُزَامَى | وَأعْداني عَلى نَارِ الهَجِيرِ |
قبضت يد السحاب بفيض دمعي | وَأسْكَتُّ الحَمَايمَ بالزّفِيرِ |
ركبت اليك اعجاز الليالي | أخُوضُ مِنَ المَسَاءِ إلى البُكُورِ |
وَفِتْيَانٍ تَهُزُّهُمُ المَذاكي | بِأطْرَافِ الحَمَايِل وَالسّيُورِ |
فَجِئْتُكَ رَاكِباً صَهَوَاتِ دَهْرٍ | كَثِيرِ وَقَائِعِ الجَدّ العَثُورِ |
لحَى اللَّهُ امرأً يَنْضُو حُسَاماً | فيجبن وهو ملآن الضمير |
اما في هذه الدنيا نجيب | يساعدني على حرب الدهور |
فنشرب آجن الغدران فيها | اذا ماالذل حام على النمير |
وَنَلْقَى أشْهبَ الأمْوَاهِ تَرْمي | برغبتنا الى شبه البحور |
أبِيتُ، إذا المَطامِعُ أيْقَظَتْني | ألاحِظُهُنّ عَنْ طَرْفٍ كَسِيرِ |
واملأ مقلتي من العوالي | إذا امتَلأتْ مَنَ العَلَقِ الغَزِيرِ |
ويعجبني اطيط الرحل ترمي | أزِمّتُهُ السّهُولَ إلى الوُعُورِ |
وَلا أرْضَى مُصَاحَبَة َ الهُوَيْنَا | الى طرق المطالب والشقور |
وَيَصْحَبُني ذُؤالَة ُ مُسْتَرِيباً | يبشخصي في الاماعز كالخفير |
لأنّي مَا تَحَيّفَني زَمَانٌ | فاحوجني الحسام الى نصير |
ولا اقتضت الهواجر لثم خدي | فَماطَلَها لِثَامي عَنْ سُفُورِي |
وكنت اذا توعدني قبيل | وَرَبّى الطّعْنَ في البِيضِ الذّكورِ |
رَمَيتُهُمُ بِمُحتَبِلِ الأعَادِي | وقاطع حبوة الملك الخطير |
كَأنّي لَمْ أشُقّ عَلى اللّيَالي | بحرب أو خصام أو مسير |
ولا اضحكت سيفي في جهاد | يمزق عنه تعبيس الثغور |
عَذِيرِي مِنْ بلادٍ ليسَ تَخلُو | سوائي من مليك أو امير |
تضن وقد ضننت فما ارى | مُثَلَّمَة َ الأشَاعِرِ وَالنّسُورِ |
اذا ادنيت رجلي من ثراها | فزعت بها الى قتد البعير |
ارى تلك الصلوة بها حلالاً | فما امتاحها ماء الطهور |
وَكَيْفَ تَتِمّ في بَلَدٍ صَلاة ٌ | وجل بقاعه قبل الفجور |
فَأعْرِفُ مَنْ أرَى غَيرَ النّظِيرِ | |
تُغَمِّضُ عن وُجوههمُ الدّرَارِي | وتسحب فيهم غرر البدور |
عَلَتْ أصْوَاتُهُمْ صَوْتي، وَلكِنْ | صَهيلُ الخَيلِ يُطرِقُ للهَرِيرِ |
مضوا الا بقايا سوف تمضي | وشر القوم شذ عن القبور |
ومازالت جمام الماء تفنى | وَتُختَمُ مَدّة ُ الثَّمَدِ الجَرُورِ |
وَنِكسٍ شَاطَرَتْهُ مِنَ اللّيَالي | يدعن شيمتي كرم وخير |
فَأصْبَحَ لا يَرَى للمَالِ عِتْقاً | وتملك كفه رق البدور |
مَضَاجِعَ هَامَة ِ القَمَرِ المُنِيرِ | |
صحبنا الدهر والايام بيض | وَنَحْنُ نَوَاضِرٌ سُودُ الشّعُورِ |
فَلَمّا اسْوَدّتِ الدّنْيَا بَرَزْنَا | لها بيض الذوائب بالقتير |
تَمِيلُ عَلى مَنَاكِبِنَا اللّيَالي | بِألْوَانِ الغَدَائِرِ وَالضُّفُورِ |
وَنَرْسُبُ في مَصَائِبِهَا، وَنَطْفُو | لِغَيْرِ بَني أبِينَا بِالسّرُورِ |
اذا لحظت عزائمنا التقينا | الى مقل من الايام حور |
ترينا في جباه الاسد ذلا | وَفي حَدَقِ الأرَاقِمِ كَالفُتُورِ |
أقُولُ لِنَاقَتي، وَاليَوْمُ يَمْلا | اناء البيد من ماء الحرور |
وَقَدْ سَحَبَتْ ذَوَائِبَهَا ذُكاءٌ | عَلى قِمَمِ الجَنَادِلِ وَالصّخُورِ |
كمَا قَطَنَ العَذارَى في الخُدورِ | |
تُعَاتِبُها المَرَاتِعُ في الفَيَافي | ويشكرها الكباث الى البرير |
إذا بَابُ الحُسَينِ أضَافَ رَحْلي | اذم على المطي من المسير |
فثم الغيث معقود النواصي | وليث الغاب محلول الزئير |
أطَالَ العُشْبَ مِنَ سُرَرِ الرّوَابي | وحط الماء في قطع الصبير |
سَمَاحٌ في جَوَانِبِهِ أبَاءٌ | كحُسنِ المَاءِ في السّيفِ الشّهِيرِ |
فَتًى يَصْلَى بِأطْرَافِ المَوَاضِي | ونار الحرب طائشة السعير |
ويمشق بالعوالي في الهوادي | وَطُرْسُ اليَوْمِ مُختَلِطُ السّطورِ |
يَرُدّ الشّمسَ مَطُروفاً سَنَاهَا | وَقَدْ حُجِبَتْ بأجْنِحَة ِ النّسُورِ |
همام جر ارسان المعالي | إلَيْهِ، وَطَاسَ أطنَابَ الأُمُورِ |
يُشَاوِرُ، وَهْوَ أعْلَمُ بِالقَضَايَا | فَيَسْبُقُ رَأيُهُ قَوْلَ المُشِيرِ |
وَيُفرِغُ صَائِبَاتِ الرّأيِ فِيهَا | كافراغ النبال من الجفير |
رمى بالنار في ثغر الدياجي | وادب شيمة الكلب العقور |
لمزؤود تقاذفه المطايا | ويسنده الى ظهر حسير |
عَلى ظَلْمَاءَ قَابِضَة ٍ إلَيْهِ | بلحظ المجتلي ويد المشير |
تناعس نجمها عن كل سار | فَيَقْظٌ بَينَ رَاحِلَة ٍ وَكُورِ |
متى القاك قائدها عرابا | |
تَهَادَى كَالعَذارَى حَالِيَاتٍ | مَعَاقِدُ حُزْمِهَا بَدَلُ الخصُورِ |
فاسبح من دمائك في خلوق | وارفل من عجاجك في عبير |
اذا ركضت بساحتك الليالي | فَلا زَالَتْ تَقاعَسُ في الشّهُورِ |
وَإنْ طَالَتْ بهَا أيْدِي الأمَاني | فلا امتدت يد الوعد القصير |
وَلا زَالَتْ رِمَاحُكَ مُطْلَقَاتٍ | تُرَدّدُهَا إلى الأجَلِ الأسِيرِ |