مَنِ الرّكْبُ ما بَينَ النّقا وَالأنَاعِمِ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
مَنِ الرّكْبُ ما بَينَ النّقا وَالأنَاعِمِ | نشاوى من الإدلاجِ ميل العمائم |
وُجُوهٌ كَتَخطيطِ الدّنانِيرِ لاحَهَا | مع البيدِ أضباب الهموم اللوازم |
كأن القطاميات فوق رحالهم | سِوَى أنّهَا تَأبَى دَنِيّ المَطاعِمِ |
عَلى مُصْغِيَاتٍ لِلأزِمّة ِ سَاقَطَتْ | من النيّ ما بين الذرى والمناسم |
ذَكَرْناكمُ، وَالعِيسُ تَهوِي رِقابُها | وأيماننا مبلولة بالقوائمِ |
فأضعفنا عن حمل أسيافنا الهوى | ونقَّض منا مبرمات العزائم |
إذا هَزّنَا الشّوْقُ اضْطَرَبْنَا لِهَزّهِ | على شُعَبِ الرّحلِ اضطرَابَ الأرَاقمِ |
وخفَّت قلوب من رجالِ كما هفت | نزائع طير غدوة بالقوادمِ |
فمِنْ صَبَوَاتٍ تَستَقِيمُ لِمَائِلٍ | ومن أريحيات تهبّ بنائمِ |
وَفي الجيرَة ِ الغَادِينَ كُلُّ مُمَنَّعٍ | يشير إلينا عن بروقِ المباسمِ |
وَيَجْلُو لَنَا لَمْعَ الغَمَامِ وَبِشرَهُ | وأين لنا منه بجود الغمائم |
صَفَحْنَ إلَيْنا عَنْ خُدُودٍ أسيلَة ٍ | دَنُوَّ العَوَاطي مِنْ ظِبَاءِ الصّرَائِمِ |
ورفّعن أطراف السجوف فصرّحت | عن الوجدِ أدواء القلوب الكواتم |
وَكَيفَ تَرَاهنّ العُيُونُ، وَإنّمَا | شغلن المأقي بالدموع السواجم |
يُعاطينَ إعْطَاءَ الذَّلُولِ طَمَاعَة ً | وَيَصْدُدنَ صَدّاتِ الجِيادِ القَوَادِمِ |
زودن منا كل قلب ومهجة | وَزَوَّدْنَنَا للوَجْدِ عَضَّ الأباهِمِ |
خليليّ هل زال الأراك وقد عفت | مَغارِزُ أعْنَاقِ اللّوَى وَالمَخارِمِ |
وَكَيفَ أعَالي الرّملِ مُنذُ تَحَدّبَتْ | عَلَيها الزَّبَاني بالغَمَامِ الرّوَائِمِ |
أُحِبُّ ثَرَى أرْضٍ أقَامَ بِجَوّهَا | حَبيب إلى قَلْبي، وَإنْ لمْ يُلائِمِ |
وَأستَشرِفُ الأعلامَ حتّى تَدُلّني | عَلى طِيبِهَا مَرُّ الرّيَاحِ الهَوَاجِمِ |
وما أنسم الأرواح إلاّ لأنّها | تَجُوزُ عَلى تِلْكَ الرُّبَى وَالمَعَالِمِ |
برغميَ أنزلت الهوى عند مانعٍ | وَدُمْتُ عَلى عَهْدِ امرِىء ٍ غيرِ دائمِ |
كَأنّي أُدارِي مُهْرَة ً عَرَبِيّة ً | تَحَايَدُ عَنّي مِنْ مَنَاطِ الشّكائِمِ |
وَهذا، وما ابيَضّ السّوَادُ، فكيفَ بي | إذا الشّيب أمسى ليلة من عمائمي |
وَكنتُ أرَى أنّ الشّبابَ وَسيلَة ٌ | لمثلى إلى بيضِ الخدود النّواعم |
أنا ابن الأُلى إن ما دعوا يوم معرك | أمَدّوا أنَابِيبَ القَنَا بالمَعاصِمِ |
مِنَ القَوْمِ تَعْلُو في المَجامعِ مِنهُمُ | مناصب أعناق رزان الجماجم |
مَلِيئونَ في يَوْمِ القَضَاءِ إذا انتَدَوْا | بجدع القضايا من أنوفِ المظالم |
وإن منعوا النَصف اقتضوه وأفضلوا | على النَّصْفِ بالأيدي الطّوَالِ الغَواشِمِ |
إذا نَزَلُوا بالمَاحِلِ استَنبَتُوا الرُّبَى | وَكَانُوا نِتَاجاً للبُطُونِ العَقَائِم |
قروا في حياضِ المجد واستدرعوا القنا | إلى نَيلِ أعناقِ المُلُوكِ القَمَاقِمِ |
يَسِيرُونَ بالمَسعاة ِ لا السّعيُ بالخُطى | وَيَرْقَوْنَ بالعَلْيَاءِ لا بالسّلالِمِ |
وَمَا مِنهُمُ إلاّ امرُؤٌ شَبّ نَاشِئاً | على نَمَطَيْ بيضَاءَ مِنْ آلِ هَاشِمِ |
فتى لم توركه الإماء لوم تكن | أعارِيبُهُ مَدْخُولَة ً بالأعَاجِمِ |
إذا همَّ أعطى نفسه كلّ منية | وقعقع أبواب الأمور العظائم |
وَمَا اتّخَذُوا إلاّ الرّمَاحَ سُرَادِقاً | ولا استنوروا إلاّ بضوءِ اللهاذم |
وَما فيهِمُ مَن يَقسِمُ القَوْمُ أمرَهُ | وَلا ضَارِعٌ يَنقادُ طَوْعَ الخَزَائِمِ |
ولا واهن إن عضه الأمر هابه | وَألقَى مَقاليدَ الذليلِ المُسَالِمِ |
يبيتُ على خورِ الحشايا وغيره | عَلى ظَهرِ جَمّاحٍ من اللّيلِ عَارِمِ |
لَنَا عَفَوَاتُ المَاءِ مِن كُلّ مَنهَلٍ | مَوَارِدُ آسَادِ العَرِينِ الضّرَاغِمِ |
أبى العزم إلاّ وثبة في ظهورها | إذا أثقلت أعناقها بالمغارمِ |
عوابس إن قُلّقن يوما لغاية | هَتَمنَ بِنَا رَوْقَ الرُّبَى وَالمَخارِمِ |
وَكَيفَ أخافُ اللّيلَ أنّى رَكِبتُهُ | وبيني وبين الليل بيض الصوارم |
وجمع إذا هزوا اللواءَ تجاوبت | جَوَانِبُهُ مِنْ أزْمَلٍ وَزَمَازِمِ |
له لغط من اصطكاك رماحه | تنق عواليها نقيق العلاجم |
وَتَحسَبُهُ مِمّا تَضَايَقَ وَاقِفاً | وَما رَدّ مِن غَرْبِ الجِيادِ الصّلادِمِ |
به كل هفاف القميص شمردل | تَفَرّجَ عَنْ وَجْهٍ نَقيّ المَقادِمِ |
بطعنٍ كما انعطّ الأديم أرقه | تَعاوُرُ أيْدي الخارِزَاتِ الخَوَازِمِ |
وَتَعرِفُ في عِرْنِينِهِ المَجدَ سَاهِماً | عَلى عَقِبِ الإدْلاجِ، أوْ غَيرَ ساهِمِ |
لَوَيْتُ إلى وُدّ العَشِيرَة ِ جَانِبي | عَلى عُظْمِ داءٍ بَينَنا مُتَفَاقِمِ |
ونمت عن الأضغانِ حتى تلاحمت | جَوَائِفُ هاتِيكَ النُّدوبِ القَدائِمِ |
وَقَلّمتُ أظْفارِي، وَكُنتُ أعِدّها | لتمزيق قربى بيننا والمحارم |
وَرَوّحتُ حِلمي بعدَما غَرّبَتْ بِهِ | ذُنوبُ بني عَمّي غُرُوبَ السّوَائِمِ |
وأوطأت أقوال الوشاة أخامصي | وَقَد كانَ سَمعي مَدْرَجاً للنّمائِمِ |
وسالمت لما طالت الحرب بيننا | إذا لم تظفرك الحروب فسالم |
وَقَدْ كنتُ أُصْميهم بعُورٍ نَوَافِذٍ | تَئِنّ لهَا الأعرَاضُ يَوْمَ الخَصَائِمِ |
صَوَائِبَ مِنْ نَبلِ العَداوَة ِ لمْ تَزَلْ | تعطّ قلوباً من وراء الحيازم |
سيرضون مني عن إيادِ كوامل | ومن قبلِ ما نيلوا بأيد كوالم |
قضيت بهم حقّ الحفائظ مدة | وَلا بُدّ أنْ أقضِي حُقوقَ المَكارِمِ |
فإن عاودوا رجمي بغيب فإنّها | جنادل عندي ملء كفّ المُراجم |
وَكَمْ عَجَموني، فانسَلَلتُ مُهذَّباً | أثّر عودي في النيوب العواجم |
وبي يستسيغُ الرّيق قومٌ وإنني | إذا شِئتُ، من قوْمٍ شجاً في الحَلاقِمِ |
إذا لم يكن إلا الحمام فإنني | سأُكرم سمعي عن مقال اللوائم |
وَألْبَسُها حَمْرَاءَ تَضْفُو ذُيُولُهَا | من الدم بعداً عن لباس الملاوم |
فمن قبل ما اختار ابن الأشعث عيشه | على شرفٍ باقٍ رفيع الدعائم |
فطار ذميماً قد تقلد عارها | بشر جناح يوم دير الجماجم |
وَجاءَهُمُ يَجْرِي البَرِيدُ برَأسِهِ | وَلمْ يُغْنِ إيغالٌ بِهِ في الهَزَائِمِ |
وَقد حاصَ من خوْفِ الرّدى كلَّ حيصَة ٍ | فلم ينج والأقدار ضربة لازم |
وَهذا يَزِيدُ بنُ المُهَلّبِ نَافَرَتْ | بهِ الذّلَّ أعرَاقُ الجُدودِ الأكارِمِ |
وَقالَ، وَقد عَنّ الفِرَارُ أوِ الرّدى | لحَى اللَّهُ أخزَى ذِكرَة ً في المَوَاسِمِ |
وما غمرات الموت إلا انغماسة | ولا ذي المنايا غير تهويم نائم |
رَأى أنّ هذا السّيفَ أهوَنُ مَحمَلاً | من العارِ يبقى وسمهُ في المخاطمِ |
وَمَا قَلّدَ البِيضَ المَباتِيرَ عُنقَهُ | سِوَى الخَوْفِ من تَقليدِها بالأداهِمِ |
فعافَ الدّنايا وَامتَطَى المَوْتَ شامِخاً | بِمَارِنِ عِزٍّ لا يَذِلُّ لِخَاطِمِ |
وقد حلّقت خوف الهوان بمصعب | قَوَادِمُ أبّاءٍ كَرِيمِ المَقَاوِمِ |
عَلى حِينَ أعطَوْهُ الأمَانَ، فَعَافَه | وخُيّر فاختار الرّدى غير نادم |
وَفي خِدْرِهِ غَرّاءُ مِنْ آلِ طَلْحَة ٍ | عَلاقَة ُ قَلْبٍ للنّدِيمِ المُخَالِمِ |
تُحَسِّبُ أيّامَ الحَيَاة ِ، وَإنّهَا | لأَعذب من طعمِ الخلودِ لطاعم |
ففارقها والملك لما رآهما | يَجُرّانِ إذْلالَ النّفُوسِ الكَرَائِمِ |
وَلمّا ألاحَ الحَوْفَزَانُ مِن الرّدَى | حداه المخازي رمح قيس ابن عاصم |
وَغادَرَها شَنعاءَ إنْ ذُكِرَتْ لَهُ | من العارِ طاطا رأس خزيان واجمِ |
لذاك مُني بعد الفرار أمية | بشِقشِقَة ٍ لَوْثَاءَ مِنْ آلِ دارِمِ |
وَسَلَّ لهَا سَلَّ الحُسَامِ ابنُ مَعمَرٍ | فكّر على أعقابِ ناب بصارمِ |
تورد ذكري كل نجدٍ وغائر | والجم خوفي كل باغ وظالمِ |
وَهَدّدَ بي الأعداءَ في المَهدِ لمْ يَحِن | نُهوضِي، وَلمْ أقطَعْ عُقودَ تَمائِمي |
وعنديَ يوم لو يزيد ومسلم | بَدا لهمَا لاستَصْغَرَا يَوْمَ وَاقِمِ |
على العزّ متْ لا ميتة مستكينة | تزيل عن الدّنيا بشمِّ المراغمِ |
وَخاطِرْ على الجُلّى خِطارَ ابنِ حُرّة ٍ | وَإنْ زَاحَمَ الأمرُ العَظيمُ، فزَاحِمِ |