أيُّ طَوْدٍ دُكّ مِنْ أيّ جِبَالِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أيُّ طَوْدٍ دُكّ مِنْ أيّ جِبَالِ | لقحت أرض به بعد حيال |
مَا رَأى حَيُّ نِزَارٍ قَبْلَهَا | جَبَلاً سَارَ عَلى أيدي الرّجالِ |
عجباً أصبحت للضيم وما | نَثَرَ الطّعْنُ أنَابِيبَ العَوَالي |
فَإذا رَامي المَقَادِيرِ رَمَى | فدروع المرء أعوان النّصال |
قاده المقدار قسراً بعد ما | أكْرَهَ السُّمْرَ عَلى المَقّ الطَّوَالِ |
وأبال الخيل في كلّ حمى | يمنع الماطر منهل العزالي |
مِثلَ عِقْبَانِ المَوَامي دُلَّحاً | راشها قرع الحنايا بالنبال |
حَامِلاً عَنْ قَوْمِهِ العِبْءَ، وَما | حَمِدُوا عُرْعُرَة َ العَوْدِ الجُلالِ |
أيّهَا القَبرُ الذِي أمْسَى بِهِ | عاطل الأرض جميعاً وهو حالي |
لم يواروا بك ميتاً إنّما | أفرغوا فيك ذنوباً من نوال |
طال ما لاذ به المال كما | لاذَتِ الإصْبِعُ يَوْماً بالقَبالِ |
حَمَلُوهُ بَازِلاً مُحْتَقِراً | دلجُ الليل ولزات الحبال |
إن غدا مجدوعة إشرافه | فالبُنَى وَافِيَة ٌ، وَالمَجدُ عَالي |
عقروا ليثاً ولو هاهوا به | كانَ بَعدَ العقرِ أرْجَى للصِّيالِ |
وكذا الأيام من قارعها | تركَتْ فِيهِ عَلاماتِ النّزَالِ |
عَقَلُوهُ بَعْدَمَا جَازَ المَدَى | وطوى شأو مساع ومعالي |
وكذا السابق يوما بعنان | يحرز السبق ويوما بعقال |
قمت عنها بعد ما عج بها | وَرَمَى أوْسُقَهَا بُزْلُ الجِمَالِ |
وانتزعت النصل من مقلتها | بَعدَ غَايَاتِ نِزَاعٍ وَمَطَالِ |
لَيتَهُمْ أعْطَوْكَ إنْ لمْ يَعدِلُوا | بُسْلَة َ الرّاقي مِنَ الدّاءِ العُضَالِ |
نتجوا في المجد ما ألقحته | رُبّمَا أوْقَدَ نَاراً غَيرُ صَالي |
وَكَأنّي خِلَلَ الغَيْبِ أرَى | نَغرَة ً مِنْ جُرْحها بَعدَ اندمالِ |
وَإذا الأعْداءُ عَدّوكَ لَهَا | سَلّمُوا فَضْلَكَ مِن غَيرِ جِدالِ |
لا أضَاعُوا رَابِئاً في قُلّة ٍ | كَلأَ المَجدِ، وَقَدْ نَامَ الكَوَالي |
يَوْمَ للشِّعْبِ دِهَانٌ مِنْ دَمٍ | وَالمَوَاضِي للمَقَادِيمِ فَوَالي |
في فُتُوٍّ شَيّعُوا أرْمَاحَهُمْ | أمم الموت إلى الطعن عجال |
بخِفَافٍ فَوْقَ أيْمَانِ رِجالٍ | وثقال فوق أعناق رجال |
قُضُبٌ، يَوْمُ صَداها في الوَغَى | بالطلى أطول من يوم الصقال |
لَكَ مِنْهَا نَاحِلٌ تَعصَى بهِ | يَوْمَ أبْدَلْنَ عَصِيّاً بِعَوَالي |
تلحم الأعداء منها جازراً | يَنقُلُ اللّحْمَ إلى غَيرِ عِيَالِ |
قد قدحت العزّ زنداً غير كاب | وَلَبِسْتَ المَجدَ بُرْداً غَيرَ بَالي |
وإذا أغلى الورى أكرومة | وَجَدُوا عِندَكَ أثْمَانَ الغَوَالي |
إنّ للطّائِعِ عِندِي مِنّة ً | وَحِمًى قَدْ بَلّهَا لي بِبلالي |
ليس ينسيها وإن طال المدى | مرّ أيام عليها وليالي |
فاتني منك انتصار بيميني | فَتَلافَيْتُ انْتِصَاراً بِمَقَالي |
لا عَجِيبٌ حِفظُ كَفٍّ لِبَنَانٍ | وَوَفَاءٌ مِنْ يَمِينٍ لِشِمَالِ |
عزّ من أمسى معدّاً ظهره | أخذا الأهبة يوماً للزيال |
يَنظُرُ الدّنْيَا بعَينَيْ نَاهِضٍ | مَطَرٌ يَنْفضُ أنْداء الطّلالِ |
ينشط البلغة من آكلها | نشطة المطرود ولَّى وهو خالي |
لا يَرِمْ قَبرَكَ مِبرَاقُ الذُّرَى | مُنجِدَ الأعناقِ غَوْرِيَّ التّوَالي |
كلما عج رمى في عُرْضه | شُعَلَ البرق الرباب المتعالي |
كرهاءَ الدهم لاقيت به | في رعال يتعدى برعال |
تُطْلِقُ الصَّرّة َ مِنْ أخْلافِهِ | أُمُّ أوْبَينِ: نُعَامَى وَشَمَالِ |
أُلحِقَتْ شَعّاعَة ُ الرّيحِ كَمَا | جرت الخيل رعابيب الحلال |
لا أرى الدمع كِفاء للجوى | ليس إن الدمع من بعدك غالي |
وبرغمي أن كسوناك الثرى | وَفَرَشْنَاكَ زَرَابيَّ الرّمَالِ |
وَهَجَرْنَاكَ عَلى ضَنّ الهَوَى | رب هجران على غير تقالي |
أيها الظاعن لا جاز الحيا | أبداً بعد بالحي الحلال |
كنتَ في الأحجالِ أرْجُوكَ، وَلا | أرتجي اليوم عظيماً في الحجال |
كُلُّ مَأسُورٍ يُرَجّى فَكُّهُ | غير من أصبح في قيد الليالي |
نسب كالشمس أوفيت به | في المعالي بين نجم وهلال |
زلق المرقى بعيد المنتمى | في قنان للمساعي وقلال |
تقصر الألحاظ عنهن فما | ظن من مدّ يديه للمنال |
في الروابي من معد والذرى | نُهِزَ المَجْدُ بِعَادِيّ السّجَالِ |
وَإذا مَا الأرْضُ كَانَتْ شَوْكَة ً | خطروا فيها على غير نعال |
كل راق مرّ بالنجم إلى | قنن السؤدد والمجد الطوال |
معشر إن غابت الأرض بهم | لم يغيبوا عند مجد وفعال |
كلما ازدادت بلى ً أعظُمُهم | نشرتهم سمعٌ غير بوالي |
وَالعُلَى مَا لمْ يَرُبّوا دارَهَا | طُرُقٌ عُوجٌ، وَأطْلالٌ خَوَالي |
ضَمِنَتْ مِنهُمْ قَرَارَاتُهُمُ | عَمَدَ المَجدِ، وَأرْكَانَ المَعَالي |
لا تقل تلك قبور إنما | هي أصداف على غير لأل |