77- وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم . - شذور الذهب من ذكرى سَفْرَة عجَب - أم هانئ
مدة
قراءة المادة :
6 دقائق
.
تقول صاحبتنا:ولم تكن تدري تلك العجوز كم كانت مصيبة حين حمدت الله على عودتنا القريبة: ليس بشأني أنا - فقط - كان ذلك من اللطف والخير؛ بل لأن جميعهم قد حدث لهم ما أكد هذا الأمر: فـبعد قليل من عودتنا، وقع فريسة للمرض جل رفقتنا: فمن غائب عن وعيه في العناية المشددة، ومن محمومة حرارتها متقدة، وآخر يشكو قصورا في كليتيه، بينما آخر يشكو التهابا في رئتيه، ورفيقة تؤلمها بشدة أمعاؤها، ويشاركها في أعراض التسمم زوجها، والبقية: ما بين ضعف عام، أو نزلة برد أوزكام، ولا أذكر باقي ما تفشى فينا من الأسقام؛ فلزم الجميع الفراش: إما في البيت، أوفي مشفى عام أو خاص!!
وبعد قليل من الوقت عشناه، قضى ثلاثة من رفقتنا رحمهم الإله، بينما باقي أشهر حملي عانيتُ، وظللت هكذا حتى أذن الله لي ووضعتُ، ومن العجب أني لم أرزق بغيرهذا الولد؛ فلله وحده الحمد !!
الشاهد: أننا ظللنا جميعا شهورا نعاني آثار تلكم السفرة وخيبة الأماني.
نعم كانت تلك سفرة عجب، كم من الله علينا فيها من خير وعلم وتجربة وأدب!!
ثم فيما بعد لما امتنََّ الله علينا وتدارسنا كتاب الحج من الفتح، وغيره من كتب الفقه؛ حينها حمدنا الله بجد على رحمته سبحانه حين قدرعلينا عدم تمام الحج؛ فكم كنا سنخطئ ونسيء بينما كنا نتوهم الإحسان والتوفيق، ثم امتن الله على جلنا بعد، فرزقنا بفضله أداء فريضة الحج.
ذهب بعضنا فرادى، بينما رُزق آخرون بعض صحبته المرادة، إلا أن حجتنا كانت - بفضل الله - بعد على علم ، بعيدة عن الشبهات، وأبعد عن مخالفة أولى الأمر والتشكيك في صحة النيات.
(1)
ويتبـع بالخاتمة .
----------------------------------------------------------------
( 1).....
ووافقه عضــــو هيئة كبار العلماء الدكتور علي الحكمي على عدم جواز التخلف في موسم العمرة رغبة في الحج، وأرجع عدم الجواز إلى مخالـــفـــــة أنظمة ولي الأمر الذي يحرص عبر قراراته على ترتيب حـيـــــاة الناس، مشيرا إلى أهمية اتباع الأنظمة حفاظا على الذين لم يتسن لهم أداء الفريضة، منوها بالاعتقاد الخاطئ بجواز المخالفة قائلا: «يسهم ذلك في التخفي عن الناس، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس».
وأضاف قائلا : هل يطمئن المخالف ويعيش بأمان عند فعله ذلك، مستشهدا بحديث الرسول صلى الله عـلـيـه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)، لافـتـــا إلى أن هــــذا العــمل يحوي مخالفــــات عدة، ـ غير التي وردت ـ كالإقامة بطرق غير قانونية، والتوقـــع من المخالف ارتكاب الجرائم لعدم وجود هويات تثبت شخصيته، وطالب باتباع الجميع للأنظمة، وعدم تعريض الإنسان نفسه لما لا يجوز.
خداع للنفس
إلى ذلك أكد الداعية الإسلامي الدكتور علي المالكي، على وجوب التجرد من النوايا المخالفة لمن أراد الحج، معتبرا المخالفة معصية، ربما يأثم الإنسان عليها عند الله.
وقال: «توقيع الحاج أو المعتمر على الأوراق بمثابة المعاهدة»، مؤكدا عدم صحة نقض العهد وخصوصا في أهم أشهر الله، لافتا إلى أن المخالف حجه صحيح وإن تخلله الإثم.
واستغرب المالكي، تغيير النيات رغم تأكيد الرسول صلى الله عليه وسلم عليها بقوله: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) وقال: «من الخطأ أن يكون من بين الحجيج الذين يباهي الله بهم ملائكته، من يخالف في الحج، كالذي يدخل بطرق غير نظامية، ثم يرجو العودة كيوم ولدته أمه».
واصفا كل من يرتكب هذه المخالفات بالمخادع لنفسه وليس للذين آمنوا.
تجنب المتاهات
من جانبه، أشار عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم الدكتور خالد المصلح إلى ضرورة مراعاة الترتيبات التي تنظمها الجهات المختصة، منوها بأن مخالفة القرارات تفوت على الشخص الحج المبرور، فليس كل حج صحيح يكون مبرورا، لافتا إلى أن الحج للمستطيع، كما قال تعالى في الآية: (ولله على الناس حـــج البيت من استطاع إليه سبيلا)، وقوله سبحانه: (فاتقوا الله ما استطعتم)، وعدد بعض الأضرار الناجمة عن التخلف، كجــرائم الســـرقات وأخذ المال بغير حق، والسبب قلـــة ذات اليد، مـناديا بحفظ النفس ، وعدم إدخالها في هذه المتاهات، مشيرا إلى أضرار المخالفين على غيرهم، كأذية الحجاج والمعتمرين بالسكنى في الطــــرقـــات، وتضييق المرافق، وخلص إلى القول: «الحج إن اكتملت أركانه وواجباته، فهو صحيــــح، وإن حوى هذه المخالفة».
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20110909/Con20110909443621.htm