أرشيف المقالات

أربعوا على أنفسكم في أمر زكاة الفطر! - محمد سلامة الغنيمي

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
كل عام في نفس التوقيت تستنذف طاقاتنا وتهدر أوقاتنا وتستجلب عداواتنا بدلا من صرف جهودنا الفكرية وطاقاتنا المادية تجاه مشكلاتنا التي أقعدتنا عن الأمم فقرا وجهلا ومرضا.
فتنصب التهم وتكال المعايب على من يجيز إخراج القيمة، حنانيكم! فتلك والله قسمة ضيزى! وهل من قال بجواز المال انطلق في رأيه من بنات أفكاره؟!
إن عملية استنباط الحكم من النص تمر بعمليات ومراحل يعرفها أهلها ولابد لها من استيفاء شروط وانتفاء موانع، وهم أهلها وواضعوها، فهل يجوز لنا أن نصف دواء لمريض أو أن نتدخل في تخصص من التخصصات ولسنا من أهله؟!
يا أخوة المسألة راجح ومرجوح ولا ننكر على الطرفين فكلاهما اجتهد مع النص، وهذا علم سبروا غوره وأدركوا قعره وجهلناه نحن.
حكم به معاذ بن جبل ولم ينكر عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه، قال به الإمام أبو حنيفة ومحمد بن الحسن وأبو يوسف وزفر وأصحابهم جميعا، وقال به من التابعين سفيان الثوري، والحسن البصري، والخليفة عمر بن عبد العزيز ، وقال به البخاري ، أما شيخ الاسلام فقد رجح إخراج القيمة عند الحاجة ونسبه للإمام أحمد.
وغيرهم كثيييييير
فهل كل هؤلاء المجتهدين قد ضربوا بالنص عرض الحائط وفضلوا رأيهم؟! أم أنهم جهلوا مراد الشارع وأدركناه؟!
وللعلم أنني مازلت أخرجها قوتا عن أهلي من يفوضني من أهل الحي الذين أعيش بينهم، ولله در الشافعي الذي قال: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
فلماذا لا يسعنا ما وسع علمائنا؟! فقد اختلفوا ولم يفترقوا.
والسبب في ذلك يرجع إلى الاستدعاء الفردي للنصوص من غير إدراك لمألاتها ومن غير امتلاك أداوتها.
 

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢