سيسكتني يأسي وفي الصدر حاجة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سيسكتني يأسي وفي الصدر حاجة | كمَا أنْطَقَتْني وَالرّجالَ المَطامِعُ |
بضائع قول عند غيري ربحها | وَعِندِيَ خُسْرَانَاتُهَا وَالوَضَائِعُ |
غرَائبُ لوْ هُدّتْ على الطّوْدِ ذي الصّفا | اصاخ اليها يذبل والقعاقع |
تُضَاعُ كما ضَاعَتْ خَلاة ٌ بِقَفْرَة ٍ | زَفَتْهَا النُّعَامَى وَالرّيَاحُ الزّعَازِعُ |
كان لساني نسعة حضرمية | طَوَاها، وَلمْ تَبلُغْ لهَا السّوْمَ، بَائِعُ |
لقَد كان لي عن باحَة ِ الذّلّ مَذهَبٌ | ومضطرب عن جانب الضيم واسع |
وما مدَّ ما بيني وبين مذاهبي | حجاز ولا سدت عليَّ المطالع |
اكن ثناي وابن فعلاء معرض | لئن انت لم تسمع فعرضك سامع |
ولو ما جزيت القرض بالعرض لم يضع | فان الندى عند الكرام ودائع |
سَيُدْرَى مَنِ المَغْبُونُ مِنّا وَمنكُمُ | اذا افترقت عما تقول المجامع |
وهل تدعي حفظ المكارم عصبة | لِئَامٌ، وَمِثلي بَينَها اليَوْمَ ضَائِعُ |
نَعَمْ لَستُمُ الأيدي الطّوَالَ فعاوِنُوا | على قَدرِكُم، قَد تُستَعانُ الأصَابِعُ |
إذا لمْ يكُنْ وَصْلي إلَيكُمْ ذَرِيعَة ً | فَيا لَيتَ شِعرِي ما تكونُ الذّرَائِعُ |
ارى بارقاً لم يروني وهو حاضر | فَكَيْفَ أُرَجّي رَبّهُ، وَهوَ شاسِعُ |
واخلف شيمي كل برق اشيمه | فلا النؤ مرجو ولا الغيث واقع |
سأذهَبُ عَنكُمْ غَيرَ باكٍ عَلَيكُمُ | وَمَا ليَ عُذْرٌ أنْ تَفيضَ المَدامِعُ |
وَأهجُرُكُمْ هَجرَ المُفيقِ من الهَوَى | خَلا القَلبُ منهُ وَاطمَأنّ المَضَاجِعُ |
وَأعْتَدُّ فَجّاً أنْتُمُ مِنْ حِلالِهِ | ثَنِيّة َ خَوْفٍ، مَا لهَا اليَوْمَ طالِعُ |
وَما مَوْقفي وَالرّكبُ يرْجو على الصّدى | مَوَارِدَ قَدْ نَشّتْ بهِنّ الوَقَائِعُ |
افارقكم لا النفس ولهى عليكم | ولا اللّبّ مَخلوسٌ وَلا القلبُ جازِعُ |
ولا عاظفاً جيدي اليكم بلفتة | من الشوق ما سار النجوم الطوالع |
وَلا ذاكِراً مَا كانَ بَيْني وَبَيْنَكُم | مراجعة ان المحب المراجع |
نَبَذْتُكُمُ نَبْذَ المُخَفِّفِ ثِقْلَهُ | واني لحبل منَّة ُ الغدر قاطع |