إنْ كَانَ ذاكَ الطّوْدُ خَـ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنْ كَانَ ذاكَ الطّوْدُ خَـ | ـرَّ، فَبَعدَما استَعلى طَوِيلا |
مُوفٍ عَلى القُلَلِ الذّوَا | ب في العلى عرضاً وطولا |
قَرْمٌ يُسَدِّدُ لَحْظَهُ | فَتَرَى القُرُومَ لَهُ مُثُولا |
ويُرى عزيزاً حيث | ـلَّ، وَلا يَرَى إلاّ ذَليلا |
كَاللّيثِ، إلاّ أنّهُ | مَ تَعُودُ باللّيّانِ حُولا |
وعلا على الأقران لا | مثلاً يعد ولا عديلا |
من معشر ركبوا العلا | وَأبَوْا عَنِ الكَرَمِ النّزُولا |
غرّ إذا نسبوا لنـ | كِ على العُلى جِيلاً، فجيلا |
كرموا فروعاً بعد ما | طابُوا، وَقد عُجموا أُصُولا |
نسب غدا روَّاده | يستنجبون لنا الفحولا |
يا نَاظِرَ الدّينِ الّذِي | رَجَعَ الزّمَانُ بِهِ كَلِيلا |
يا صَارِمَ المَجْدِ الّذِي | مُلِئَتْ مَضَارِبُهُ فُلُولا |
يا كوكب الأحساب أعجـ | ـجَلَكَ الدُّجَى عنّا أُفُولا |
يا غارب النّعم العظام | مِ غَدَوْتَ مَعموراً جَزِيلا |
يا مصعب العلياء قادتـ | ـك العّدا نقضاً ذلولا |
لهفي على ماضٍ قضى | ألاّ تَرَى مِنْهُ بَدِيلا |
وزوال ملك لم يكن | يَوْماً يُقَدَّرُ أنْ يَزُولا |
ومنازل سطر الزّمانُ | على معالمها الحؤولا |
مِنْ بَعْدِ مَا كَانَتْ عَلى الأ | يّامِ مَرْبَأة ً زَلُولا |
والأسد ترتكز القنا | فيها وترتبط الخيولا |
من يسبغ النّعمَ الجسام | ويصطفي المجد الجزيلا |
مَنْ يُنْتِجُ الآمَالَ يَوْ | تعود الليَّان حولا |
من يورد السمر الطوال | ويطعمُ البيض النصولا |
من يزجر الدّهر الغشوم | ويكشف الخطب الجليلا |
وتراهُ يمنع دوننا | وَادي النّوَائِبِ أنْ يَسيلا |
هَذا، وَكَمْ حَرْبٍ تَبُـ | سدَ سطوتُها الغليلا |
صماء تخرس آلها | إلاّ قِرَاعاً، أوْ صَهِيلا |
وَالخَيْلُ عَابِسَة ٌ تَجُـ | من العجاج بها ذيولا |
أجتَابُ عَارِضَهَا، وَقَدْ | رَحَلَ المَنُونُ بِهِ هَمُولا |
كالثّائر الضرغام أن | لَبِسَ الوَغى دَقّ الرّعيلا |
صانعت يوم فراقه | قَلْباً، قَدِ اعتَنَقَ الغَلِيلا |
ظعن الغنى عنّي وحوَّ | ـوَّلَ رَحْلَهُ إلاّ قَلِيلا |
إنْ عَادَ يَوْماً عَادَ وَجْـ | ـهُ الدّهْرِ مُقْتَبِلاً جَمِيلا |
ولئن مضى طوع المنون | مُؤمِّماً تِلْكَ السّبِيلا |
فلقد تخلف مجده | عِبْأً عَلى الدّنْيَا ثَقِيلا |
وَاستَذْرَتِ الأيّامُ مِنْ | نَفَحَاتِهِ ظِلاًّ ظَلِيلا |