أبَا حَسَنٍ! أتَحسَبُ أنّ شَوْقي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أبَا حَسَنٍ! أتَحسَبُ أنّ شَوْقي | يَقِلّ عَلى مُعارَضَة ِ الخُطُوبِ |
وانك في اللقاء تهيج وجدي | وامنحك السلو على المغيب |
وَكَيْفَ، وَأنْتَ مُجتَمَعُ الأماني | ومجني العيش ذي الورق الرطيب |
يهش لكم على العرفان قلبي | هشاشته الى الزور الغريب |
وَألفُظُ غَيرَكُمْ، وَيَسوغُ عندي | ودادكم مع الماء الشروب |
ويسلس في اكفكم زمامي | وَيَعْسُو عِندَ غَيرِكُمُ قَضِيبي |
وَبي شَوْقٌ إلَيْكَ أعَلَّ قَلْبي | وَمَا لي غَيرَ قُرْبِكَ مِنْ طَبيبِ |
أغَارُ علَيكَ من خَلَوَاتِ غَيرِي | كما غار المحب على الحبيب |
وَما أحظَى ، إذا مَا غِبتَ عَنّي | بحسن للزمان ولا بطيب |
أُشَاقُ، إذا ذَكَرْتُكَ من بَعيدٍ | واطرب ان رأيتك من قريب |
كانك قدمة الامل المرجى | عَلَيّ، وَطَلْعَة ُ الفَرَجِ القَرِيبِ |
إذا بُشّرْتُ عَنْكَ بِقُرْبِ دارٍ | نَزَا قَلْبي إلَيْكَ مِنَ الوَجيبِ |
مراح الركب بشر بعد خمس | بِبَارِقَة ٍ تَصُوبُ عَلى قَلِيبِ |
أُسَالِمُ حِينَ أُبْصِرُكَ اللّيَالي | وَأصْفَحُ للزّمَانِ عَنِ الذُّنُوبِ |
وانسى كلما جئت الرزايا | عَليّ مِنَ الفَوَادِحِ وَالنُّدُوبِ |
تَميلُ بي الشّكُوكُ إلَيكَ حَتّى | اميل الى المقارب والنسيب |
وَتَقْرَبُ في قَبيلِ الفَضْلِ مِنّي | على بعد القبائل والشعوب |
أكَادُ أُرِيبُ فيكَ، إذا التَقَيْنَا | من الانفاس والنظر المريب |
واين وجدت من قبلي شبابا | يحن من الغرام على مشيب |
إذا قَرُبَ المَزَارُ، فَأنْتَ مِنّي | مكان الروح من عقد الكروب |
وَإنْ بعُدَ اللّقَاءُ عَلى اشتِيَاقي | تَرَامَقْنَا بِألحَاظِ القُلُوبِ |