لغام المطايا من رضابك اعذب
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
لغام المطايا من رضابك اعذب | ونبت الفيافي منك اشهى واطيب |
وَمَا ليَ عِندَ البِيضِ يا قَلْبِ حَاجَة ٌ | وعند القنا والخيل والليل مطلب |
أحَبُّ خَليليّ الصّفِيّيْنِ صَارِمٌ | وَأطْيَبُ دارَيّ الخِبَاءُ المُطَنَّبُ |
ذليل لريب الدهر من كان حاضراً | وحرب لدى الايام من يتغرب |
وَلي مِنْ ظُهورِ الشَّدْقَميّاتِ مَقعدٌ | وَفَوْقَ مُتُونِ اللاّحقيّاتِ مَرْكَبُ |
لِثامي غُبَارُ الخَيلِ في كُلّ غَارَة ٍ | وثوبي العوالي والحديد المذرب |
أُساكِتُ بَعضَ النّاسِ وَالقوْلُ نافعٌ | واغمد عن اشياء والضرب |
انجب واطمعني في العز اني مغامر | جَرِيٌّ عَلى الأعداءِ وَالقلبُ قُلَّبُ |
وعندي مما خوَّل الله سابح | وَأسْمَرُ عَسّالٌ وَأبيَضُ مِقضَبُ |
وليس الغنى في الخلق الا غنيمة | تُحَامي عَلَيهَا، وَالمَعَالي تَغَلّبُ |
إذا قَلّ مَالي قَلّ صَحْبي، وَإنْ نمَا | فلي من جميع الناس اهل ومرحب |
غنى المرء عز والفقير كانه | لَدَى النّاسِ مهنوءُ المِلاطَينِ أجرَبُ |
تُطالِبُني نَفْسِي بِكُلّ عَظِيمَة ٍ | ارى دونها جاري دم يتصبب |
ويأمرني الذلان ان لا اطيعها | وَأعلَمُ من طُرْقِ العُلى أينَ أذهَبُ |
اذا كان حب المرء للشي ضيعة | فأضْيَعُ شيءٍ مَا يَقُولُ المُؤنِّبُ |
انا السيف الا انني في معاشر | أرَى كُلّ سَيْفٍ فيهِمُ لا يُجَرَّبُ |
ولا علم لي بالغيب الا طليعة | من الحزم لا يخفى عليها المغيب |
أُجَرّبُ مَنْ أهوَاهُ قَبلَ فِرَافِهِ | فيصدق منه الغدر والود يكذب |
تغير لي اخلاق من كنت اصطفي | وَتَغدُرُني أيّامُ مَنْ كنتُ أصْحَبُ |
فلو لوّحت لي بالبروق سحابة | لأغضَيتُ عِلماً أنّ ما بانَ خُلّبُ |
اذا شئت فارقت الحبيب وبيننا | من الشوق ما يملي عليَّ واكتب |
وَلَيسَ نَسيبي أنّ في القَلْبِ لَوْعَة ً | وَلَكِنّني أبْكي زَمَاني وَأنْدُبُ |
وَمَا نَافِعي عِنْدَ البَعيدِ تَقَرُّبي | وَلا ضَائرِي عِندَ القَرِيبِ التّجَنّبُ |
قَرِيبُ الفَتَى دونَ الأنَامِ صَديقُهُ | وَلَيسَ قَريباً مِنهُ مَنْ لا يُقَرَّبُ |
وَمَا في نِجَادِ السّيْفِ زَيْنٌ لحامِلٍ | وَلا الزّينُ إلاّ للفَتَى يَوْمَ يَضرِبُ |
أخُو الحرْبِ مَنْ للسّيفِ فيه عَلامة ٌ | وللطعن في جنبيه طرق وملعب |
وَحَسْبُ غُلامٍ شَاهِداً بِشَجَاعَة ٍ | تَغيظُ العِدى ، أنّ القَنا منه تُخضَبُ |
الى غاية تجري الانام لنحوها | فماش بطيء مشيه ومقرب |
يغر الفتى ما طال من حبل عمره | وَتُرْخي المَنَايَا بُرْهَة ً، ثمّ تَجذِبُ |
يَقُولُونَ عَنْقَا مُغرِبٍ مُستَحيلَة ٌ | الاكل حي مات عنقاء مغرب |
يَطولُ عَناءُ العِيسِ ما دُمتُ فوْقَها | وَمَا دامَ لي عَزْمٌ وَرَأيٌ وَمَذْهَبُ |
وهون عندي ما بقلبي من الصدى | ظماءٌ تجافى مورد الماء لغب |
فما انا بالواني اذا كنت صادياً | وَلا المَاءُ يُعطيني قُوًى يوْمَ أشرَبُ |
وما الورد بعد الورد بلاَّ لغلتي | وَإنْ بَلّ ظَمأَ الداعرِيّاتِ مَشْرَبُ |
وما لي الى غير الحسين وسيلة | وَفي جُودِهِ دُونَ الرّغائِبِ أرْغَبُ |
جَرِيءٌ عَلى الأمْرِ الّذي لا يَرُومُهُ | مِنَ القَوْمِ إلاّ حازِمُ الرّأيِ أغْلَبُ |
ألا إنّ فَحْلاً سَاعَدَتْهُ نَجِيبَة ٌ | فَجَاءَ بنَجْلٍ كَالحُسَينِ، لمُنجِبُ |
وَإنّ مَحَلاًّ حَلّ فيهِ لَوَاسِعٌ | و إن زماناً عاش فيه لطيب |
لك الله من مغض على جرم جارم | وَلوْ شاءَ ما استَوْلى على الذّنبِ مذنبُ |
و في كل يوم انت طالب غارة | تجرر اذيال العوالي وتسحب |
تَنَامُ عَلى أمْرٍ، وَهَمُّكَ سَاهِرٌ | و تنزل عن أمر وعزمك يركب |
تَحَقّقَتِ الأحْيَاءُ أنّكَ فَخْرُهَا | وَأغضَتْ عَلى عِلْمٍ نِزَارٌ وَيَعرُبُ |
إذا شِئْتَ أحْيَاناً شَفَاكَ مِنَ العِدى | سنان بصير بالطعان ومضرب |
وَخَيْلٌ لهَا في كلّ شَرْقٍ وَمَغرِبٍ | عَقِيرٌ مُدَمّى أوْ طَعِينٌ مُخَضَّبُ |
إذا طلعت نجداً أضاءت وجوهها | وَقُدّامَها مِنْ سائِقِ النّقْعِ غَيهَبُ |
يَصِيحُ القَنَا في كُلّ حَيٍّ تَرُومُهُ | و يردي بك الأعداء يوم عصبصب |
ألا رُبّ حَالٍ سَاعَدَتكَ وَفَتْكَة ٍ | رَدَدتَ بهَا قَرْنَ الرّدى وَهوَ أعضَبُ |
رَمَيْتَ بهَا قَلْبَ العَدُوّ بخِيفَة ٍ | وَأعرَضْتَ، وَالمَغرُورُ يَلهُو وَيَلعَبُ |
كما خرق الرامي بسهم رميه | وَأعْرَضَ عِلْماً أنّهُ سَوْفَ يَعطَبُ |
عدوَّان أما واحد فمكاشف | جَرِيٌّ، وَأمّا آخَرٌ فَمُؤلِّبُ |
يمسح خلف الشر ذاك بخيفة | وَهذا طَويلُ البَاعِ يَمرِي فيَحلُبُ |
يَرُومونَ غَيّاً، وَالعَوَائِقُ دونَهُمْ | وَيَرْمُونَ بَغْياً، وَالمَقاديرُ تَحجُبُ |
سَما بِكَ طَلاّعاً إلى العُمْرِ مَشرِقٌ | وادبر بالباغي إلى الموت مغرب |
فذاك كما شاء الفسوق مبغض | وَأنْتَ كَمَا شَاءَ العَفافُ مُحَبَّبُ |
أُهَنّيكَ بِالعِيدِ الجَدِيدِ تَعِلّة ً | وَغَيرُكَ بالأعْيَادِ وَاللّهوِ يُعجَبُ |
فَلا زَالَ مَمْدُوداً عَلَيْكَ ظِلالُهُ | وَلا زِلْتَ في نَعمَائِهِ تَتَقَلّبُ |
و لا ظفر الباغي عليك بفرصة | ولا طلب الأعداء ما كنت تطلب |
غَمَامُكَ فَيّاضٌ، وَرِيحُكَ غَضّة ٌ | وحوضك ملآن وروضك معشب |
إذا قُلْتُ فيكَ الشّعرَ جَوّدَ مادِحٌ | و أكثر وصاف واعرق مطنب |
وَغَيرُكَ لا أُطْرِيهِ إلاّ تَكَلّفاً | وَغَيرُ حَنيني عِندَ غَيرِكَ مُصْحِبُ |
بَغِيضٌ إلى الأيّامِ أنّكَ لي حِمًى | و غيظ بني الايام أنك لي أب |
ابعد النبي والوصي تروقني | مَناسِبُ مَنْ يُعزَى لمَجدٍ وَيُنسَبُ |
يقر بفضلي كل باد وحاضر | وَيَحسُدُني هَذا العَظِيمُ المُحَجَّبُ |
وَمَنْ لي بأنْ يَشتَاقَ مَا أنَا قَائِلٌ | و يسمع مني مايروق ويعجب |
وَلَوْلا جَزَاءُ الشّعْرِ مِمّنْ يُرِيدُهُ | وجدت كثيراً من أغنى ويطرب |
ألا إنّ رَاعي الذّوْدِ يُعنى بذَوْدِهِ | حِفاظاً وَرَاعي الناسِ حَيرَانُ مُغرِبُ |
أُحِبّكُمُ مَا دُمْتُ أُعْزَى إلَيكُمُ | وَمَا دامَ لي فيكُمْ مُرَادٌ وَمَطلَبُ |
وَإنّي عَنِ الرَّبْعِ الذي لا يَضُمّكُمْ | عَلى كُلّ حالٍ نَازِحُ الوِدّ أجنَبُ |
فلا تتركني عاطلاً من مروة | وَلا قَانِعاً بالدّونِ أرْضَى وَأغضَبُ |
فما انا بالواني إذا ما دعوتني | وَلا مَوْقِفي عَمّا شَهِدْتَ مُغَيَّبُ |
امالي قرار في نعيم ولذة | فإنّيَ في الضّرّاءِ أطْفُو وَأرْسُبُ |
أُرِيدُ مِنَ اللَّهِ القَضَاءَ بحَالَة ٍ | تقر بها عين وقلب معذب |
و أسأل أن يعطيك في العمر فسحة | لعلمي أن العمر يعطي ويوهب |