ملك الملوك نداء ذي شجن
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ملك الملوك نداء ذي شجن | لو شئت لم يعتب على الزمنِ |
الخَطْبُ هَيْنٌ مَعْ صَفَائِكَ لي | وإذا كدرت عليَّ لم يهنِ |
ألقى زماني بالليان ويلقا | ـقَاني الزّمَانُ بجَانِبٍ خَشِنِ |
عدة ٌ على الأيام أطلبها | وَالدّهْرُ يَفْتِلُني وَيَمْطُلُني |
مَا لي رَأيْتُ الدّهْرَ يَنْصُبُني | وَلِغَيرِ وَجْدٍ مَا يُؤرّقُني |
وَأبِيتُ كَالمَلسُوعِ، في كَبِدِي | مِنْ شِدّة ِ الإقْلاقِ، لا بَدَني |
إنّي أتَاني عَنْكَ، آوِنَة ً | لَذْعٌ يَضِيقُ بِوَقْعِهِ عَطَني |
وَتَنَكُّرٌ بَدَرَتْ بَوَادِرُهُ | مِنْ غَيرِ ذَنْبٍ كَانَ مِنْ لَدُني |
أهْدَى إلى قَلْبي لَوَاذِعَهُ | وَأطَارَ عَنّي وَاقِعَ الوَسَنِ |
إنّي، وَمَا رَفَعَ الحَجيجُ لَهُ | عِندَ الجمَارِ، شَعَائِرَ البُدُنِ |
والبيت ذي الأستار يمسحه | النزاع من شامٍ ومِن يمنِ |
ما زِلتُ عَن سَنَنِ الحِفاظِ، وَكمْ | زال المعادي لي عن السننِ |
ستَرَ الذي أظهرت من كرم | وطوى الذي أبديت من حسنِ |
لم أُوت من نصحِ ولا شفق | فالشّرُّ وَالأعداءُ في قَرَنِ |
إحْبَاطُ أجْرِي، مَعْ زَكَا عَمَلي | طرف من الخسرانِ والغبنِ |
إن كان لي ذنب فلا نظرت | عيني ولا سمعت إذاً أُذني |
أنسى بأيّ يدٍ رددت يدي | لما نزعت إليك من وطني |
ألبستني النعماء في قفلي | وَأنَلْتَني العَلْيَاءَ في ظَعَني |
وَمنَ العَجائبِ أنتَ بالإحسانِ تَبـ | تبنيني والإعراض تهدمني |
أنَا عَبدُ أنعُمِكَ التي نَشطَتْ | أملي وأنهض عزها مُنَني |
وَالحُرُّ، إمّا شِئْتَ تَمْلِكُهُ | بالمنّ يُملك ليس بالثمن |
وَغَرَسْتَني بنَدَى يَدَيكَ، فَلا | تدع الزمان يعيث في غصني |
أيدرني عن رعي أنعمه | مَنْ كَانَ قَبلُ أُجِرُّهُ رَسَني |
لا أتّقي طَعْنَ الخُطُوبِ، إذا | لاقَيتُهَا، وَرِضَاكَ مِنْ جُنَني |
لَوْ رُمتُ لَيَّ الجِيدِ عَنكَ لَقَدْ | عطفته أطواق من المنن |
لا تسمعنْ قول الوشاة ومن | غرس الأضالع لي على الإحن |
يتطلبون ليَ العيوب وير | موني بافراد من الظننِ |
النقص أخّرهم على ظلعِ | من غايتي والفضل قدّمني |
فالفَرْقُ مَا بَيْني وَبَيْنَهُمُ | كالفرق بين العيِّ واللّسن |
إني أرى الأيام مومضة | لكَ عَنْ بَوَارِقِ عَارِضٍ هَتِنِ |
فكأنني بعداك قد حبطوا | حبطاً لما شبوا من الفتنِ |
وَكَأنّني بالهَامِ قَدْ جُعِلَتْ | مِنْهُمْ عَمَائِمَ للقَنَا اللّدنِ |
تبكي ديارهم كما بكيت | مطموسة الأطلال والدمن |
فاسلم بهاء الملك ما سلمت | عَادِيّة ُ الأطْوَادِ وَالقُنَنِ |
الوجه طلق والبنان ند | والوعد نقد والعطاء هني |
سَتَرَى مُخَالَصَتي، وَتَخبُرُني | طبعا على غيرِ النّفاق بني |
وإذا الزمان رمى بنائبة | ونأى الأقارب فالتفت ترني |