أرشيف الشعر العربي

تفوز بنا المنون وتستبد

تفوز بنا المنون وتستبد

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .
تفوز بنا المنون وتستبد وياخذنا الزمان ولا يرد
وانظر ماضياً في عقب ماض لَقَدْ أيْقَنْتُ أنّ الأمْرَ جِدّ
رويداً بالفرار من المنايا فليس يفوتها الساري المجد
فاين ملوكنا الماضون قدماً اعدوا للنوائب واستعدوا
واين معاقدوا الدنيا قديماً نَبَتْ بِهِمُ، فَلا إلٌّ وَعَقْدُ
وَكُلُّ فَتًى تَحُفُّ بِجَانِبَيْهِ خَوَاطِرُ بالقَنَا قُبٌّ وَجُرْدُ
فما دفع المنايا عنه وفر وَلا هَزَمَ النّوَائِبَ عَنْهُ جُنْدُ
ولا اسل لها قرع ووخز ولا قضب لها قط وقد
اعارهم الزمان نعيم عيش فَيَا سُرْعَانَ مَا نَزَعُوا وَرَدّوا
هُمُ فَرَطٌ لَنَا في كُلّ يَوْمٍ نَمُدّهُمُ، وَإنْ لمْ يَستَمِدّوا
فلا الغادي يروح فنرتجيه وَلا المُتَرَوِّحُ العَجْلانُ يَغْدُو
وَلِلإنْسَانِ مِنْ هَذِي اللّيَالي وَهُوبٌ لا يَدُومُ وَمُستَرِدّ
تُجِدّ لَنَا مَلابِسَهَا، فَيَبْقَى جَدِيداهَا، وَيَبْلَى المُسْتَجَدّ
أإبْرَاهِيمُ! أمّا دَمْعُ عَيْني عليك فما يعد ولا يحد
يغصص بالاوائل منه طرف وَيَدْمَى بالأوَاخِرِ مِنْهُ خَدّ
بَكَيْتُكَ للوَدادِ، وَرُبّ بَاكٍ عَلَيكَ مِنَ الأقَارِبِ لا يَودّ
وَإنّ بُكَاءَ مَنْ تَبكِيهِ قُرْبَى لدون بكاء من يبكيه ودج
إذا غِضْنَا الدّمُوعَ أبَتْ عَلَيْنَا مَناقِبُ مِنكَ لَيسَ لهنّ نِدّ
فَمِنهُنّ اشتِطاطُكَ في المَساعي وَفَضْلُ العَزْمِ، وَالبَاعُ الأشَدّ
فاين مسابق الاجال طعناً يعود ورمحه ريان ورد
واين الآسر الفكاك يسري إلَيْهِ مِنَ العِدَى ذَمٌّ وَحَمْدُ
فاعناق احاط بهنَّ منٌّ وَأعْنَاقٌ أحَاطَ بِهِنّ قَدّ
أيَا سَهْماً رَمَى غَرَضاً، فأخْطَا وذي الاقدار اسهمها اسد
ولو غير الردى جاثاك اقعى بِهِ مِنْ بَأسِكَ الخَصْمُ الألَدّ
قَتِيلٌ فَلّهُ نَابٌ كَهَامٌ وَكانَ العَضْبَ ضَوّأهُ الفِرِنْدُ
وَذَلّ بِذُلَ قَاتِلِهِ، فَأضْحَى لقَاتلِهِ بِهِ عِزٌّ وَمَجْدُ
فيا اسدا يصول عليه ذئبٍ ويا مولى يطول عليه عبد
وكيف رجوت ان يبقى سليماً وما شرب القرون له معد
وَهَلْ بَقِيَتْ قَبائِلُهُ، فَيَبقَى رَبِيعَة ُ أوْ نِزَارٌ أوْ مَعَدّ
مِنَ القَوْمِ الأُلى طَلَبُوا وَنَالُوا وَجَدّ بِهِمْ إلى العَلْيَاءِ جَدّ
إذا نُدِبُوا إلى البَأسَاءِ عَاجُوا وان ادنو الى العوراء صدوا
تَصَدّعَ مَجْدُ أوّلِهِمْ، فشَدّوا جَوَانِبَهُ بِأنْفُسِهِمْ وَسَدّوا
إذا عُدّ الأمَاجِدُ جَاءَ مِنْهُمْ عَدِيدٌ كَالرّمَالِ، فَلَمْ يُعَدّوا
سَقَاهُ أحَمُّ نَجْدِيُّ التّوَالي يُعَمُّ بِوَدْقِهِ غَوْرٌ وَنَجْدُ
إذا مَخَضَتْ حَوَافِلَهُ جَنُوبٌ مَرَى لَقَحاتِهِ بَرْقٌ وَرَعْدُ
تدافع منه ملأن الحوايا سِيَاقُ النِّيبِ أصْدَرَهُنّ وِرْدُ
ولا عرّى ثراه من الغوادي ومن نوارها سبط وجعد
اذا ماالراكب مر عليه قالوا أيَا حَالي الصّعِيدِ سَقَاكَ عَهْدُ
لقد كرمت يمينك قبل حيا وَقَدْ كَرُمَ الغَمَامُ عَلَيكَ بَعْدُ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (الشريف الرضي) .

يقولون نم في هدنة الدهر آمناً

يا مسقط العلمين من رمل الحمى

اعامر لا لليوم انت ولا الغد

أرَى وُجُوهاً وَأيْمَاناً مُقَفَّلَة ً

أكذا المنون تقنطر الأبطالا


مشكاة أسفل ٢