وكم صاحب كالرّمح زاغت كعوبه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وكم صاحب كالرّمح زاغت كعوبه | أبَى بَعدَ طُولِ الغَمزِ أنْ يَتَقَوّمَا |
تقلّبت منه ظاهراً متبلجاً | وأدمج دوني باطناً متجهماً |
فأبدى كروض الحزن رقت فروعه | وَأضْمَرَ كاللّيلِ الخُدارِيّ مُظلِمَا |
ولو أنني كشّفته عن ضميره | أقمتُ على ما بيننا اليوم مأتما |
فلا باسطاً بالسوء إن ساءني يداً | ولا فاغراً بالذّم إن رابني فما |
كَعُضْوٍ رَمَتْ فِيهِ اللّيَالي بفَادِحٍ | ومن حمل العضو الأليم تألّما |
إذا أمَرَ الطِّبُّ اللّبِيبُ بِقَطْعِهِ | أقول عسى ضنّاً به ولعلّما |
صبرت على إيلامه خوف نقصه | وَمَنْ لامَ مَن لا يَرْعوِي كانَ ألوَمَا |
هي الكف مضٌّ تركها بعد دائها | وإن قطعت شانت ذراعاً ومعصما |
أرَاكَ عَلى قَلبي، وَإنْ كنتَ عَاصِياً | أعَزَّ مِنَ القَلْبِ المُطيعِ وَأكْرَمَا |
حملتك حمل العين لج بها القذى | ولا تنجلي يوماً ولا تبلغ العمى |
دع المرء مطوياً على ذممتّه | ولا تنشر الداء العضال فتندما |
إذا العُضْوُ لَمْ يُؤلِمْكَ إلاّ قَطَعتَهُ | على مضضٍ لم تبق لحماً ولا دما |
ومن لم يوطّنْ للصغير من الأذى | تَعَرّضَ أنْ يَلْقَى أجَلّ وَأعظَمَا |