حَيّيَا، دُونَ الكَثِيبِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حَيّيَا، دُونَ الكَثِيبِ | مَرْتَعَ الظّبْيِ الرّبِيبِ |
وَاسألاني عَنْ قَرِيبٍ | في الهوى غير قريب |
وَارِدٍ مَاءَ عَيُونٍ | مُصْطَلٍ نَارَ قُلوبِ |
وقفه بالربع أقوى | بَينَ أعْقَادِ الكَثِيبِ |
وعفا اليوم على كر | يْ قطار وجنوب |
بِسَوَافي التُّرُبِ البَا | رح والترب الغريب |
وَالّذِي بِالرَّبْعِ مِنْ بُعْـ | ـدِهِمُ بَعْضُ الّذِي بي |
واحبسا الركب على حا | جة ذي القلب الطروب |
مُسْتَهَامٌ دَلّهُ الشّوْ | قُ عَلى دارِ الحَبِيبِ |
موقف ميز للركب | برياً من مريب |
يا غزال الرمل قلبي | بَاقِياً مَا اختَلَفَ النّوْ |
هل سبيل لي الى را | حة قلب من وجيب |
نَظْرَة ً يَمْلِكُهَا الطّرْ | ف على عين الرقيب |
ما لقائي من عدوي | كلقائي من مشيب |
مُوقِدٍ نَاراً أضَاءَتْ | فوق فوديَّ عيوبي |
وبياض هو عند | ـبِيضِ مِنْ شَرّ ذُنُوبي |
يَا قِوَامَ الدّينِ وَالقَا | ئم من دون الخطوب |
وَالّذِي يَدْعُو النّدَى مِنْـ | منه بداع مستجيب |
وَمُغَطّي الذّنْبِ بِالعَفْـ | ـوِ وَكَشّافَ الكُرُوبِ |
بيديه ركدة السلــ | ـمِ، وَزَلْزَالُ الحُرُوبِ |
قُرِعَتْ مِنْ عُودِهِ الأعْـ | داء بالنبع الصليب |
بمهيب البشر في المحــ | ـفِلِ مَرْجُوِّ القُطُوبِ |
قَائِدِ الخَيْلِ تَسَاقَى | بِدَمِ الطّعْنِ الصّبِيبِ |
كل احوى عاقص بالــ | دم اطراف السبيب |
من رجال اسفروا با | لطول ايام الشحوب |
كثروا مجداً وطابوا | مِنْ نَجِيبٍ، فَنَجيبِ |
وترى الحي سواهم | مُكْثِراً غَيرَ مَطِيبِ |
رب غاو طرق المــ | جد طروق المستريب |
سَاوَرَ الأمْرَ، وَلَمْ | م يعلم باسرار الغيوب |
ظُلّة ٌ يَسْلُكُ مِنْهَا | لَقَماً غَيْرَ رَكُوبِ |
أبَداً يَدْحُو بِهِ الغَيّ | ـغي الى الامر المريب |
سار والامات يعدد | ن له شق الجيوب |
يُسْلِفُ الدّمْعَ، يَقِيناً | بِرَدَى اليَوْمِ العَصِيبِ |
شامها وانصاع محــ | لَ عُرَى القَلْبِ النّخيبِ |
مرهق الوقفة لا | يغمز ساقا من لغوب |
طارحاً منخرق الــ | ـلِ إلى جُولِ القَلِيبِ |
مزق الجلد يرى الــ | ـبُ مِنَ الجُرْحِ الرّغِيبِ |
ناجياً منقلب الا بغــ | ـغَثِ مِنْ بَازٍ طَلُوبِ |
يَوْمَ لا يَثْبُتُ وَجْهٌ | من كلوم وندوب |
نَغَرَتْ قِدْرُ المَنَايَا | من اوار ولهيب |
تقذف الموت اذا | حُشّ لَظَاهَا بالكُعُوبِ |
اخْسَئي يَا نُوَبَ الأيّا | يام ما عشت وخيبي |
وارجعي ناصلة الا | ظفار بيضاء النيوب |
عَجَباً كَيْفَ تَطَاوَلْـ | لت الى الليث المهيب |
وَإلى طَوْدٍ مِنَ العِزّ | ة ِ مِزْلاقِ الجُنُوبِ |
ظهر صعب يقص الرا | كِبَ مِنْ قَبْلِ الرّكُوبِ |
كَمْ لَبِسْتُ الطَّوْلَ منكمْ | بدل البرد القشيب |
نِعَمٌ كَالمُزْنِ نَقّطْـ | ثرى الروض الغريب |
نافحات بنسيم | سافيات بذنوب |
كل يوم انا منها | بَيْنَ داعٍ وَمُجِيبِ |
انج من روعات ايا | مٍ وَغارَاتِ خُطُوبِ |
باقياً منا اختلف النو | ر على الغصن الرطيب |
هزة الريح سليما | مِنْ وُصُومٍ وَعُيُوبِ |
لا لَقَاكَ الخَطْبُ إلاّ | رَامِياً غَيْرَ مُصِيبِ |
كُلّمَا أفْنَيْتَ عَقْباً | جَاءَ دَهْرٌ بِعَقِيبِ |
مهرجان عاد ألما | مَ مُحِبٍّ بِحَبِيبِ |
وَافِداً جَاءَ مِنَ الإقْـ | في زور غريب |
إن ريب الدهر أمسي | لَكَ مَأمُونَ المَغِيبِ |
هَلْ لِداءٍ بَينَ جِسْمٍ | وَفُؤادٍ مِنْ طَبِيبِ |
هُوَ في الأجْسَامِ مِنكُمْ | وهو منا في القلوب |
يَا طُلُوعَ البَدْرِ! لا | نَالَكَ مَحذُورُ الغُرُوبِ |