أرشيف المقالات

خطة بحث: ظاهرة الانتحار: دوافعها وآثارها وطرق الوقاية منها في ضوء الدراسات الإسلامية

مدة قراءة المادة : 9 دقائق .
خطة بحث
ظاهرة الانتحار دوافعها وآثارها
وطرق الوقاية منها في ضوء الدراسات الإسلامية

المقدمة:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
فإن المتدبر في آيات القرآن الكريم يجد أنها قد أعطت أهمية كبرى لظاهرة الانتحار، ولم تهمل هذه الظاهرة وعلاجها، وأمرتنا بأن نحافظ على أنفسنا ولا نقتلها؛ فالانتحار جريمة كبرى وسوء خاتمة، بسببها يعرض المنتحر نفسه لعقوبة الله؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾ [النساء: 29، 30].
 
والسنة النبوية تحترم النفس الإنسانية، وتُعلي من شأنها، وتُحرِّم قتلها أو إيذاءها انطلاقًا من تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم وتوجيهاته العظيمة التي نهت عن الانتحار، وشددت الوعيد لمن يفعل ذلك، أو يُسهم فيه بأي شكلٍ من الأشكال؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قتل نفسه بحديدةٍ، فحديدتُه في يده يتوجَّأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن شرب سُمًّا فقتل نفسه، فهو يتحسَّاه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردَّى من جبل فقتل نفسه، فهو يتردَّى في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا))[1].
 
والشرائع السماوية تأمر بالحفاظ على النفس البشرية؛ فهي أمانة ومسؤولية والاعتداء عليها جريمة "فاتفقت سائر الملل على أن الشريعة وُضعت للمحافظة على هذه الضروريات الخمس؛ وهي: الدين، والنفس، والنسل، والمال، والعقل، وعلمها عند الأمة كالضروري"[2].
 
ومما لا شك فيه أن الإسلام هو دين الفطرة السليمة، ويلبي رغبات البشر، ويوجه طموحاتهم لما فيه خيرهم وسعادتهم، ويُعد تزايد نسبة الانتحار في مجتمعنا أمرًا طارئًا ومُستغرَبًا، وللحد من تنامي هذه الظاهرة، أجتهد أن أدليَ بدلوي في بيان دوافعها، وآثارها، وطرق الوقاية منها، وجاءت الدراسة بعنوان: (ظاهرة الانتحار دوافعها، وآثارها، وطرق الوقاية منها في ضوء الدراسات الإسلامية)، وفي ضوء ما تقدم تأتي خطة البحث على النحو الآتي: مقدمة، وتمهيد، وأربعة فصول، وخاتمة:
أولًا: المقدمة وتشتمل على:
أهمية الموضوع وأسباب اختياره، وأهدافه، وتساؤلاته، ومنهج البحث، والدراسات السابقة.
 
أهمية الموضوع وأسباب اختياره:
1- ظاهرة الانتحار ظاهرة مرعبة تستدعي البحث والدراسة، والتفكر في دوافعها، وآثارها، وسبل الوقاية منها.
2- الإسهام في إيجاد حلول مناسبة للحد من انتشار ظاهرة الانتحار.
3- ارتفاع أعداد المنتحرين خاصة أنهم في مرحلة عمرية قادرة على العطاء.
4- الآثار السلبية الخطيرة لظاهرة الانتحار على الفرد والمجتمع.
 
أهداف الموضوع:
1- توضيح أسباب انتشار هذه الظاهرة، ومحاولة تفهُّم الأسباب التي تدفع البعض إلى محاولة الانتحار، والإنصات لهم والتواصل العاطفي معهم.
 
2- بث الأمل واليقين لدى المُقدِمين على الانتحار، وإعطاؤهم في نفس الوقت جرعة من الخوف من عواقب هذه العملية.
 
3- التوعية اللازمة لطرق الوقاية من ظاهرة انتحار، وإيجاد علاج ناجع لها.
 
4- بيان دور مؤسسات المجتمع في الوقاية منها.
 
تساؤلات البحث:
1- ما تعريف الانتحار؟
2- ما دوافع الانتحار؟
3- ما وسائل الانتحار؟
4- ما حكم الانتحار والشروع فيه؟
 
- منهج البحث:
عملًا على اتباع القاعدة المتفق عليها بين العلماء؛ وهي أنه ما تقدم علمٌ إلا لأن منهجًا اتُّبِع، وما تأخر علم إلا لأن منهجًا افتُقد.
 
فالمنهج العلمي المتبع في هذه الدراسة هو المنهج التحليلي[3] لتفسير النصوص، والمعلومات وتحليلها وتقديمها بصورة مترابطة تحقق الغرض المنشود من الدراسة وهدفها، وهذا لا يمنع من استخدام مناهج أخري كالمنهج الوصفي[4]؛ للوقوف على تاريخ بعض التشريعات الإسلامية والتشريعات الوضعية وغيرهما من المناهج.
 
الدراسات السابقة:
الدراسة الأولى: رسالة ماجستير بعنوان/ جريمة الانتحار والشروع فيه بين الشريعة والقانون وتطبيقاتها في مدينة الرياض، للطالب/ عبدالملك بن حمد الفارس، إشراف/ د.
محمد المدني بوساق، كلية الدراسات العليا - جامعة نايف العربية - السعودية، عام 2004م.
 
الدراسة الثانية: رسالة بحثية بعنوان/ ظاهرة الانتحار في الجزائر، أسبابها وأثرها على المجتمع الجزائري، للباحث/ بن عمارة ميسوم، إشراف/ الرائد: عبدالواحد إلياس، المدرسة العليا للدرك الوطني - وزارة الدفاع، عام 2005/ 2006م.
 
ومما تتميز به خطة دراستي عن هاتين الدراستين السابقتين أن دراستي عامة لا تقتصر على مدينة بعينها؛ فالدراسة الأولى حدد الباحث مدينة الرياض فقط، وفي الدراسة الثانية اقتصر الباحث على الانتحار في الجزائر، ومما لا شك فيه أن لكل بلد وضعها وظروفها التي تختلف بها عن غيرها.
 
ثانيًا: التمهيد ويشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: التعريف بمصطلحات عنوان البحث.
المبحث الثاني: موقف الأديان من الانتحار.
 
ثالثًا: عرض موجز للبحث ويتكون من أربعة فصول؛ وبيانها كالآتي:
الفصل الأول: الانتحار في الشريعة الإسلامية، ويشتمل على أربعة مباحث كالآتي:
المبحث الأول: الانتحار في القرآن الكريم.
المبحث الثاني: الانتحار في السنة النبوية.
المبحث الثالث: الأحكام المترتبة على الشروع في الانتحار.
المبحث الرابع: وسائل الانتحار والأعراض التي تظهر على المنتحر.
 
الفصل الثاني: دوافع الانتحار، ويشتمل على أربعة مباحث؛ وبيانهم كالآتي:
المبحث الأول: الدوافع النفسية للانتحار.
المبحث الثاني: الدوافع الثقافية للانتحار.
المبحث الثالث: الدوافع الاجتماعية للانتحار.
المبحث الرابع: الدوافع الاقتصادية للانتحار.
 
الفصل الثالث: آثار الانتحار، ويتكون من أربعة مباحث؛ وبيانهم كالآتي:
المبحث الأول: آثار الانتحار على المنتحر.
المبحث الثاني: آثار الانتحار على المجتمعات الإنسانية.
المبحث الثالث: أثر المنهج الإسلامي في تقويم سلوك الفرد.
المبحث الرابع: أثر المنهج الإسلامي في تقويم سلوك المجتمع.
 
الفصل الرابع: دور مؤسسات المجتمع في الوقاية من الانتحار، وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: دور الأسرة في الوقاية من الانتحار.
المبحث الثاني: دور المسجد في الوقاية من الانتحار.
المبحث الثالث: دور الإعلام في الوقاية من الانتحار.
المبحث الرابع: دور التعليم في الوقاية من الانتحار.
 
رابعًا: الخاتمة وتشتمل على:
1- أهم نتائج البحث والتوصيات.
2- المصادر والمراجع.
3- الفهرس العام للموضوعات.

[1] صحيح البخاري: كتاب الطب، باب شرب السم والدواء وبما يخاف منه والخبيث، ج: 5، ص: 2179، رقم (5442)، صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب: غلظ تجريم قتل الإنسان نفسه، ج: 1، ص: 103، رقم (109).

[2] الموافقات، إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي (المتوفى: 790ه)، ج: 1، ص: 31، المحقق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، الناشر: دار ابن عفان، السعودية، الطبعة الأولى 1417ه/ 1997م.

[3] التحليل: هو عزل أجزاء الشيء بعضها عن بعض، ومن تمام العقل التحليلي اتصافه بالنفوذ، والتعمق، والفطانة، والإحاطة بأطراف الشيء، والتدقيق في ملاحظة الحوادث، وهي كلها صفات ضرورية للكشف عن أجزاء الشيء وتخليصها من التعقيد والاشتباك؛ [انظر: المعجم الفلسفي، كمال صليبا، ص: 299].

[4] المنهج الوصفي: موضوعه الوصف والتفسير والتحليل في العلوم الإنسانية من اجتماعية وثقافية، ولما هو كائن من الأحداث التي وقعت لملاحظتها، وتحليلها، وملاحظة التأثيرات، كما يصف الأحداث الماضية، وتأثيرها على الحاضر؛ [انظر: كتابة البحث العلمي صياغة جديدة، عبدالوهاب بن إبراهيم، ص: 33، دار الشروق، القاهرة، ط: 6، 1996م].

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣