أنت تحتاجها .. أنت تحتاجينها
مدة
قراءة المادة :
14 دقائق
.
أنتَ تحتاجها.. أنتِ تحتاجينها
كثيرًا ما يتكرر على المسامع في الآونة الأخيرة، قولُ الناشئة -إلا من رَحِم الله-: "اللهُ تعالى غنيٌ عن صلاتي فلماذا أصلي؟!"، وقولهم: "ما الفائدة من العِبادة ما دامَ أن الله تعالى غنيٌ عنها؟!".
ليَرِد الجواب:
نعم صحيحٌ أن الله غنيٌ عن صلواتنا وعباداتنا؛ إيها الفتى ..
وأيتها الفتاة! ..
ولكن ثمةَ أمرٌ من الأهميةِ بمكان قد غفلتما عنه، وهو أن تلكم الصلاة وتلكم العِبادة ليست إلا لكَ أيها الفتى ..
ولكِ أيتها الفتاة.
فهي بمثابةِ صَمَّاماتِ الأمان مما أنتما مقبلان عليهِ من حقائِقِ الآخرة ..
وإليكما هذا الحديث الشريف الذي سأقتطعُ منه موضعَ الشاهد فحسب:
عن أبي هريرة رضي الله عنهُ قال، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسـلم: "إنَّ المَيِّتَ إذا وُضِعَ في قبرِه إنَّه يسمعُ خفقَ نِعالِهم حين يُولونَ مُدبرينَ، فإنْ كان مؤمنًا كانتِ الصَّلاةُ عند رأسِهِ، وكان الصِّيامُ عن يمينِهِ، وكانتِ الزَّكاةُ عن شمالِهِ وكان فعلُ الخَيراتِ مِن الصَّدقةِ والصَّلاةِ والمَعروفِ والإحسانِ إلى النَّاسِ عندَ رجلَيْهِ فيُؤتَى مِن قِبَلِ رأسِهِ فتقولُ الصَّلاةُ ما قِبَلي مَدخلٌ، ثمَّ يُؤتَى عن يمينِهِ فيقولُ الصِّيامُ ما قِبَلي مَدخلٌ، ثمَّ يُؤتَى عن يسارِهِ فتقولُ الزَّكاةُ: ما قِبَلي مَدخلٌ، ثمَّ يُؤتَى من قِبَلِ رجلَيْهِ فيقولُ فِعلُ الخَيراتِ من الصَّدقةِ والصَّلاةِ والمعروفِ والإحسانِ إلى النَّاسِ: ما قِبَلي مَدخلٌ، فيُقالُ لهُ، اجلسْ فيجلسُ قد مُثِلَتْ لهُ الشَّمسُ، وقد أذِنَتْ للغروبِ، فيُقالُ لهُ: أرأيتُكَ هذا الَّذي كان قبلَكُم، ما تقولُ فيهِ، وماذا تشهدُ عليهِ؟ فيقولُ: دعوني حتَّى أُصلِّيَ، فيقولونَ: إنَّكَ ستفعلُ، أخبِرْنا عمَّا نسألُكَ عنهُ ...
إلخ الحديث"[1].
فقولُ الصلاة وسائر الأعمال الصالحة "ما قِبَلي مدخل"؛ أي: لا سبيل لكم إلى تعذيبه من ناحيتي، حيث كان يقيم الصلاة ويحسن أداءها، وكذا سائر العبادات.
ويشهد لهذا المعنى كذلك ما أخرجه الإمام أحمد في مُسنده من حديثِ أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسـلم: "إذا دخَلَ الإنسانُ قَبرَه، فإنْ كان مُؤمِنًا، أحَفَّ به عَملُه، الصَّلاةُ والصِّيامُ.
قال: فيَأتيهِ الملَكُ من نحوِ الصَّلاةِ، فترُدُّه، ومن نحوِ الصِّيامِ، فيرُدُّه.
قال: فيُناديهِ: اجلِسْ.
قال: فيَجلِسُ ...
إلخ الحديث"[2].
فالأعمال الصالحة وفي مقدمتها الصلاة، من أسبابِ دفعِ عذاب القبر وحفظ المؤمن حيثُ تحفُّ وتحيطُ به كما في الأحاديث الآنفة ..
وكُلُ ذلك من حقائقِ الغيب التي لا تُعرف إلا بالوحي الإلهي - نسأل الله رحمته ولطفه -.
يقول شارح الطحاوية: "وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلًا، وسؤال الملكين، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به، ولا نتكلم في كيفيته، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته، لكونه لا عهد له به في هذه الدار، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول، بل إن الشرع قد يأتي بما تحار فيه العقول، فإن عودة الروح إلى الجسد ليس على الوجه المعهود في الدنيا، بل تعاد إليه إعادة غير الإعادة المألوفة في الدنيا"[3].
ويقول شيخ الإسلام رحمهُ الله في معرض رده على المكذبين بعذاب القبر: "وإذا عرف أن النائم يكون نائمًا وتقعد روحه وتقوم وتمشي، وتذهب وتتكلم وتفعل أفعالًا وأمورًا بباطن بدنه مع روحه، ويحصل لبدنه وروحه بها نعيم وعذاب، مع أن جسده مضطجع، وعينيه مغمضة، وفمه مطبق، وأعضاؤه ساكنة، وقد يتحرك لقوة الحركة الداخلة، وقد يقوم ويمشي ويتكلم ويصيح، لقوة الأمر في باطنه، كان هذا مما يعتبر به أمر الميت في قبره، فإن روحه تقعد، وتجلس، وتسأل، وتنعم، وتعذب، وتصيح وذلك متصل ببدنه، مع كونه مضطجعًا في قبره، وقد يقوى ذلك حتى يظهر ذلك في بدنه، وقد يُرى خارجًا من قبره، والعذاب عليه، وملائكة العذاب موكلة به، فيتحرك بدنه، ويمشي ويخرج من قبره، وقد سمعَ غير واحد أصوات المعذبين في قبورهم، وقد شُوهد من يخرج من قبره وهو معذب، ومن يقعد بدنه أيضًا إذا قوي الأمر، لكن ليس هذا لازمًا في حق كل ميت، كما أن قعود بدن النائم لما يراه، ليس لازمًا لكل نائم، بل هو بحسب قوة الأمر"[4].
وقال ابن القيم رحمهُ الله بعد أن ذكَر جملةً من المعاصي المردية لأصحابها والعياذُ بالله: " فَكل هَؤُلَاءِ وأمثالهم يُعَذبُونَ فِي قُبُورهم بِهَذِهِ الجرائم بِحَسب كثرتها وقلتها وصغيرها وكبيرها وَلما كَانَ أَكثر النَّاس كَذَلِك كَانَ أَكثر أَصْحَاب الْقُبُور معذبين والفائز مِنْهُم قَلِيل؛ فظواهر الْقُبُور تُرَاب وبواطنها حسرات وَعَذَاب ظواهرها بِالتُّرَابِ وَالْحِجَارَة المنقوشة مبنيات وَفِي بَاطِنهَا الدواهى والبليات تغلى بالحسرات كَمَا تغلى الْقُدُور بِمَا فِيهَا ويحق لَهَا .."[5].
ثم عقَّب بذكرِ ما يُنجي من ذلك، فقال: "الْمَسْأَلَة الْعَاشِرَة الْأَسْبَاب المنجية من عَذَاب الْقَبْر جوابها أَيْضا من وَجْهَيْن مُجمل ومفصل أما الْمُجْمل فَهُوَ تجنب تِلْكَ الْأَسْبَاب الَّتِي تقتضى عَذَاب الْقَبْر وَمن انفعها ان يجلس الرجل عِنْدَمَا يُرِيد النّوم لله سَاعَة يُحَاسب نَفسه فِيهَا على مَا خسره وَربحه فِي يَوْمه ثمَّ يجدد لَهُ تَوْبَة نصُوحًا بَينه وَبَين الله فينام على تِلْكَ التَّوْبَة ويعزم على أَن لَا يعاود الذَّنب إِذا اسْتَيْقَظَ وَيفْعل هَذَا كل لَيْلَة فَإِن مَاتَ من ليلته مَاتَ على تَوْبَة وَإِن اسْتَيْقَظَ اسْتَيْقَظَ مُسْتَقْبلا للْعَمَل مَسْرُورا بِتَأْخِير أَجله حَتَّى يسْتَقْبل ربه ويستدرك مَا فَاتَهُ وَلَيْسَ للْعَبد انفع من هَذِه النومة وَلَا سِيمَا إِذا عقب ذَلِك بِذكر الله وَاسْتِعْمَال السّنَن الَّتِي وَردت عَن رَسُول الله عِنْد النّوم حَتَّى يغله النّوم فَمن أَرَادَ الله بِهِ خيرا وَفقه لذَلِك وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه.
وَأما الْجَواب الْمفصل فَنَذْكُر أَحَادِيث عَن رَسُول الله فِيمَا يُنجى من عَذَاب الْقَبْر ..
-وذكر جملةً من الأحاديث الشريفة من بينها الحديث الآتي-:
عَن سعيد بن الْمسيب عَن عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة، قَالَ: خرج علينا رَسُول الله وَنحن فِي صفة بِالْمَدِينَةِ فَقَامَ علينا فَقَالَ: "إنى رَأَيْت البارحة عجبا رَأَيْت رجلًا من أمتى أَتَاهُ ملك الْمَوْت ليقْبض روحه فَجَاءَهُ بره بِوَالِديهِ فَرد ملك الْمَوْت عَنهُ وَرَأَيْت رجلا من أمتى قد احتوشته[6] الشَّيَاطِين فجَاء ذكر الله فطير الشَّيَاطِين عَنهُ، وَرَأَيْت رجلا من أمتى قد احتوشته مَلَائِكَة الْعَذَاب فَجَاءَتْهُ صلَاته فاستنقذته من أَيْديهم وَرَأَيْت رجلا من أمتى يَلْهَث عطشا كلما دنا من حَوْض منع وطرد فَجَاءَهُ صِيَام شهر رَمَضَان فاسقاه وأرواه، وَرَأَيْت رجلا من أمتى وَرَأَيْت النَّبِيين جُلُوسًا حلقًا حلقًا كلما دنا إِلَى حَلقَة طرد وَمنع فَجَاءَهُ غسله من الْجَنَابَة فَأخذ بِيَدِهِ فأقعده إِلَى جَنْبي، وَرَأَيْت رجلا من أمتى من بَين يَدَيْهِ ظلمَة وَمن خَلفه وَعَن يَمِينه ظلمَة وَعَن يسَاره ظلمَة وَمن فَوْقه ظلمَة وَهُوَ متحير فِيهِ فَجَاءَهُ حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمَة وأدخلاه فِي النُّور وَرَأَيْت رجلا من أمتى يتقى وهج النَّار وشررها فَجَاءَتْهُ صدقته فَصَارَت سترا بَينه وَبَين النَّار وظلا على رَأسه وَرَأَيْت رجلا من أمتى يكلم الْمُؤمنِينَ وَلَا يكلمونه فَجَاءَتْهُ صلته لرحمه فَقَالَت يَا معشر الْمُؤمنِينَ انه كَانَ وصُولًا لرحمهِ فكلموه الْمُؤْمِنُونَ وصافحوه وصافحهم وَرَأَيْت رجلًا من أمتى قد احتوشته الزَّبَانِيَة فَجَاءَهُ أمره بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيه عَن الْمُنكر فاستنقذه من أَيْديهم وَأدْخلهُ فِي مَلَائِكَة الرَّحْمَة وَرَأَيْت رجلا من أمتى جاثيا على رُكْبَتَيْهِ وَبَينه وَبَين الله حجاب فَجَاءَهُ حسن خلقه فَأخذ بِيَدِهِ فَأدْخلهُ على الله عز وَجل وَرَأَيْت رجلًا من أمتى قد ذهبت صَحِيفَته من قبل شِمَاله فَجَاءَهُ خَوفه من الله عز وَجل فَأخذ صَحِيفَته فوضعها فِي يَمِينه فوضعها فِي يَمِينه ورايت رجلًا من أمتى خف مِيزَانه فَجَاءَهُ أفراطه فثقلوا مِيزَانه وَرَأَيْت رجلًا من أمتى قَائِمًا على شَفير جَهَنَّم فَجَاءَهُ رجاؤه من الله عز وَجل فاستنقذه من ذَلِك وَمضى وَرَأَيْت رجلًا من أمتى قد هوى فِي النَّار فَجَاءَتْهُ دمعته الَّتِي قد بَكَى من خشيَة الله عز وَجل فاستنقذته من ذَلِك وَرَأَيْت رجلًا من أمتى قَائِمًا على الصِّرَاط يرعد كَمَا ترْعد السعفة فِي ريحٍ عاصف فَجَاءَهُ حسن ظَنّه بِاللَّه عز وَجل فسكن روعه وَمضى وَرَأَيْت رجلًا من أمتى يزحف على الصِّرَاط يحبو أَحْيَانًا وَيتَعَلَّق أَحْيَانًا فَجَاءَتْهُ صلَاته فأقامته على قَدَمَيْهِ وأنقذته وَرَأَيْت رجلًا من أمتى انْتهى إِلَى أَبْوَاب الْجنَّة فغلقت الْأَبْوَاب دونه فَجَاءَتْهُ شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله ففتحت لَهُ الْأَبْوَاب وأدخلته الْجنَّة"[7].
فالعبادات ليست مأمورات مجردة لا حكمةَ فيها كما يظن البعض! - تعالى الله علوًا كبيرًا -، وإنما هي أسبابُ نجاةٍ ورِفعةٍ وفوزٍ وفلاح وطِيبِ عيشٍ في الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةًۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [8].
ثم يتفاوتُ الناس حيال أدائها؛ فمن مؤدٍ لها كيفما اتفق!، ومن مُعظِّمٍ للآمر سبحانه وتعالى[9] يرجو أن يُصيبَ بها عند الله مكانًا؛ فهو يتحرى الإخلاص وحُسن الأداءِ والتأسي برسولِ الله أبدًا.
يقول ابن القيم مُبيِّنًا تفاوت الناس ودرجاتهم في ذلك: "فالعاملون يعملون الأعمال المأمور بها على الترويج تحلة القسم، و يقولون يكفينا أدني ما يقع عليه الاسم، و ليتنا نأتي به، و لو علم هؤلاء أن الملائكة تصعد بصلاتهم فتعرضها على الرب جل جلاله بمنزلة الهدايا التي يتقرب بها الناس إلي ملوكهم وكبرائهم، فليس من عمد إلى أفضل ما يقدر عليه فيُزيِّنُهُ و يحسِّنهُ ما استطاع ثم يتقرب به إلى من يرجوه و يخافه كمن يعمد إلى أسقط ما عنده و أهونه عليه فيستريح منه ويبعثه إلي من لا يقع عنده بموقع.
وليس من كانت الصلاة ربيعًا لقلبه و حياةً له وراحةً و قرةً لعينه و جلاءً لحزنه و ذهابًا لهمه و مفزعًا له إليه في نوائبهِ ونوازلهِ كمن هي سُحتٌ لقلبه، و قيدٌ لجوارحه، وتكليفٌ له، و ثقلٌ عليه، فهي كبيرةٌ علي هذا وقرةُ عينٍ وراحة لذلك.
قال تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 45- 46][10].
ختامًا:
قال الحسن البصري -رحمهُ الله-: "واللهِ لا يجعَلُ اللهُ عبدًا أسرَع إليه كعبدٍ أبطًأ عنه".[11]
[1] صحيح الترغيب، وقال الألباني "حديثٌ حسن".
[2] أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وقال شعيب الأرناؤوط "رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن محمد بن المنكدر لم يذكروا له سماعا من أسماء بنت أبي بكر، وهو قد أدركها".
والحديث أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، وقال "رجالُ أحمد رجال الصحيح".
[3] شرح العقيدة الطحاوية.
[4] مجموع الفتاوى.
فحال النائم آيةٌ ودليلٌ عقلي مُشاهد محسوس، يُستدلُّ به على ما غاب من أمرِ الميت في قبرهِ تدليلًا لمن أنكر ما يكون من تلك الحقائق.
وإلا فالموحِّد المؤمن حسبُهُ بالنصوص الشرعية بُلغةً وغاية وكِفاية!.
[5] الروح لابن القيم.
[6] قال صاحب اللسان: "احْتَوَشَ القومُ فلانًا وتَحاوَشُوه بينهم: جعلوه وسَطَهُم.
واحْتَوَشَ القومُ على فلان: جعلوه وسطهم".
مادة "حوش".
[7] ثم قال رحمهُ الله بعد إيرادهِ الحديث بتمامه: " قَالَ الْحَافِظ أَبُو مُوسَى هَذَا حَدِيث حسن جدا رَوَاهُ عَن سعيد بن الْمسيب وَعمر بن ذَر وعَلى ابْن زيد بن جدعَان ...
وَسمعت شيخ الْإِسْلَام يعظم أَمر هَذَا الحَدِيث وَقَالَ أصُول السّنة تشهد لَهُ وَهُوَ من أحسن الْأَحَادِيث" ص83.
[8] النحل (97).
[9] والتعظيم أصلٌ وسببٌ عظيم لتحقيق العُبودية الحقَّة للهِ ربِّ العالمين؛ وهو أحد الآثار المسلكية التربوية الإيمانية لاسم الله (العظيم).
[10] ذوق الصلاة عند ابن القيم للدكتور عادل عبد الشكور الزرقي ص85.
[11] ومناسبة عبارة الحسن البصري -رحمهُ الله- ما أخرجهُ الإمام أحمد في كتابه "الزهد"، وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد عنه؛ من قصة اجتماع النفر عند باب الفاروق رضي الله عنه، قال: "اجتَمَع أشرافُ قريشٍ عندَ بابِ عمرَ بنِ الخطَّابِ فيهم الحارثُ بنُ هشامٍ وأبو سفيانَ بنُ حربٍ وسُهيلُ بنُ عمرٍو وتلك العبيدُ والموالي من أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرَج آذنُه فأذِن لبلالٍ وصُهيبٍ وغيرِهما وترَك الآخَرينَ فقال أبو سفيانَ لَم أرَ كاليومِ إنَّه أذِن لهذه العبيدِ وترَكنا جلوسُا ببابِه لا يأذَنُ لنا فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو وكان رجلًا عاقلًا أيُّها النَّاسُ إنِّي واللهِ لأرى الَّذي في وجهِكم فإن كُنْتُم غِضابًا فاغضَبوا على أنفسِكم دُعِي القومُ ودُعِيتُم فأسرَعوا وأبطَأْتُم ثُمَّ قال واللهِ ما سُبِقْتُم إليه من الفضلِ أشدُّ عليكم فَوْتًا من بابِكم الَّذي تنافَسْتُم عليه".
قال الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح إلا أن الحسن لم يسمع من عمر".