الدورة الخامسة للجنة الموسوعة العربية
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
«الدورة الخامسة للجنة الموسوعة العربية» بيروت /10-14 تموز
بيروت ـ يتناول مشروع الموسوعة العربية أعلام العرب والمسلمين ، كان مهمة ألقتها على عاتقها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، منذ أكثر من عقدين، وقد شكلت لها «لجنة علمية»، وحددت بغداد مركزاً لها، لكن الحرب العراقية الكويتية جمدَّت العمل في المشروع، إلى أن انتقل بعد ذلك، وحطّ أخيراً في بيروت. وخلال هذه المدّة تطوّرت فكرة الموسوعة، لتصبح مشروعاً لموسوعات متنوعة، فقد تمثلت الفكرة الأساسية بالبدء بموسوعة أعلام العرب والمسلمين، ثم وجدت اللجنة العلمية أن مفهوم العلم في العصر الحديث يختلف عنه في العصور الوسطى والقديمة، حيث تشعبت في عصرنا آفاق المعرفة العلمية، وكان هذا داعياً لها لتطوير مشروع الموسوعة لتضم المفاهيم والمصطلحات. كان من المقرر للموسوعة في البداية أن تشتمل على خمسة آلاف عالم عربي وإسلامي، ثم توسعت لتشمل عشرة آلاف، على أن تأخذ في الاعتبار تداخل الاختصاصات في الثقافة العربية الإسلامية، وحدد زمن الموسوعة باشتمالها على الإعلام من العصور القديمة، حتى العام 2000م، وقد أنجز منها حتى الآن ثلاثة آلاف وخمسمائة صفحة (3500) تمثل ما يقارب ثلث الموسوعة المتوقع أن تصل إلى حدود العشرة آلاف صفحة.
هذا ومن المقرر أن تكون موسوعة المفاهيم والمصطلحات هي الموسوعة الثانية التي ستلي موسوعة الأعلام في الإنجاز. الحديث عن الموسوعة جاء في كلام رئيس اللجنة العلمية الدكتور صلاح فضل، في افتتاحية الدورة الخامسة للجنة العلمية للموسوعة في عين المريسة في فندق (بيفيو)، التي حضرها مدير عام المنظمة والمشرف على الموسوعة الدكتور المنجي بوسنينه، ووزير الثقافة اللبناني غسان سلامة، وسلوى سيلورة بعاصيري، وأحمد بيضون وهشام نشابة ممثلين للجنة الوطنية اللبنانية للتربية والثقافة والعلوم، بالإضافة إلى أمين عام اتحاد الناشرين اللبنانيين محمد عاصي، وحشد من الإعلاميين. وقال بوسنينه في كلمته: إن هذا المشروع الكبير سيكون - بإذن الله - مناراً مضيئاً لأبناء وطننا العربي، ومرجعاً للأجيال الصاعدة، تهتدي به للإحاطة بإسهامات علمائنا من العرب والمسلمين في بناء الحضارة الإنسانية وبإبداعاتهم المتميّزة والمضيفة إلى المسيرة العلمية للبشرية، بعد أن غمط حق الكثير منهم ونسبت أعمالهم إلى غيرهم، قسراً وتعسُّفاً، أو أدخلوا عن نية مبيتة إلى غياهب النسيان من منطلق نكران ما قدمته الحضارة العربية الإسلامية لتاريخ الإنسانية وحجب دورها في التقدم العلمي.
لذلك تشكل الموسوعة - في نظرنا - تحدياً علمياً وحضارياً وشكلاً من أشكال استرداد حقوق أمتنا فيما أسهمت به وأضافته إلى مسيرة العالم، وفي ذلك تأكيد بالحجج والبراهين التاريخية على عطاء يجدر أن يكون مصدر فخر واعتزاز لنا ولأبنائنا.
وأمل بوسنينة أن تكوِّن الموسوعة في المحصلة مرجعاً علمياً شاملاً يطمئن الجميع إلى مصداقيته العلمية. وقال الدكتور صلاح فضل : إنه من الضروري أن يضع العقل العربي استراتيجيا ثقافية، ورأى أن الموسوعة التي يناقشها الاجتماع ليست إلاّ واحدة من المشروعات التي تهدف إلى هذه الغاية الثقافية.
وقال فضل : إن ثمة تطوراً جديداً في اللجنة العلمية، فقد انضم الجناح التركي والبلاد التابعة له، والجناح الإيراني، وقد تمثلا بعالمين جديدين انضما إلى اللجنة. وأكد فضل أن هذه الدورة تدرس توسيع مفهوم العلم، ليشمل علوم اللغة والدين والأدب والفقه والفلسفة، ويشتمل بالتالي على عدد كبير من الأدباء الذين كان يفترض أن تخصص لهم موسوعة منفردة، وبقي المبدعون من الشعراء الذين يقترح أن تأخذهم المنطقة بعين الاعتبار ليشتمل المشروع على الكبار منهم في الثقافة العربية. بعد الجلسة الافتتاحية تابعت الدورة جلساتها مقفلةً، وفي هذه الجلسات قدمت ثلاثة تقارير الأول تقرير المنظمة، عما تم إنجازه من الموسوعة، والتقرير الثاني للتركي أكمل إحسان أوغلي يقدمه أحمد العجمي مدير مكتبه، والتقرير الثالث إيراني يقدمه الدكتور محمد علي آذرشب المستشار الثقافي الإيراني في دمشق وأستاذ الأدب العربي في جامعة طهران.