أرشيف المقالات

المتفق والمفترق والمختلف والمؤتلف

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
المتفق والمفترق والمختلف والمؤتلف
 
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالَمين، والصلاة والسلام على رسول الله، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
 
أما بعد:
فإن من مباحثِ علم الحديث الدقيقةِ التي اهتمَّ بها علماء المصطلح مبحثَ المتَّفق والمفترق، والمختلف والمؤتلف؛ لكونه يؤصِّل طالب الحديث في منهجية تدقيق أسماء الرواة؛ كيلا تختلط عليه فيضعِّفَ ما هو صحيح، ويصحِّح ما هو ضعيف.
 
المتفق والمفترق:
هو اتفاق أسماء بعض الرواة وأسماء آبائهم، وافتراق أشخاصهم، وأوثقيَّتهم، ويساعد على تمييزِهم الاطلاعُ على أسماء آبائهم فصاعدًا، ومعرفةُ زمنهم وشيوخهم وتلامذتهم ومرويَّاتهم، فمثلاً قد يتكرر اسمُ مَعمَر بن راشد بين رواة الحديث؛ فمنهم الثقة، ومنهم الضعيف، فإذا لم يكن الباحث مُلِمًّا بشيوخ الرواة وتلامذتهم وبلدانهم ونسَبِهم، فقد يصحِّحُ الحديث رغم أن مَن رواه غيرُ الثقة.
 
وأما المختلف والمؤتلف:
فهو ائتلاف أسماء بعض الرواة في الخطِّ، واختلافهم في التنقيط والشَّكل والنُّطق، خاصة أن المتقدِّمين من المحدِّثين كانوا لا يضعون النُّقط على الكلمات في الحديث، ولا يشكلونها؛ لذلك كان أحد الرواة يروي عن أبي جمرة وأبي حمزة، فيكتب فوق أبي حمزة: حُورٌ عِينٌ؛ ليضبط أن اسمه بحرف الحاء.
 
ونفس ضوابط تمييز المتفق والمفترق تساعد المحدِّثَ على تنقيط وتشكيل أسماء الرواة بشكل صحيح.
 
نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا جميعًا وأن يغفر ذنوبنا، ويبارك في عملنا، وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله رب العالَمين.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢