أرشيف المقالات

ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
{مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} :
الله تعالى مطلع على خلقه، لا يغيب عنه من أمورهم شيء, فلا أسرارهم تخفى عليه ولا نجواهم تغيب عنه, مهما ضعف الصوت ومهما بلغ التخفي, ومهما كثر عدد المتناجين أو قل, ثم سينبيء الجميع يوم القيامة بما تكلمت به ألسنتهم وما فعلته جوارحهم, أحصاه الله ونسوه.
قال تعالى:
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)} [المجادلة]
قالابن كثير في تفسيره:
قال تعالى مخبرا عن إحاطة علمه بخلقه واطلاعه عليهم ، وسماعه كلامهم ، ورؤيته مكانهم حيث كانوا وأين كانوا ، فقال : ( {ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة} ) أي : من سر ثلاثة ( { إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا} ) أي : يطلع عليهم يسمع كلامهم وسرهم ونجواهم ، ورسله أيضا مع ذلك تكتب ما يتناجون به ، مع علم الله وسمعه لهم ، كما قال : ( {ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب} ) [ التوبة : 78 ] وقال ( {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون} ) [ الزخرف : 80 ]; ولهذا حكى غير واحد الإجماع على أن المراد بهذه الآية معية علم الله تعالى ولا شك في إرادة ذلك ولكن سمعه أيضا مع علمه محيط بهم ، وبصره نافذ فيهم ، فهو سبحانه مطلع على خلقه ، لا يغيب عنه من أمورهم شيء.
ثم قال : ( {ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم } ) قال الإمام أحمد : افتتح الآية بالعلم ، واختتمها بالعلم.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢