لا تُعوّلوا في النصر على عدوّكم !! - أبو فهر المسلم
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
لا تُعوّلوا في النصر على عدوّكم !!إن مما استَيقنته الفِطَر السويّة، وعقِلته العقول السليمة، ووعَته المدارك المستقيمة :
أن من انشغل بعدوّه ؛ قعَد ..
ومن انتظر منه فرجًا ؛ هلَك !
فلا تَنشغلوا بالانقلابات الداخلية، ولا بالاضطرابات المُعلنَة داخل أروقة الجيش والشرطة والإعلام والقضاء والساسة والعملاء ...
إللى آخر ما كان، وما هو كائن، وما سيكون !
ولا تُراهنوا يومًا على انشقاقاتهم المُزيَّفة، وخلافاتهم المُصطنعَة، ونظرية ( وقعوا في بعض ) !
لا تنشغلوا بنتائج الانتخابات، ولا تلتفتوا لفشلها أو نجاحها، ولا تُعيروا اهتمامًا لأحزابها ولاعبيها ( لا نور ولا ضلمة ) !
ولا تتلهَّفوا على ( اللقمة والعضمة ) التي يلقيها لكم !
فقط ..
خذوا من ذلك ما أمر الله: { خُذوا حِذرَكم } .
من الآخر ..
لا تُعوّلوا أبدًا على طوق نجاةٍ مُتوهَّم، بيد عدوّكم !
فهذا كلّه من التواكل لا التوكّل ..
والله لا ينصر ولا يُحبّ إلا المتوكِّلين!
وما هذا منهم إلا مكر السَّيّء، ومكر الليل والنهار !
وكم كان مكرهم ذا ؛ قاصمة الظهر، وكارثة الدّهر !
إن عدوّنا لا يكترث كثيرًا لهَبَّتنا وانتفاضتنا وفَورتنا !
هو على يقين ..
أن الزَّبد يذهب جُفاءً !
فجرِّبوا ألا تكونوا زبدًا !
بما في أيديكم من وعيٍ وقادة، وبما تعملون من عمل، وبما تُعدّون من قوةٍ وعُدّة، وبما تملكون به زمام أمركم، وجمْع كلمتكم وصفّكم !
لا أن تنتظروا من عدوّكم ( ورطة ..
غلطة ..
كَبوة ..
عثْرة ) !
ثمّ يُخيّل إليكم؛ أنكم ستنقضّون عليه ساعتها فيستسلِم !!!
إن هي إلا أوهام ..
وأضغاث أحلام !
وأخشَى أن يكون هذا التواكل، على فُتات موائد أعدائنا؛ داخلًا في الركون إلى الذين ظلموا، ونحن لا نشعر بذا ولا نكترث !
إذ إنه مُعينٌ لهم ..
مُرسّخ لبقائهم، ونحن نحسَب أننا نُحسِن صُنعًا !!
فعَليكم أنفسكم، وانظروا ماذا تملكون وتُعدّون، ولا تطمعوا خيرًا، ولا تُأمّلوا نصرًا؛ في عثرات عدوّكم، وما يُلقيه لكم !
فنصرٌ بيد عدوّك ..
خنجرٌ مسموم !
وغرسٌ ليس من كسب يدك ..
حصادٌ مشؤوم !
وقصرٌ مَشيدٌ لم تضع أساسَه ..
هشٌّ مهدوم !
وقد جمع هذا قولُ الله، والقولُ ما قال :
{ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ }.
كيف تعملون أنتم ؟!! وليس ما يَعملُه عدوُّكم !
فابذُلوا ..
وتحرّكوا ..
وأعدّوا ..
واعملوا ..
فسيَرى اللهُ عملَكم !
ثمّ يتمّ نعمتَه عليكم؛ بنصرٍ مبين ..
وفتحٍ قريب !!